الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
ذكر ألآء الله

ألاء الله  وقصة قوم عاد في تضيعها

 

قوم عاد وتضيعهم نعم الله

ألآء الله وحفظ طالوت لها

 

يقول تعالى { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) } يقول تعالى: وكما أرسلنا

 

إلى قوم نوح الذين أهلكناهم لتكذيبهم نبيِّهم نوحاً ، كذلك أرسلنا إلى عاد أخاهم هودًا.

هؤلاء هم عاد الأولى، الذين ذكرهم الله تعالى وهم أولاد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح. الذين كانوا يأوون إلى العَمَد في البر، كما قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ } [ الفجر:6-8 ]

وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض وقهروا أهلها، بفضل قوتهم التي آتاهم الله إياها

وذلك لشدة بطشهم وبأسهم وقوتهم كما قال تعالى: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [ فصلت:15 ]

وقد كانت مساكنهم الشحر من أرض اليمن وما والى حضرموت إلى عمان ، بالأحقاف وهي جبال الرمال ، وكانت بلادهم أخصب بلاد فردها الله صحارى ، وقال علي بن أبي طالب : إن قبر هود عليه السلام هنالك في كثيب أحمر يخالطه مدرة ذات أراك وسدر ، وكانوا قد فشوا في جميع الأرض وملكوا كثيراً بقوتهم وعددهم وظلموا الناس ، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة ، وكانوا أصحاب أوثان منها ما يسمى صداء ومنها صمودا ومنها الهنا فبعث الله إليهم هوداً من أفضلهم وأوسطهم نسباً فدعاهم إلى توحيد الله وإلى ترك الظلم وقال اذكروا ألاء الله أي احمدوا ربكم واشكروه، إذ مكن لكم في الأرض، وجعلكم تخلفون الأمم الهالكة الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم اللّه وأبقاكم، لينظر كيف تعملون، واحذروا أن تقيموا على التكذيب كما أقاموا، فيصيبكم ما أصابهم

ولكن كان قومه كما شُدّد خلقهم شُدِّد على قلوبهم، وكانوا من أشد الأمم تكذيبا للحق؛ ولهذا دعاهم هود، عليه السلام، إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى طاعته وتقواه.

{ قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ } والملأ هم الجمهور والسادة والقادة منهم { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } أي في ضلالة حيث دعوتنا إلى ترك عبادة الأصنام، والإقبال إلى عبادة الله وحده

{ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } أي: لستُ كما تزعمون، بل جئتكم بالحق من الله الذي خلق كل شيء، فهو رب كل شيء ومليكه { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } وهذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغة والنصح والأمانة.

{ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ } أي: لا تعجبوا أن بعث الله إليكم رسولا من أنفسكم لينذركم أيام الله ولقاءه، بل احمدوا الله على ذالكم، { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } أي: واذكروا نعمة الله عليكم إذ جعلكم من ذرية نوح، الذي أهلك الله أهل الأرض بدعوته، لما خالفوه وكذبوه

واستخلفكم من بعد إهلاكهم

ولما ذكرهم بمطلق الإبقاء بعد ذلك الإغراق العام ، أتبعه التذكير بالزيادة فقال : { وزادكم } أي على من قبلكم أو على من هو موجود في الأرض في زمانكم { في الخلق } أي الخاص بكم { بسطة } أي في الحس بطول الأبدان والمعنى بقوة الأركان ، قيل كان طول كل واحد منهم ستون ذراعاً

{ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً } أي: زادكم طول في الجسم وقوة وشدة على الناس من أبناء جنسكم وبسط في الإبداع والتصوير لخلقتكم

كان رأس أحدهم مثل القبة العظيمة

وكان الرجل منهم يأتي الجبل فيهدم منه بيده القطعة العظيمة

وكان الرجل منهم ليتخذ المصراع لفتحت الباب من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يقلوه

وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها

كانوا عمالق من عظم أجسادهم وطولها

ومن نعمه الواسعة زادكم ضخامة قوةً في الأبدان والسلطان وكل هذه نِعم تقتضي الإيمان ، فتذكّروا هذه النِعم ، واشكروا الله على ذلك بإخلاص العبادة له وتَرْك الإشراك به

ولما عظمت النعمة ، كرر عليهم التذكير فقال

{ فاذكروا آلاء الله } أي: نعمه ومنَنه عليكم أي اذكروا نعم الذي استجمع صفات العظمة التي أنعم عليكم بها من الاستخلاف والقوة وغيرهما

واذكروا أنه لا نعمة عندكم لغيره أصلاً ، فصار مستحقاً لأن تخصوه بالعبادة { لعلكم تفلحون } أي ليكون حالكم حال من يرجي فلاحه وهو ظفره بجميع مراده ، لأن الذكر موجب للشكر الموجب للزيادة .

