أهل الجنة بعد عبورهم الصراط وطلبهم من نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم أن يتشفع لهم عند الله بالإذن في دخول الجنة
{فيقول الله : قد شفعتك وقد أذنت لهم في دخول الجنة }
فيدخل الجنة من لا حساب عليهم ثم الذين يلونهم ممن حسبوا
حتى يدخل من خرجوا من النار بعد تمحيصهم
ومن فضل الله على خلقه أنه لم يترك وصف الجنة مجهولاً بل
أظهره وبينه ليكون العبد على بينة من أمره وهو يسعى لها
لذا سنذكر بعض ما جاء في الجنة وما يتعلق بها من نعيم
أعده الله فيها ولأهلها
وللجنة عدة أسماء باعتبار صفاتها، ومسماها واحد باعتبار
الذات
الجنة. وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت
عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين
دار السلام , دار الخلد , دار المقامة , جنة المأوى ,
جنات عدن ، وهو اسم لجملة
الجنان وكلها جنات عدن
الفردوس , وهو اسم يقال على جميع الجنة ، ويقال على
أفضلها وأعلاها
جنات النعيم , وهذا أيضاً اسم جامع لجميع الجنات لما
تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصور
والرائحة الطيبة والمنظر البهيج ، والمساكن الواسعة ، وغير ذلك من النعيم
الظاهر والباطن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله :
{أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم
{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ
قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(17) }السجدة }
رائحتها تشم من بُعد خمسمائة عام
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ريحوها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام }
أهلها يستقبلون بالترحيب من خزنتها
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73}
الزمر
هذا حال السعداء المؤمنين حين يساقون إلى الجنة جماعة بعد
جماعة المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من
يناسبهم ، الأنبياء مع الأنبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء مع أضرابهم
والعلماء مع أقرانهم وكل صنف مع صنف كل زمرة تناسب بعضها بعضا حتى إذا
وصلوا إلى أبواب الجنة أذن لهم في دخول الجنة
وفتحت أبوابها , فيمروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان
للماء , فيشربون من إحداهما , فينزع الله ما كان في قلوبهم من غل وغش وحسد
فتجري عليهم بنضرة النعيم , فلا تتغير أبشارهم , ولا تتشعث أشعارهم أبدا ,
ثم يشربون من الأخرى , فيخرج ما في بطونهم من الأذى والقذر
{ وَسَقَاهُمْ
رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا(21)} الإنسان
ثم تستقبلهم خزنة
الجنة فيقولون لهم:
{ سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) }الزمر
تتلاقهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء
طابت أعمالكم وأقوالكم , وطاب سعيكم , وطاب جزاؤكم
{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ(23)} إبراهيم
تحيتهم فيها سلام
, الملائكة يدخلون عليهم من كل باب , سلام عليكم , يلقون فيها تحية وسلاما
{وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده , ما أنتم في الدنيا
بأعرف بأزواجكم ومساكنكم , من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم}
الجنة
مدحت
أهلها قبل دخولهم
قال صلى الله عليه وسلم أن الله :
{ قال لها انطقي قالت قد أفلح المؤمنون }
هيئة أهل الجنة في الدخول
1 - أهل الجنة يدخلونها متماسكوا الأيادي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا متماسكون آخذ بعضهم
ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل أخرهم }
2 - أهل الجنة يدخلون
في صور القمر والكواكب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر
والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة }
{ ثم هم بعد ذلك منازل}