دعا
الإسلام المسلمين إلى التحلي بخلق السماحة، فإن السماحة من خلق الإسلام
نفسه ... فمن السماحة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده، وحلمه تبارك
وتعالى على عباده، وتيسير الشريعة عليهم، وتخفيف التكاليف عنهم، ونهيهم عن
الغلو في الدين، ونهيهم عن التشديد في الدين على عباد الله قال تعالى {
يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:
185 ]
وقال سبحانه { مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ
وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [المائدة: 6]
وقال سبحانه { يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ
ضَعِيفًا } [النساء: 28]
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الدين يسر ولن يشاد
الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء
من الدلجة }
ونهى النبي عن التنطع والتشدد في الدين، فعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم { هلك المتنطعون } قالها ثلاثا ودعا الرسول
صلى الله عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال {اللهم من ولي من أمر
أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق
به }
وأمر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في أمور الدين فعن أبي مسعود،
رضي الله عنه، قال { أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن
صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا قال فما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قط أشد غضبا في موعظة منه يومئذ قال: فقال يا أيها الناس إن منكم
منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة }
ومن
سماحة الإسلام تيسيره لشؤون مناسك الحج فعن عبد الله بن عمرو بن العاص { أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه
رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال اذبح، ولا حرج فجاء آخر فقال لم
أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم، ولا حرج فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن شيء قدم، ولا أخر إلا قال افعل، ولا حرج }
|