حينما يقرّر
أحدنا أن يبتسم، أو يرى كل كرة القدم، أو يؤدي أية حركة أخرى فإن دفقات (دفعات
impulses) كهربائية صغيرة تترك المخ، وتمر عبر أعصابنا إلى العضلات المعنية،
فتجعلها تتحرك بالطريقة التي تؤدي إلى إحداث الأفعال المطلوبة على الفور. ونحن نقوم
بإحداث هذه الحركات لأننا نريد ذلك. ولهذا فإن العضلات التي تقوم بتنفيذ هذه
الحركات تسمى العضلات الإرادية (voluntary muscles). وهي مركبة بصورة مختلفة عن
عضلة القلب وعضلة الأمعاء (intestine) وكلاهما يعمل باطراد وثبات من غير أن يتحكم
وعينا في ذلك.
وتشكل العضلات الإرادية في جسم الرجل 5/2 من وزنه الكلي تقريباً، أما عضلات المرأة
فتزن أقل من ذلك قليلاً، وعلى العموم فهناك حوالي 500 عضلة من هذا النوع. وإذا
تأملنا فيها نجدها تشبه إلى حد كبير اللحم الذي نراه معلقاً عند الجزار، وفي
الحقيقة أن الجزء الأحمر في قطعة اللحم ما هو إلا عضلة.
والشيء الذي يميز النسيج العضلي tissue muscle تماماً، هو قدرته على الانقباض
(فيصبح قصيراً حين تثيره دفقة عصبية). وإذا حدث انقباض شديد، فإن طول العضلة ينقص
بحوالي 60 في المائة من طولها وهي مرتخية (relaxed). كما تصبح العضلة في نفس الوقت
أغلظ بكثير وقد استرعت هذه الظاهرة الطبيعية العجيبة أنظار علم وظائف الأعضاء
physiologicls (الفيسولوجيا) لسنوات عديدة، ورغم أن كيفية حدوث ظاهرة الانقباض لا
تزال غير معلومة، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى الإجابة أصبحت على وشك أن يهتدى
إليها.