الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين

علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين

 

فلاح الآخرة

الفلاح يوم القيامة

الفلاح في جنات النعيم

 

  الفلاح يوم القيامة    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا : يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها ، فو الله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية :

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)} يونس} [23]

1- لو تأمل العبد حال المحشر يوم القيامة لعلم مدى هذا التنعيم الذي ينعم به من وجبت له محبة الله يوم القيامة , تعطى الشمس حر عشر سنين وتقترب من رؤوس الخلائق حتى تكون على ارتفاع ميل فينصهر الناس في عرقهم من شدة حرها , ومع ذلك من نال محبة الله لا تضره الشمس ولا يشعر بها أصلاً لأن الله يظله بظله  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي  يوم لا ظل إلا ظلي} [24]

2- الناس في حر هذه الشمس وضيق المحشر, ولا يجد إنسان إلا موضع قدمه غارقين في عرقهم , عرق تشرب منه الأرض ثم يكون على وجهها كالسيل لو سيرت فيه السفن لسارت , ومع ذلك هو على منابر من نور لا يشعر بهذا الماء  الغارق فيه الناس

3- يكون الناس في كرب عظيم وخوف مما ترى وتجد من هذه الأهوال فيتمنى الرجل أن ينتهي من هذا الموقف ولو بالدخول إلى النار يفضل النار عن هذا الكرب , والذي نال محبة الله لا يخاف مما يخاف منه الناس لأنه منعم على كراسي من ذهب , منابر من نور منابر يراه الخلائق أجمعين ووجهه نور , وعليه ثياب من نور

عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس بوجهه فقال :

{يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله  فقال أعرابي : يا رسول الله انعتهم لنا ؟ جلهم لنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الأعرابي ، قال : هم ناس  من أفناء الناس ( ممن لا يعلم من هم) ونوازع القبائل ( الغرباء ) لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا في الله عز وجل وتصافوا ، يضع الله عز وجل لهم منابر من نور ليجلسهم عليها ، فيجعل وجههم نوراً وثيابهم نوراً ، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [25]

4- في المحن الشديدة والناس يحزنون لا يحزن من نال محبة الله

( أ ) عندما تنصب الموازين فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي ناراً حامية فعند ذلك من خف ميزانه يحزن لأنه خسر الآخرة كما خسر الدنيا ومن نال محبة الله لا يحزن لأنه من أهل النعيم من أولياء الله فهو ممن ثقلت موازينه

( ب ) عندما تفرق الصحف فمن أخذ كتابه بيمينه فقد فلح ومن أخذ كتابه بشماله يحزن لأنه خسر الآخرة كما خسر الدنيا ومن نال محبة الله

لا يحزن لأنه من أهل النعيم من أولياء الله فهو ممن يأخذ كتابه بيمينه

( ج ) عند عبور الصراط على جهنم ناس يمرون كالبرق وناس يمرون كالريح وناس يمرون كلمح البصر وناس يمرون حبواً والكل ناجي وناس تخطفهم الكلاليب المنصوبة على طرفي الجسر [26]

تتخطف أهلها وهنا يحزن من تخطفه الكلاليب يحزن لأنه خسر الآخرة كما خسر الدنيا ومن نال محبة الله لا يحزن لأنه من أهل النعيم من أولياء الله فهو من أهل العبور

فقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، و لا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ الآية

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)} يونس

ولا يلزم من غبطة الأنبياء لهم أنهم أفضل منهم عند الله فإن الأنبياء أفضل الخلق وإنما أريد بيان فضلهم وشرفهم وعلو منزلتهم

هذا التنعيم يوم القيامة , ثم بعد ذلك جنات النعيم


 


[23] أبو داود 3527 , صححه الألباني في صحيح أبو داود 3012 , حسنه الأرناؤوط في جامع الاصول 6 / 553

[24] مسلم 16 / 339

[25] المسند 5 / 343 صححه الألباني في صحيح الترغيب 3023 , 3027

[26] الكلاليب مثل المعول الذي يرفع به اللحم من القدر مثل سنارة صيد الأسماك لكنها ضخمة تتناسب مع أهل النار