العكوف على الأجهزة الزكية للبرامج الاجتماعية
أن من فضل الله على عباده أن أعطاهم من النعم هذه الأجهزة الزكية من جولات ولوحات أيباد ولابات وغيرها من الأشياء التي تسهل على الإنسان تحصيله من المواد العلمية على تنوع اختصاصاتها والموجودة على النت بكم غفير لم يسبق توفرها في العصور التي سبقتنا ويستطيع من خلالها أن يعلم نفسه من بُعد ما يريد وأن ينتسب للجامعات بل وتساعده أن يبث كل ما يمك من خيرات أو مهارات يريد أن ينفع بها غيره فيكون قد نفع نفسه ورضا ربه بوقته الذي فلح في اغتنامه
وهناك من يقضي وقته على البرامج الاجتماعية كالفيسبوك والتوتير والوتس أب وغيرها من برامج التواصل وهذا شيء جيد إن تم تقنينه بما لا يتعارض مع مراعاة مصالحه ومصالح من يعولهم فلا يشغله ذلك عن واجباته الدينية والأسرية والمعايشة
وهناك من يضيع وقته الذي هو عمره في استغلاله في الفساد والانجراف في الانحرافات فيكون وقته وبالاً عليه
العكوف على الفضائيات
الناس كثيراً منهم من يفرّط تفريطا عظيما بنعمة فراغ الوقت، بل بعض الناس يستغل هذه النعمة بما يعود وبالا عليه والعياذ بالله بالعكوف على القنوات الفضائية وما تبثه من مسلسلات وأفلام ومقابلات وتحليلات مما يفسد دين المرء ووقته وعمره دون عائد ذي منفعة يعود عليه، في تتبع ما تبثّه مما لا يرضي الله ولا ينفع عباده، ولا يعين على حق، ولا يحجز عن باطل، ولا يحفظ خُلُقًا، ولا يهذّب سلوكًا حتى وصل الأمر إلى السهر على هذه القنوات حتى قريب صلاة الفجر، ثم ينام المرء ولا يستيقظ إلا قريب الظهر، وقد ترك صلاة الفجر متعمدا، بل هناك من يضبط منبهه على العاشرة صباحا أو ما بعدها ويترك الفجر، قال صلى الله عليه وسلم: ((ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة)).
المفرط في وقته بهذه المشاهدة قد يكون أب، ويسمح لنفسه ولزوجته وأبنائه بالنظر إلى عورات الآخرين في هذه القنوات؟! فتموت الغيرة في قلبه ويسمح لزوجته أن تشاهد الرجال شبه عراة في الأفلام قد أظهروا صدورهم وأفخاذهم!
الزوجة تسمح لزوجها أن يشاهد المغنيات والراقصات وقد أبدين محاسنهن وأجزاء من أجسادهن الرخيصة!
البلاء يعظم وتكبر المصيبة لمّا يدخل الأب المتطوّر صاحب الفكر الحرّ غير المعقّد ولا المتشدّد القنوات إلى غرف أولاده وبناته الخاصّة ليتابع كل منهم ما تشتهي نفسه وتقرّ بها عينه، ثم تراه إذا ما نصِح يتبجّح بالتربية الصالحة والحسنة التي نشّأ أبناءه عليها، فحاله كحال من قرّب البنزين من النار وهو يرجو أن لا يحترق، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم:6].
السفر لمصائف الإباحة
الشاب عندما تجتمع طاقاته مع المثيرات للغرائز ،الموقظة للفتنة النائمة، المهيجة لها عبر أفلام ماجنة، ومجلات فاسدة ودعايات مضللة، ثم يصاحب ذلك سفر إلى بلاد الإباحة يميل إلى جلب أسوأ ما عندهم ويتوهم أن كل ما عند أهل اللهو والغفلة، خير مما عنده فيرجع متأثراً بهذه البلاد التي تُعد الفاحشة فيها هي الأصل، والعفة شذوذ وتخلف، تنظر للفتاة التي لم تتخذ عشيقاً لها بعد البلوغ أنها مريضة، وبحاجة إلى عرضها على طبيب الأمراض النفسية يدعوها إلى بذل عرضها لأول عابر سبيل تصادفه، لتنعم بالشقاء بعد ذلك ، وحانات الخمور بها في كل شارع وناصية طريق
بُعد الشاب عن المربين والناصحين
الشاب المسلم عندما يفقد المربين الأمناء، الذين يدركون استغلال قوته في الخير، وتهذيب غرائزه فيما أباح الله وتفقد طاقاته العناية من المربين والتوجيه من الناصحين، فإنها تكون عامل هدم، ومعول فساد وعند ذلك تؤويه الطرق والممرات فتكون له مدارس شيطانية تعلمه كل بذئ من القول وقبيح من الفعل
تناثر الأماني وتبديد الأهداف
المرء إذا لم يكن له غرض صحيح يسعى إليه، وهدف سليم يطلب تحقيقه والوصول إليه ضاع زمانُه، وما أتعب من يمشي بلا مقصد! والإنسان بلا غَرَضٍ كسفينة ليس لها قائد تتقاذفها الأمواج حتى تهلك
