|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
اجتناب الخمر ومعوقات الفلاح |
بحث خاص بتوضيح أبعاد الخمر لاجتنابها |
|
يشرب باستمرار في أي وقت وعلى أي حال أو سواء سوء استخدام يعني يشرب في المناسبات أو أحوال معينة وليس مستمر على تعاطيه أخي المسلم أعلم أن الشيطان يدفع الإنسان لشرب الخمر ويزينه له ويرغبه فيه لأنه يريد أن يوصله لنتائج هو أعلم بها وغالباً ما يكون المتعرض لتزين شرب الخمر جاهل بأبعاد شربها فمن استمرار تزين الشيطان الذي أقسم برب العالمين أنه لا يغوي الناس أجمعين إلا عباد الله المخلصين حيث قال لربه { فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) } لأن عباد الله المخلصين لن يطيعوه لأنهم أطاعوا الله في اتخاذهم الشيطان عدو لهم {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}فاطر أما من استسلم واسترسل لتزين الشيطان للخمر ورغبَ في شربها بأي مبرر سواء حب التجربة أو لإعطائه الشجاعة أو النشاط أو لينسى همومه أو غير ذلك فإن في استجابته للشيطان وإطاعته في تزيينه وترغيبه له في شرب الخمر وشرب أول جرعة مباشرة أوقع نفسه في اللعن وهو الطرد من رحمة الله وقع في طرد من رحمة الله فإن شارب الخمر ملعون بل وقع في أكثر من وجه في اللعن أشتراها وحملها أو أهديت له فحملها وشربها { لعنت الخمر على عشرة وجوه لعنت الخمر بعينها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها } وبالتالي مع الطرد من رحمة الله حرم الأجر على العمل اليومي الذي يأتي به حقاً لله عليه وهو الصلاة بهذه الشربة التي إن مات عليها بدون توبة دخل النار فقد قال صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن تاب وهذه الحالة فالحمد لله فالتوبة تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ويرفع من عليه اللعن فيرجعه الله إلى رحمته التي كان قد حرم منها أما من لم يتب فإنه بذلك قد أعطى للشيطان المجال فبدلاً من أن يندم على معصية الله ويتوب ويرجع لطاعة ربه في البعد عنها لم يتفاعل مع الهداية ويتوب من شربها بل أعطى المجال للشيطان أن يستمر في تزينه له ويرغبه في الشرب مرة ثانية فيسهله الوصول لما يريد ويسعى له فإن أطاعه وشربها مرة ثانية وهو مطرود من رحمة الله والشيطان يعلم أنه قد ضعف أمره بذلك يستمر في دفعه لتكرار شربها لأنه يريد أن يشغله بها وبتبعاتها فيصده عن ذكر الله الذي يمده بحماية مولاه فإنه بذكر الله يستمد به الحماية الربانية من الإغواءات الشيطانية فلما تكرر شربها وانشغل بها سار يقوم من نومه بدلاً من أن يفكر في أن يأتي بذكر الله يقوم من النوم كل همه وفكره أن يأتي بالجرعة إذا نام بدلاً من أن يأتي بالأذكار قبل النوم سار سكران طاح في خماره فمكن الشيطان من صده عن ذكر الله أعطى الشيطان الفرصة بإقباله على التعاطي أن يصده عن ذكر الله ليحرم من الحماية الربانية لأنه في الانشغال بالتعاطي والخمار والسكر النشط لا يفكر في ذكر الله فيعرض عن الذكر بالسكر والخمار وعند ذلك يوقع نفسه في العقوبة الربانية يقول الرب عز وجل(َمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) [طه : 124] وأي ضنك أعظم من السكر والخمار إلا الشرك والكفر وعند ذلك يوقع نفسه أيضا في العقوبة الربانية (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف : 36] فيكون بإعراضه عن ذكر الله قيض الله له شيطانا يبعده عن سبل الخير كلها ويقربه من كل سبل الشر فيحرم من الحماية الربانية ما الذي يحميني ويحميك من الإغواءات الشيطانية ذكر الله فعلى قدر ذكرك الله على قدر حماية الله لك فمن انصد عن ذكر الله الذي يمده بحماية مولاه رفعت من عليه الحماية الربانية وهو محروم من رحمة الله فأصبح مكشوف مسلوب لمصادر القوة ضعيف ومع ضعفه هذا قيد له عقوبة شيطان يوجهه إلى كل سبل الغواية ويصرفه عن كل سبل الهداية ويحركه لكل ما يريد فيعيش حياة الضنك فينجرف مع المخدرات إلى غيرها من المنكرات ويقع في العداوات فعند ذلك تجده مسلوب الإرادة أمام الخير مستجيب لطاعة الشيطان وبدلاً من أن يتوب ويرجع إلى الله يستمر في تعاطيه استجابة لشيطانه حتى يشغله بالسكر والخمار عن الصلاة بالكلية فيكون قد أوصله لما يريد وهو أن يخلده في النار معه فيكون قد سلم زمام قيادته للشيطان من أول جرعة إلى أن انتهى به إلى مسألة أعظم في خطورتها من تعاطي الخمر وهي الصد عن الصلاة التي يخرجه بها من الملة وتحرمه نهائيا من الجنة وترمي به في النار دون خروج منها العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر فهو لا يكتفي إن يجعل الإنسان مدمن سكير فاسق في نظر المجتمع لا هو يريد أن يصل به إلي قضية أعظم يريد أن يخلده معه في النار لا يخرج منها