{ النبي صلى الله عليه وسلم قال

 {ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال

 أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبضن أمانة } حسنه الألباني لغيره 3161 في الرغيب

أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته

 أي في باطنه وظاهره والقصد الوصية بإخلاص التقوى وتجنب الرياء فيها حتى تجعل وقاية بينك وبين كل شر

 فالعبادة شطران اكتساب وهو فعل الطاعات واجتناب وهو تجنب السيئات وهو التقوى وشطر الاجتناب أصلح وأفضل وأشرف للعبد من الاكتساب

لأن الاجتناب حفظ القلوب عن الميل لغيره تعالى والبطون عن الفضول والألسنة عن اللغو والأعين عن النظر إلى ما لا يعنيهم

وإذا أسأت فأحسن

إن الحسنات يذهبن السيئات

ولا تسألن أحدا من الخلق شيئا من الرزق

ارتقاء إلى مقام التوكل فلا تعلق قلبك بأحد من الخلق بل بوعد الله وحسن كفايته وضمانه

وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها

 وقد قال أهل الحق ما سأل إنسان الناس إلا لجهله بالله تعالى وضعف يقينه بل إيمانه وقلة صبره وما تعفف متعفف إلا لوفور علمه بالله وتزايد معرفته به وكثرة حيائه منه

ولا تقبض أمانة أي وديعة أو نحوها

والنهي للتحريم إن عجز عن حفظها وللكراهة إن قدر ولم يثق بأمان نفسه وإن وثق بأمانة نفسه فإن قدر ووثق ندب بل إن تعين وجب

ولا تقض بين اثنين

 لخطر أمر القضاء وحسبك في خطره خير من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين والخطاب لأبي ذر وكان يضعف عن ذلك كما صرح به في الحديث