نظر الله لعباده رحمة, والشقي من حرم ذلك فهو عين العذاب
يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله يوم القيامة
إلى الشيخ الزاني ولا العجوز الزانية ‘‘(
[164]) وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله عز وجل إلى الأشيمط الزاني ‘‘(
[165])
إن الذي يستغل ضعف المرأة التي يغيب عنها زوجها بعمل أو
بسفر أو جهاد ويتمكن بمكره وشره من إيقاعها في زناه فهذا عذابه غليظ يوم
القيامة كما نهش عرض هذا الغائب فإن الله يعذبه بجعل الحيات تنهش فيه, قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي
ينهشه أسود من أساود يوم القيامة ‘‘([166])
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من قعد على فراش
مغيبة قيض الله له يوم القيامة ثعباناً ‘‘([167])
فالذي لا يستطيع أن يتحمل ثوران شهوته كيف يتحمل ملازمة
ثعابين تنهش فيه
يكون العذاب أعظم على من كانت خيانته في نساء المجاهدين
فعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ’’ ما من رجل من القاعدين
يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ
من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما ظنكم ‘‘(
[168])
والوعيد شديد في حق كل من كبر سنه ولم يتقي ربه وهو يتجرأ
على الزنا الذي كان ينبغي له أن لا يكون محتاج إليه ولقدرته على تمالك نفسه
أمام شهواته عن الصغار ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة لا
يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو‘‘([169])
6-
في النار
حال الزناة منتفخين نتنين رائحتهم كالمراحيض تؤذي أهل
النار
إن الزناة في أغلب أحوالهم يتعطرون ويتجملون لبعض ليزداد
تقبل كل منهما الأخر, وإن الجزاء من جنس العمل فإنهم يكونون أقبح أهل النار
بأشكالهم المنتفخة المفزعة ورائحتهم المنتنة التي هي أنتن من أبار الغائط
ويكونون مصدر أذى لأهل النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ بينا أنا نائم أتاني
رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا
إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا أنا بأصوات شديدة فقلت
ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ‘‘وفي الحديث ’’ ثم انطلق بي فإذا
أنا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت من هؤلاء قال
هؤلاء الزانون ‘‘(
[170])
والمرأة التي تخاف ربها وتخاف عذابه تحرص على نفسها من
الوقوع في الزنا حتى لا يكون فرجها منبعاً لنهر الغوطة الذي سئل عنه رسول
الله ’’ قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار
ريح فروجهم}
[171]
إن المسلم عندما يعلم بهذه العواقب سيكون حريصاً على نفسه
يخشى أن تكون حياته ضنك في الدنيا وفي الآخرة هذا العذاب الأليم بل سيسعى
بكل طاقته إلى استرضاء ربه راجياً ثواب الآخرة بالابتعاد عن الزنا