أضغط على الصورة لسماع المحاضرة

قصة أيوب في صبره

الله تعالى خلق الخلق وجعل لهم أوامر ونواهي وجعل امتحانات يختبر بها عباده ليعلم من يطيعه ومن يعصيه وقد أقضت حكمته أن يبتلى بعض عباده بالنعم يعطيه الملك والإمارة والإدارة والوجاهة والجاه والمال وغير ذلك من النعم فإن وجهها العبد لطاعة الله وخدمة دينه فقد فاز في الاختبار وإن وجهها لأغراضه الشخصية جرياً وراء أهوائه وشهواته فقد فشل في هذا الامتحان نهيك عن استغلالها في معاصي الله

وقد يبتليه الله بالنقم فيصيبه بالفقر أو الأمراض المضجرة في بدنه أو في زوجه وأولاده أو يبتليه بفقد عزيز أو يبتليه بالحوادث والكوارث لينظر الله إلى عبده هل ينجح في هذا الامتحان بإرجاع الأمر لله ويحمده على ذلك ويستسلم لقضاء الله وقدره صابراً وراضياً أم أنه يتسخط ويتضجر ويشتكى الله للخلق فيكون قد فشل في الاختبار

وصاحب هذه القصة هو أيوب النبي قد ابتلاه الله بكل هذه الأنواع النعم والنقم فقد أعطاه الله من النعم الملك فكان أمير بلاده وأعطاه الله من الأموال الكثير فكانت دمشق ومن حولها ملكاً له وأعطاه الجاه والوجاهة وأعطاه الزوجات الكثيرة فكان له أولاد كثيرون فوجه كل هذه النعم في طاعة الله استغل ملكه لخدمة الله استغل ماله في أعطاء المحتاجين استغل جاهه لأخذ حق الضعيف من القوى أولاد أنشأهم على الصلاح والطاعة وهكذا حتى نجح في الابتلاء بهذه النعم فوجده الله شاكراً لأنعمه وموجهه لطاعته

وأقضت حكمت الله أن يبتليه بالنقم فسلب منه هذه النعم نعمة تلو الأُخرة وهو صابر راضي بما أذن به الله مرجع الأمر لله فنجح في هذا أيضاً فجاءه الابتلاء في بدنه فأصيب الأمراض المضجرة التي نالت من جسده كله إلا لسانه وقلبه حتى طفح الصديد على كل بدنه وما يتبع ذلك من روائح الصديد الكريهة وخروج الدود من بدنه حتى رموه على مقلب الزبالة خارج المدينة يزعجهم منظره والتشأم بمرضه بعد أن كان جميعاً يسعون إلى مجالسه ومع إصابته بكل هذه الأمراض كان صابراً راضياً مستسلم لقضاء الله وقدره يستحي أن يسأل ربه أن يرفع ما به من نقم وهو لم يقضي فيه مثل ما قضى في النعم فنجح في هذا الامتحان أيضا فكان نعم العبد إذ كان رجاع إلى ربه فكافئه الله بأن أعطاه كل ما أخذه منه ومثله معه وأثنى عليه وذكر خبره في قرآن يتلى إلى قيام الساعة

توضيح وبيان أن

o   قصة أيوب للعبر والاتعاظ حتى إذا أصاب المرء بلاء أن يقتاد بأيوب

o   الإنسان مبتلى مصاب ليس أحد إلا ومعرض لاختبارات من عند الله

o   الصابر الله تعالى يرضى عنه ويعطيه أكثر مما أصابه

o   كل إنسان مبتلى في صحته وأمواله وأولاده لا ينفك من الابتلاءات مع صلاحه دون أن يكون له كسب فيها ودون أن تكن من باب العقوبات على ذنب وقع فيه

o   المدمن قد يتعرض لابتلاءات ربما تكون بسبب الوقوع في المعاصي التي ارتكبها في الماضي من زنا ولواط ومخدرات وغيرها من المنكرات أي تكون من باب العقوبة على الذنب فيكون المرء في هذه الحالة أحوج ما يكون للصبر

  الهدف من تقديم المادة

o   أن ينتبه المدمن عندما يصحو من إدمانه ويفكر في التوبة من الهواجس الفكرية التي تبدأ تهجم عليه بتعظيم الخسائر التي أوقعه فيها الإدمان  سواء فقد عمل أو مطالبة الزوجة بالطلاق أو تدمير بيته بالطلاق والبعد عن الأولاد أو بضياع تجارته أو إصابته بالأمراض وغير ذلك من الأمور التي يعظمها الشيطان على المدمن ليشعره بالضعف وفقد الثقة في الصمود في هذه الحياة بهذه الخسائر ولينتبه المدمن من أن الشيطان يخيفه ويوهمه بالفشل حتى يحبطه ويجعله يهرب من الفكر في التغلب على هذه المشاكل ليهرب من الخوض في هذه الأمور التي ينظر إليها أنها مشاكل سيتعب من التعامل معها فيسعى للنسيان والهرب من هذه الأمور بالتعاطي وليذكر المدمن نفسه بقصة أيوب فهي من أكبر ما تدفع المدمن للأمل في العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى بعد أن يعلم أنه مهما فقد وخسر لم يفقد ما فقده أيوب ولكن بصبره الله أعطاه كل ما أخذ منه ومثله معه

o   حث المرء وخاصة من كان له مال أو جاه أو وظيفة مرموقة وقد خسرها بالإدمان ليتعامل مع واقعه الذي وجد نفسه فيه بعد التوبة مقتاداً بامرأة أيوب التي كانت سيدة المجتمع امرأة الملك ثم أقضت حكمة الله أن تعمل خادمة للحصول على لقيمات لزوجها المريض ولم تقل أنا كنت الملكة لا يليق بي هذا العمل ولكن تعاملت مع واقعها دون أن تعصي الله

 دواعي تقديم المادة

o   محور من محاور التعامل مع مشاكل فقد العمل

o   محور من محاور التعامل مع الانتكاسة

o   محور من محاور التعامل مع المشاكل الصحية

o   وسيلة من وسائل تقوية الإيمان للصمود في مواجهة مشاكل الإدمان