حرم الإسلام هذه الأمور لأنها تشتمل على مفاسد ، والإسلام يريد أن يبني مجتمعاً نقيا طاهرا ولهذا بين لنا العلة في تحريمها لأنها رجس
{ رِجْسٌ } أي قذر تأباه النفوس الكريمة والعقول السليمة تكرهه وتنفر منه لقذارته ونجاسته .
الرجس في اللغة كل ما استقذر من عمل
ويقال للنتن وللعذرة والأقذار رجس
الرجس هو العمل الذي يكون قوي الدرجة كامل الرتبة في القبح
الرجس كل مكروه ذميم
الرجس الشر
الرجس السخط
الرجز العذاب
والرجس الخبث المستقذر والمكروه من الأمور الظاهرة ، ويطلق على المذمّات الباطنة كما في قوله : { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ (125) } [ التوبة : 125 ]
، وقوله { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } [ الأحزاب ]
والمراد به هنا الخبيث في النفوس واعتبارِ الشريعة ([14])
وسميت هذه المعاصي المذكورة هنا رجسا لوجوب اجتنابها كما يجب اجتناب الشيء المستقذر
وقد وصف تعالى في آية أخرى الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير بأنها رجس ، فيجيء من ذلك أن كل رجس حرام .
[14] المحرر الوجيز - (ج 2 / ص 337)