{ لَعَلَّكُمْ تُفْلحُونَ } أي لكي يفضي بكم ذكر النعم إلى شكرها الذي من جملته العمل بالأركان والطاعة المؤدي إلى النجاة من الكروب والفوز بالمطلوب

ثم كرر هود عليه السلام تذكيرهم بنعم الله فقال { فاذكروا آلآءَ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أى فاذكروا نعم الله واشكروها له لعلكم تفوزون بما أعده للشاكرين من إدامتها عليهم وزيادتها لهم ، ولن تكونوا كذلك إلا بعبادتكم له وحده عز وجل فتفوزوا بالنجاة من النار في الآخرة ، والهلاك في الدنيا , فالذكر رأس الشكر، والشكر جلاب النعم، موجب للمزيد.

فيفضي بكم ذكر النعم إلى شكرها المؤدي إلى الفلاح ومن شكرها الإيمان برسولهم

فوعظهم وذكرهم، وأمرهم بالتوحيد، وذكر لهم وصف نفسه، وأنه ناصح أمين، وحذرهم أن يأخذهم اللّه كما أخذ من قبلهم، وذكرهم نعم اللّه عليهم وإدرار الأرزاق إليهم، فلم ينقادوا ولا استجابوا.

اعلم أن هوداً عليه السلام دعا قومه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام بالدليل القاطع ، وذلك لأنه بين أن نعم الله عليهم كثيرة عظيمة ، وصريح العقل يدل على أنه ليس للأصنام شيء من النعم على الخلق لأنها جمادات ، والجماد لا قدرة له على شيء أصلاً ، وظاهر أن العبادة نهاية التعظيم . ونهاية التعظيم لا تليق إلا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام وذلك يدل على أنه يجب عليهم أن يعبدوا الله

وإلى هنا يكون هود عليه السلام قد رد على قومه رداً مقنعاً حكيما ، كان المتوقع من ورائه أن يستجيبوا له ، وأن يقبلوا على دعوته ، ولكنهم لسوء تفكيرهم وانطماس بصيرتهم ، أخذتهم العزة بالإثم فماذا قالوا لنبيهم ومرشدهم؟

انتبه لما لم يبق للقوم جواب الا التمسك بالتقليد

قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)

قالوا له على سبيل الإنكار

من تمردهم وطغيانهم وعنادهم وإنكارهم على هود، عليه السلام

وقد كانوا يعبدون أصناما

ولهذا قال هود، عليه السلام { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } أي: قد وجب عليكم بمقالتكم هذه من ربكم رجس وغضب

{ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ } أي أتحاجوني في هذه الأصنام التي سميتموها أنتم وآباؤكم آلهة، وهي لا تضر ولا تنفع، ولا جعل الله لكم على عبادتها حجة ولا دليلا

لما عتت عاد على الله وكذبوا نبيه، وأكثروا في الأرض الفساد وتجبروا، وبنوا بكل ريع آية عبثا بغير نفع، كلمهم هود فقال: { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الشعراء:128-131]{ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ. إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } أي بجنون

وأبوا إلا الكفر به، وكذبوه وعتوا واستمر ذلك منهم إلى أن أراد الله إنفاذ أمره أمسك عنهم المطر ثلاث سنين ، حتى جهدهم ذلك، وكان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان، فزعوا إلى المسجد الحرام بمكة فدعوا الله فيه تعظيماً له مؤمنهم وكافرهم ، وأهل مكة يومئذ العماليق وهم من سلالة عمليق بن لاوَذَ بن سام بن نوح، وكان سيدهم إذ ذاك رجلا يقال له: "معاوية بن بكر" ، وكانت له أم (3) من قوم عاد، واسمها كلهدة (4) ابنة الخيبري، فاجتمعت عاد على أن تجهز منهم وفداً إلى مكة يستسقون الله لهم ، فبعثوا قيل بن عنز ولقيم بن هزال وعثيل بن ضد بن عاد الأكبر ، ومرثد بن سعد بن عفير ، وكان هذا مؤمناً يكتم إيمانه وجلهمة بن الخبيري في سبعين رجلاً من قومهم إلى الحرم، ليستسقوا لهم عند الحرم، فلما قدموا مكة نزلواعلى معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجاً من الحرم فأنزلهم وأقاموا عنده شهراً يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان قينتا معاوية ، ولما رأى معاوية إقامتهم وقد بعثهم عاد للغوث أشفق على عاد وكان ابن أختهم كلهدة بنت الخبير أخت جلهمة ، وقال هلك أخوالي وشق عليه أن يأمر أضيافه بالانصراف من عنده فشكا ذلك إلى قينة فقالت له اصنع شعراً نغني به عسى أن ننبههم فقال

ألا يا قيل ويحك قُم فَهَيْنم ... لعلّ الله يُصْبحُنَا غَمَاما

فَيَسْقي أرضَ عادٍ إنّ عادًا ... قَد امْسَوا لا يُبِينُونَ الكَلاما ...

