حسن الصحبة والعشرة من ظواهر خلق سماحة النفس
قال أنس خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال
لي أف ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت ؟
قال أنس خدمت
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين خدمته عشر سنين فما لامني على
شيء قط أتي فيه على يدي فإن لامني لائم من أهله قال دعوه فإنه لو قضي شيء
كان
قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس
خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت : والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني
به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في
السوق فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال :
فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ قلت نعم أنا أذهب يا
رسول الله
قال الأسود سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله
تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة
قالت عائشة وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم
يكن مأثما
قال أنس كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة ورجع نبي الله صلى
الله عليه وسلم في نحر الأعرابي حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد أثرت به حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال : يا محمد مر لي من
مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم
أمر له بعطاء
حسن الصحبة والعشرة لنبينا
من سماحته ويسره وتغاضيه عن السيئات التي تتعلق بذاته أنه
{ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه شيئا قط بيده ولا امرأة ولا
خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا
أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله }
ومن سماحته وتودده وتألفه { ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن
يعفو ويغفر }
ومن تواضعه مع نفسه أنه كان { يخصف نعله ويخيط ثوبه
ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته }
{ كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه }
{ كان يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص }
ومن سماحته ورقة طبعه وكمال خلقه { كان إذا صافح الرجل
لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى
يكون هو الذي يصرف وجهه عن وجهه }