الإذن في وسيلة الأقناع الإيماني
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ
فهذا النص يدل على انه ما من مصيبة تنزل الا بإذن الله
تعالى فإما ان تكون بمحض قضاء الله وقدره فلا تنزل الا بإذن واما ان تكون
اثرا لا سباب باشرها بعض خلق الله وحين تكون النتائج مقضية بقضاء الله فان
الله تعالى يأذن للأسباب ان تتحقق منها هذه النتائج ولو شاء الله سبحانه
لمنع الاسباب عن التأثير فما يفعل احد من خلق الله امرا تنتج عنه مصيبة من
المصائب الا واذن الله بوقوع المصيبة مرافق له وربما يكون من فعل الفعل
مسؤولا عند الله تعالى عنه لأنه عصى اوامر الله او نواهيه ومع ذلك فان
النتائج لم يكن لها ان تحصل لو لم يأذن الله بوقوعها .
ومع ان العالم قائم على نظام السبية وتأثيرها في مسبباتها
فان أي تأثير لسبب لا بد ان يقترن بإذن الله تعالى ولو لم يأذن الله لم
تؤثر الاسباب بمسبباتها ومتى رفع الله اذنه عن سبب من الاسباب ارتفع تأثيره
كما ان السبب اذا لم يكن عين اختيار المخلوق المكلف هو من قضاء الله وقدره
.
وبهذا المعنى الدقيق نرد على الاتكاليين الذين يعتمدون
على المقادير فيعطلون اتخاذ الاسباب ويهملون شؤون الحياة مع انهم مأمورون
بأمر الله الجازم باتخاذ الاسباب