الشيطان يسعى لهدر وقت الإنسان الذي هو عمره فيزين له الأماني التي يحبطه عن تنفيذها بالتأجيل والتسويف فعندها يضيع الوقت بتناثر الأماني وتبديد الأهداف يُمَنِّي المَرءُ نَفسَهُ بِأَمَانِيَّ كَثِيرَةٍ، وَيَعِدُهَا بِمَوَاعِيدَ مُختَلِفَةٍ، مرة يَأمَلُ حِفظَ القُرآنِ أَو مَا تَيَسَّرَ مِنهُ، وَمرة يَضَعُ في بَرنَامجِهِ أَن يَقرَأَ كِتَابًا أَو يَستَمِعَ لِدُرُوسٍ في أَشرِطَةٍ، ومرة يُخَطِّطُ لِحُضُورِ دَورَاتٍ شَرعِيَّةٍ أَو عِلمِيَّةٍ أَو مَهَارِيَّةٍ، وكل هذا لا يتعدى الُسَافِرُ بِخَيَالِهِ وإن اقترب من العمل والتنفيذ يسوف بتأجيله لوقت أخر، وَيتَوَالى مُرُورُ أَيَّامِهَ يَومًا بَعدَ يَومٍ، ويتتابع تَصَرُّمُ لَيالِيهَ لَيلَةً بَعدَ أُخرَى، فَإِذَا بِالأَهدَافِ التي وُضِعَت تَتَبَدَّدُ، وَإِذَا بِالأَمانيِّ التي عُقِدَت تَتَنَاثَرُ، وَتَنقَضِي الأوقات وَمَا قَضَى مُرَادَهُ، وَتَضِيعُ أمنياته بالتسويف وإذا اجتمع مع التَّسْوِيفُ الكسل كان ذلك هو الخُسران
إشغال الفراغ بالتعاطي
الفراغ عند بعض الناس يدخله في الملل فيجعله مجال لتعاطي المخدرات
فراغ يستغل في تعاطي المخدرات سواء كان فراغ كامل أو فراغ جزئي وهذه صوره
فراغ كامل
فراغ كامل عند بعض الشباب المدمنين لأنهم في سن أقتضى العرف فيه أن يتولى الأنفاق عليهم أهليهم فيستغل الفراغ بالتعاطي
فراغ كامل عند بعض الشباب المدمنين الذين فصلوا من أعمالهم بسبب التعاطي وتولى الأنفاق عليهم أهليهم أو زوجاتهم فيستغل الفراغ بالتعاطي
فراغ كامل عند البعض بسبب التقاعد عن العمل ويحصل على راتب تقاعد يتعايش منه فيستغل الفراغ بالتعاطي
فراغ كامل عند بعض المدمنين ممن يحصلون على مساعدات من الجمعيات الخيرية فيستغلوا الفراغ بالتعاطي
فراغ جزئي
البعض ممن لديهم أعمال وبعد انتهائها يجدوا فراغاً عندهم فيتجهوا لملئه بالتعاطي
البعض ممن يعملون أعمال خفيفة أو وضعوا في أعمال بعيدة عن المسؤلية وتشغيل الذهن بسبب ما عرفوا به من تصرفاتهم الإدمانية فيستغلوا هذا الفراغ في الترويج والبحث عن متعاطين
كثرة النوم
إن من أكبر علامات إضاعة الوقت، أن تمر بالإنسان أيام عمره يوم بعد يوم في غير حق يقضيه، أو فرض يؤديه، أو علم يكتسبه، أو فعل محمود يصنعه فيكون قد عق يومه وظلم نفسه.
تجده يعيش عيشة الّلا مبالي بوقته، فهو يقطعه باللهو الباطل، والأمر الحقي يألف وهو صحي قوي النوم حتى الضحى أو ما بعد الضحى، تطلع عليه الشمس وتتوسط في كبد السماء، وهو يغط في نوم عميق، قد بال الشيطان في آذانه، إذا قام قام وهو هزيل القوى، ثقيل الخطى، ضيق النفس كسلان ويكون مع نوم النهار يسهر الليل وقد توفر ت له سبل الفساد والانحراف ، ولا يعلم إن سنن الله في كونه تأبى إلا أن يعطى كل امرئ حسب استعداده وجده وعمله.
الشباب من العمر وسيسأل الإنسان عن عمره
لما كان الشباب من العمر وسيسأل الإنسان عن عمره، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص الشباب في قوله: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس))، وذكر منها: ((وعن شبابه فيما أبلاه)) ولذا على الشاب أن يدرك أن حياة الإنسان أنفاس تتردد وتتعدد، وآمال تضيع إن لم تحدد، والوقت كالسيف إن لم يقطعه قطعه، بل الوقت هو الحياة، وكثيرا ما نسمع المثل، الوقت من ذهب .. بل هو أغلى من الذهب ومن كل جوهر نفيس أو حجر كريم، إن المرء يفتدى وقته بكل غال ونفيس، لأن الوقت هو حياته وعمره، فمن يفرط في حياته وعمره
الشبابُ تيّارٌ مُتدفّق وطاقةٌ متوقِّدة، فالموفَّق مَن ضحَّى بشبابِه مِن أجلِ رِضا خالقِه وبَذَل النّفيسَ في القربِ مِنه ما دامَ شابًّا قويًّا في عمرِ الزهور واكتمالِ القوَى، قال أحَد الشيوخ لشابٍّ: اعمَل قبلَ أن لا تستطيعَ أن تعملَ، فأنا أريد أن أعمل فلا أستطيعُ، إنما العمل في الشباب، ولهذا جاء في السبعةِ الذين يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله: ((وشاب نشأَ في طاعةِ الله))