صور لسماحة النفس ونكدها

الناس على اختلاف مستوياتهم في الذكاء واختلاف نماذجهم الخلقية يوجد  فهم هينون لينون سمحاء، ويوجد فيهم آخرون نكدون متشددون يتذمرون من كل شيء لا يوافق هواهم ويريدون الدنيا كلها أن تكون على وفق شهواتهم أو على وفق ما يرون أنه الأفضل والأصلح فلا يستقبلون الأحداث بسماحة النفس بل يستقبلونها بتمعر في وجوهم ونكد وتسخط في نفوسهم وسب وشتم باللسان ويترقبون المستقبل بتشاؤم وحذر

أما سمحاء النفوس فإنهم يكونون هينين لينين  يتقبلون ما يجري به القدر من خير أو شر بالرضى والتسليم ويحولون أن يجدوا لكل ما يجري به القضاء والقدر حكمة مرضية وإن كان مخالفاَ لأهوائهم ويراقبون دائماً قوله تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

 ويرددون في أنفسهم عند كل أمر يكرهونه معنى قوله تعالى { فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) } [النساء: 19]

من أجل ذلك يستقبلون كل ما يأتيهم من عند الله بالرضى والتسليم ويلاحظون جوانب الجمال في كل ما تجري به المقادير ويغضون عن جوانب القبح فهم هينون لينون راضون متسامحون لا يسخطون إلا إذا وجدوا أمر يسخط الله عندئذ يغضبون لغضب الله أما ما فيه رضى الله فإنهم يرضون به لرضى الله

يترقبون المستقبل بتفاؤل وأمل كما يستقبلون الواقع بانشراح لما يحبون وإغضاء عما يكرهون وبذلك يسعدون أنفسهم ويريحون قلوبهم