وهذه هي النتيجة التي أوضحها لنا الله تعالى وبينها أحسن بيان { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} المائدة فهذه هي الخمر أم الفواحش أكبر الخبائث السلاح الذي يدمر به الشيطان عدوه الإنسان حتى يكون هذا الإنسان قرينا للشيطان ومع المراحل التي نقله فيها الشيطان بتعاطي الخمر أوقعه في العداوة والبغضاء بينه وبين الآخرين ويظن أنه أهدى منهم وهو يجهل حقيقة ما وصل إليه ويموت على خاتمة السوء على السكر والصد عن الصلاة فيحشر على ما مات عليه وقد مات سكران فيحشر سكرانا وفي النار يشرب من طينة الخبال عصارة أهل النار والصديد الذي يخرج من فروج المومسات علاوة على النار نفسها التي يتعذب بها مثل أهلها فالمتعاطي أوقع نفسه في تركيبة معقدة من الضلال والفساد الذي أهدر بحياته في الدنيا والآخرة فما هو الحل ؟ ما هو المخلص من هذه المشاكل ؟ كيف يدفع المرء عن نفسه هذه النتيجة ؟ الحل الرجوع إلى الله بتوبة نصوحة والمخلص من هذه المشاكل هو الله في طاعة أمره باجتناب الخمر الذي فيه الفلاح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} المائدة والإيمان هو الذي يدفع الإدمان ونتائجه فإنه لا يجتمع الإيمان والإدمان في قلب إنسان إلا ليوشك أحدهما أن يطرد الآخر وها هو وقد عرض إيمانه للنزع لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فإدمانه طرد إيمانه والمطلوب تقوية إيمانه ليدفع إدمان فهذه نفسية المتعاطي على ضوء الكتاب والسنة أي هذا حكمه في منظور الشرع ومن وصل إلى هذه النتيجة لا يستحضر كل هذا ولا يستحضر هذه النتيجة التي وصل إليها أو في الطريق للوصول إليها إن لم يرجع إلى الله ولا يستحضر أنه يجهل هذه الحقيقة أي عنده جهل بما هو فيه من مشكلة عظيمة فهذه هي المشكلة الحقيقية أي الأصل في المشاكل وهي الحياة الضنك وما سواها فهو من فرعها سواء كانت مشكلة تأزم نفسه أو مشكلة في العلاقات بينه وبين الآخرين وإن كانوا أقرب الناس إليه أو مشكلة في بدنه فإنها فروع من المشكلة الأصل وهي الحياة الضنك لبعده من طاعة الرحمان واستجابته لطاعة الشيطان فهذا يحتاج إلى معرفة هذه الحقيقة وهي التخلص من المشكلة الأصلية التي في التخلص منها تخلص بمشيئة الله من تابعياتها وهي المشاكل الفرعية لها حتى لا ينشغل بتوجه النظر للمشاكل الفرعية دون الأصل فلا يجد إلا التسكين فليس في حل مشكلة فرعية شفاء نهائي لأن الشفاء النهائي للمشكلة السعي للتخلص من الحياة الضنك الأمر الثاني هو جهله بأن فلاحه معلق على اجتنابه للخمر فيكون أول شئ التعامل مع جهله بمشكلته بمعرفته لأبعاد الخمر وبغية الشيطان منه بدفعه للتعاطي حتى الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وخطورة ذلك بالحكمة والأسلوب الحسن حتى يزال عنه الجهل بهذا الأمر ثانياً عليه التعامل مع جهله بتعلق فلاحه على اجتناب الخمر بالاستبصار أنه لا خلاص له من هذه المشكلة إلا بالرجوع إلى الله بتوبة نصوحة يصدق فيها مع الله يجتنب بها الإدمان ليضع قدمه على طريق الفلاح والاستبصار بسعة رحمة الله للتائب وفضل التوبة عليه لتتولد عنده الدافعية في انتشال نفسه من معاناته ثم يسعى لمعرفة فضائل الأعمال الصالحة التي ترغبه فيها ليطمع في تحصيلها فيتحرك عنده الإيمان للزيادة فيقوى إيمانه ليكون سلاحه في دفع إدمانه فهذا هو أول علاجه لنفسه أن يعلم أي يستبصر أنه واقع في مشكلة ليسعى في حلها وعلى كل إنسان أن يحفظ نفسه من الشيطان إذا رغبه في الإدمان فالعواقب وخيمة خسران الدنيا والدين وأما أنت أيها الأب أيها الأخ يا من تعول غيرك عليك أن تبين بكل وضوح لمن تعولهم أبعاد الخمر وبغية الشيطان من الإنسان في الإدمان وتعرفه أن فلاحه في اجتناب المادة المخدرة هذا هو دورك كمعالج كمصلح لمن تعولهم وإن وجدت إنسان وقع في الإدمان فبين له حقيقة ما وقع فيه كما علمته واستعن بأهل الخبرة المخلصين والذين منهم متواجدين في هذا الصرح هذا المجمع الذي به مسجدنا هذا ولا يكون كل همك زجره ومهاوشته لأنه قد يكون محبا لله ورسوله لكنه لم يصل لوقوع نفسه في هذه النتائج فلا تكن كهذا الرجل الذي سبّ شارب الحمر الذي كثر مجيئه بهذه الحالة لنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله وإن بلغ هذه النتائج لا تعينوا الشيطان عليه كما قال رسول الله لا تعينوا عليه الشيطان ، ولكن قولوا اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم اصرف عنا المخدرات اللهم اصرفنا عن المخدرات اللهم أحفظ أبنائنا وشبابنا وبناتنا من جحيم المخدرات وغبرها من المنكرات اللهم أحفظ أبناء وشباب ونساء المسلمين من جحيم المخدرات إنه لا منجي ولا مخلص من هذه المخدرات إلا أنت فاصرفنا عنها واصرفها عنها |
||||||||||