|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
اجتناب الخمر ومعوقات الفلاح |
اجتناب المعوقات |
|
فاجتنبوه { فاجتنبوه } أي الرجس الجامع لتلك الأمور الأربعة وهي الخمر والميسر والأنصاب والأزلام إذا كان تعاطيها قذر ينأى عنه العقلاء فعبر بقوله فاجتنبوه للمبالغة في الأمر بترك هذه الرذائل فكأنه سبحانه يقول لا آمركم فقط بترك الرذائل ، بل آمركم أيضاً بأن تكونوا أنتم في جانب وهذه المنكرات في جانب آخر فليس اجتناب المذكورات هو اجتناب التلبّس بها فقط بترك شرب الخمر وترك التقامر بالميسر ، وترك الذبح على الأنصاب وتقديم الفتة عند القبور وترك الطواف حولها والتقرب لأصحابها , وترك استشارة الأزلام فحسب ولكن كونوا في جانب وهذه الأمور في جانب آخر فالأمر هنا منصب على الترك وعلى كل ما يؤدي إلى اقتراف هذه المنكرات كمخالطة المرتكبين لها وغشيان مجالسها واجتنبوا الشيطان ولا تقبلوا وساوسه واتركوا هذه الاعمال الخبيثة ([19]) فالله سبحانه وتعالى بعد أن نهى عن تحريم الحلال من الطيبات في الآيات التي سبقت آيات الخمر ، وقد أمر بأكل الطيّب من الرزق ، تناول توضيح أمر الخمر والميسر والأزلام . وكانت هذه من الطيبات في الجاهلية ، وكان العرب يشربون الخمر بإسراف ، بل يجعلونها من المفاخر التي يتسابقون في مجالسها . وكان يصاحب مجلسَ الشراب نحرُ الذبائح ، واتخاذ الشواء منها للشاربين ، والمقامرة عليها بالأزلام . كذلك كانوا يذبحون قرابينهم عند الانصباب , فنهى الله تعالى عن هذه المفاسد كلها نهياً قاطعاً ، بعد أن مهد لتحريم الخمر مرتين من قبل هذه الآية ([20]) والنداء بقوله : { يا أيها الذين آمَنُواْ } يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، نداء عام لجميع المؤمنين ، وقد ناداهم سبحانه بهذه الصيغة لتحريك حرارة العقيدة في قلوبهم حتى يستجيبوا لما نودوا من أجله ، وهو اجتناب تلك الرذائل اجتناباً تاماً. [19] تفسير حقي - (ج 3 / ص 330) [20] تفسير القطان - (ج 1 / ص 432)
|
||||||