الأمانة وما استرعينا
الشريعة رغبتنا كثيرا في تأدية الأمانة وجاءت نصوص كثيرة
في الكتاب والسنة ترغبنا في آداء الأمانة لأن الله تعالى استرعانا في أمور
كثيرة
استرعانا في أولادنا فهم أمانة عندنا ينظر الله هل نؤدي
الأمانة بحقها
استرعانا في أجسامنا وأموالنا وشبابنا استرعانا في
أعمالنا فمنا من يكون معالج أي كان تخصصه فقد استرعاه الله تعالى في مرضاه
وينظر الله تعالى هل هو أمينا فيما استرعاه
استرعانا الله تعالى في جعلنا نقوم بتقديم خدمات
للمراجعين وهذه نعم عظيمة لفك الكروب
كما يقول ابن عباس {لأن أكون في حاجة أخي خبرا من أن
أعتكف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا} فهذه نعمة أن جعلنا الله
تعالى في توفير احتياجات الآخرين
علينا في شكر هذه النعمة أن نكون أمناء فالحمد لله الكثير
منا يشعر بهذا ويؤدي دوره ولكن قد يجد مثلا من تقدم له الخدمة مثلا يغضب أو
قد يسيء إليه فلابد أن ينتبه أن الأذى وارد والإساءة وارده { وجعلنا بعضكم
لبعض فتنه }أنت طبيب مثلا أو معالج قد يسيء إليك مريض مثلا أتتركه دون
مساعدته لأنه أساء التصرف لا لابد أن تعلم أن الإساءة وارده أنك تبتلى
بالآخرين ما دمت في عمل تتعامل فيه مع غيرك من البشر فأنت عرضه لمن يشكر
الله فيك فيدعو لك على مجهودك
وعرضه لمن لا يقدر لك ما تقدمه وقد يسيء إليك على حسن
مساعدتك له لكن هل مع هذا تترك مساعدته لا انظر لهذه القصة لتقتاد بها
كلنا يعلم قصة أصحاب الغار الثلاثة هذا الرجل الثالث فيهم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
كان له اجراء استأجرهم أن يعملوا له في أرضه على أن
يعطيهم أجرتهم اليومية يعطيهم مكيال معين من الأرز وأنه في وسط النهار جاء
إليه رجل يطلب منه العمل فأدخله يعمل مع الآخرين لكنه أبلى بلاء حسن وهو
متقن في عمله فأداه على خير وجه فلما انتهى العمل أعطى لكل أجرته وجاء
للرجل الذي عمل من وسط النهار أعطاه كامل الأجر مثل من عمل من أول النهار
فالكل أخذ أجرته وانصرف إلا واحدا قال أنت سويت بيني وبينه فهو عمل نصف
نهار وأنا عملت نهار بأكمله فقال صاحب العمل أنا لم أنقص من أجرك فغضب وترك
أجرته ومشى بعد أن تلسن عليه واستغضبه
ماذا كان من صاحب الأرض جعل هذا الفرق لحاله زرعه فلما حصد ما زرع
ابتاعه واشترى بقرة ثم صار من هذه البقرة
أبقار ثم صار منها أموالا كثيره من إبل وبقر وغنم وعبيد كل هذا من
هذا الفرق الذي تركه الرجل كان ممكن أن يترك الفرق متى جاء الرجل أعطاه
إياه لكن هذا يتعامل مع الله هذا هو الشاهد معنا في قصتنا أنك تتعامل مع
الله قبل أن تتعامل مع من استرعيت عليه تستحضر الله وتعلم أنك مطالب أن
تدخل السرور على الآخرين مطالب أن تراعي الآخرين
{لأن يصلح الله بك رجلا واحدا خير نت الحمر النعم}
عندما جاء تارك الأجرة بعد مدة من الزمن وقال أعطني أجرتي
وكان كل منهما تغير وذكره قال خذ كل هذا لك قال يا عبد الله أعطني أجرتي
ولا تستهزأ بي فقال كل هذه أموالك فأخذها ولم يترك له شيء
قال إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما
نحن فيه فانفرجت الصخرة
الشاهد معنا أن هذه القصص سواء في كتاب الله أو يقصها
علينا نبينا صلى الله عليه وسلم للعظة والعبرة لنتصرف إذا وقعنا في مثل هذه
الأمور كما فعل أصحاب هذه القصص ما دمت تتعامل مع الآخرين وارد أن تجد
اساءة
قدم خدماتك ولا تقصر في حق الآخرين وعندما تتعرض للإساءة
اقتاد بصاحب هذه القصة