من العطش الشديد فليس نَرجُو ... به الشيخَ الكبيرَ ولا الغُلاما ...

وَقَد كانَت نساؤهُم بخيرٍ ... فقد أمست نِسَاؤهم عَيَامى

وإنّ الوحشَ تأتيهمْ جِهارا ... ولا تَخْشَى لعاديَ سِهَاما

وأنتم هاهُنَا فيما اشتَهَيْتُمْ ... نهارَكُمُ وَلَيْلَكُمُ التماما ...

فقُبّحَ وَفْدكم من وَفْدِ قَوْمٍ ... ولا لُقُّوا التحيَّةَ والسَّلاما فلما سمع القوم انتبهوا فقال بعضهم يا قوم إنما بعثكم قومكم لما حل بهم فادخلوا هذا الحرم وادعوا لعل الله يغيثهم فخرجوا لذلك فقال لهم مرثد بن سعد إنكم والله ما تسقون بدعائكم ، ولكنكم إن أطعتم نبيكم وآمنتم به سقيتم ، وأظهر إيمانه يؤمئذ فخالفه الوفد ، وقالوا لمعاوية بن بكر وأبيه بكر احبسا عنا مرثداً ولا يدخل معنا الحرم ، فإنه قد اتبع هوداً ومضوا إلى مكة ودعوا لقومهم فدعا داعيهم، وهو: "قيل بن عنز" فأنشأ الله سحابات ثلاثا: بيضاء، وسوداء، وحمراء، ثم ناداه مناد من السماء: "اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب"، فقال: "اخترت هذه السحابة السوداء، فإنها أكثر السحاب ماء" فناداه مناد: اخترت رَمادا رِمْدَدًا، لا تبقي من عاد أحدا، لا والدًا تترك ولا ولدا، إلا جعلته هَمدا، إلا بني اللّوذيّة المهندًا وبنو اللوذية: بطن من عاد مقيمون بمكة، فلم يصبهم ما أصاب قومهم وهم من بقي من أنسالهم وذراريهم عاد الآخرة

وساق الله السحابة السوداء، التي اختارها "قيل بن عنز" بما فيها من النقمة إلى عاد، حتى تخرج عليهم من واد يقال له: "المغيث"، فلما رأوها استبشروا، وقالوا: { هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا } يقول: { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } [الأحقاف:24 ، 25] تهلك كل شيء مَرّت به، فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح، فيما يذكرون، امرأة من عاد يقال لها: مَهْدد فلما تبينت ما فيها صاحت، ثم صُعِقت. فلما أفاقت قالوا: ما رأيت يا مَهْدد ؟ قالت ريحا فيها شُهُب النار، أمامها رجال يقودونها. فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، و "الحسوم": الدائمة فلم تدع من عاد أحدًا إلا هلك كما قال الله

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى، صفة إهلاكهم في أماكن أخر من القرآن، بأنه أرسل عليهم الريح العقيم، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، كما قال في الآية الأخرى { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ } [الحاقة:6-8]

أهلكهم الله بريح عاتية، فكانت تحمل الرجل منهم فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أمّ رأسه فتثلغُ رأسه حتى تُبينه عن جثته ولهذا قال: { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }

وأن اقوياءهم كان أحدهم يسد بنفسه مهب الريح حتى تغلبه فتلقيه في البحر ، فيقوم آخر مكانه حتى هلك الجميع بالريح التي كانت تدمغهم بالحجارة

والريح لم تبعث قط إلا بمكيال إلا يومئذ فإنها تمت على الخزنة فغلبتهم فذلك قوله { أهلكوا بريح صرصر عاتية } [ الحاقة : 6 ]

والله تعالى لما هلكت عاد بعث طير وأسد نقلت جيفهم حتى طرحتها في البحر ، فذلك قوله

{ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم }

وأنجى الله تعالى هود ومن أمن معه قال تعالى وقد قال الله تعالى: { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [هود:58]

{فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ }

وكان هُود، عليه السلام قد اعتزل ، ومن معه من المؤمنين في حظيرة، ما يصيبه ومن معه إلا ما تلين عليه الجلود، وتلْتذ الأنفس، وإنها لتمر على عاد بالطعن ما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة.