الإيمان باليوم الآخر يعني الإيمان بكل ما أخبر به النبي
صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، ومن ذلك الإيمان بفتنة القبر
وبعذاب القبر ونعيمه.
وذلك أن بين الموت الذي تنتهي به الحياة الأولى وبين البعث
الذي تبتدئ به الحياة الثانية -وبعبارة أخرى: بين القيامة الصغرى
والقيامة الكبرى- فترة جاءت تسميتها في القرآن الكريم برزخا؛ كما في قوله
تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ
الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا
تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .
والبرزخ لغة: الحاجز بين الشيئين.
وفي هذا البرزخ نموذج من الجزاء الأخروي؛ فهو أول منزل من
منازل الآخرة؛ ففيه سؤال الملكين ثم العذاب أو النعيم.