نص لوسيلة الإقناع الإيماني

 

مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ

في هذه الآية يبين الله لعباده حقيقة من حقائق القضاء والقدر والعلم الرباني السابق للأحداث وهذه الحقيقة تتلخص بان جميع المصائب وجميع النعم التي ينالها الناس في الحياة سواء نزلت في الارض او نزلت في الانفس هي مكتوبة في كتاب علم الله وقضائه من قبل ان يبرا الله الانفس أي من قبل ان يخلقها فهي لابد حاصلة لا يمكن ردها ولا دفعها وهذا الامر في ضمن تراتيب القضاء والقدر امر يسير على الله وليس بعسير .

ولقد اعلمنا الله بهذه الحقيقة من حقائق القضاء والقدر لنتقبل مقادير الله بسماحة نفس راضين عن الله مستسلمين اليه عالمين بان لله حكما عظيمة في كل مقاديره ولنتقبل مصائب المقادير الربانية بالصبر ونتقبل نعم المقادير الربانية بالشكر مبتعدين عن الفرح المبطر الذي يولد في النفوس رذيلتي الاختيال والفخر وذلك بالتكبر على خلق الله وبالطغيان الذي يولده الشعور بالاستغناء