موضوع المحاضرة
 

المحبة والتقبل

المريض دائم الشكوى من عدم تقبل الآخرين له وخاصة الزوجة والوالدين والأهل وغيرهم وهذا الأمر يسبب له الاستمرار في التعاطي

توضيح وبيان أن

o   مسألة المحبة والتقبل من عند الله

o   محبة الآخرين للمرء أو تقبل الآخرين له هي ملك لله سبحانه وتعالى لا يعطيها إلا لمن يسترضيه

o   الذي يسترضي الله ويبحث في كل شيء يرضي الله عنه حتى يحبه الله يجعل له قبول عند الآخرين ويجعل له محبة عندهم

o   الله تعالى لا يعطي المحبة لمن يستغضبه

o   الذي يستغضب الله بتعاطي المسكرات والمنكرات الله تعالى لا يعطيه محبة الآخرين له بل يعاقبه ببغض وعداوة الآخرين له بسبب استغضابه لله

o   المرء إذا نال محبة الله أمر الله أهل السماء أن يحبوه ثم يأمر أهل الأرض أن يقبلوه الأمر الذي هو أعم من المحبة

o   المحبة والتقبل والعداوة والبغضاء متوقفة على عمل المرء

 الهدف من تقديم المادة

o   الحذر من استغضاب الله بالمخدرات وغيرها من المنكرات حتى لا يغضب الله عليه ويغضب أهل سماواته ويأمر أهل الأرض أن يبغضوه وعند ذلك يشتكي عدم تقبل الزوجة والأولاد والآباء والإخوان وهو لا يشعر أن الله أبغضه من قبلهم وأبغضهم عليه

o   ترك التعاطي استرضاءً لله فيرضى الله عنه وتزال العداوة والبغضاء الواقع فيها ويحل محلها المحبة والقبول من الآخرين

دواعي تقديم المادة

o   وسيلة من وسائل الاستبصار

o   محور من محاور إيجاد الدافعية لترك التعاطي

o   وسيلة من وسائل اكتساب مهارات في التعامل مع العداوات الواقعة بينه وبين الوالدين والزوجة والإخوان والأولاد وغيرهم

o   وسيلة من وسائل تقوية الإيمان للإقبال على التوبة

كثير منا يسعى لإيجاد محبة الآخرين له أو لإيجاد القبول من الآخرين له وهذا مطلب ولكن كيف يحصل الإنسان على هذه المحبة ماهي كيفية تحصيله على محبة الآخرين له أو قبول الآخرين له هل يجد هذا فيما يجد من برامج كيف تكسب زوجتك كيف تكسب صديق ثم يجد عند هذه البرامج اساسيات انظر إلى امرأتك أو من تتعامل معه هل هو إنسان مادي أو إحساسي أو معنوي , مادي تقبل عليه بالهدايا , معنوي عليك بكلام الغرام والعشق إن كان للزوجة , ناسيا أن تحصيل المحبة والقبول من الآخرين هو من عند الله تحصيل هذا باسترضاء العبد لله لأن المحبة لا يملكها أحد  لا يملكها إلا الله تعالى فانظر تبيين هذه الحقيقة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول (اللهم هذا عدلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) فعدل النبي صلى الله عليه وسلم فيما يملك فيه الانفاق والبيات أما ما لا يستطيع أن يملكه واعترافه أنه لا يملكه وأن الله تعالى هو الذي يملكه وهو المحبة لما كان يقدم  النبي صلى الله عليه وسلم محبة زائدة لعائشة عن غيرها من النساء فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله هو الذي يملك المحبة إذا لابد أن تكون طرق تحصيل المحبة تكون من الله ليس بكلام العشق والغرام وكلنا نعلم أن نتائج المعاملة التي تبنى على العشق والغرام آثارها ما الله به عليم أما ممن يبتغي المحبة فتحصيلها عند الله في استرضاء الله لأنك عندما ترضي الله حتى تنال محبته فالجزاء من جنس العمل فالله يرضيك يحبك ويحبب الآخرين فيك كما بين النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أحب  الله عبدا نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل وينادي جبريل في أهل السماء يا أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه ومن هم أهل السماء أهل السماء لا يعلم عددهم إلا الله أهل الأرض لا يمثلون شيئا أمام أعداد أهل السماء الأرض بالنسبة للسماء الأولى كحلقه في فلاه والسماء الأولى بما فيها الأرض بالنسبة للسماء الثانية كحلقه في فلاه وانظر إلى السماوات السبع وما من موضع شبر في السماء إلا وبه ملك قائم أو ساجد أو راكع فلا يعلم أعداد أهل السماء إلا الله كل هؤلاء ينال العبد محبتهم إذا استرضى الله ونال محبة الله ثم بعد ذلك كمالة لحديثنا ينادي أهل السماء أهل الأرض يا أهل الأرض إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيوضع له القبول في الأرض ووضع القبول أعم من المحبة فالذي يبتغي المحبة من الآخرين أو يبتغي القبول من الآخرين فعليه استرضاء الله لأن المحبة والقبول وأيضا عكسها العداوة والبغضاء أيضا الله تعالى يجازي بها الجزاء من جنس العمل فالذي يسترضي الله الله تعالى يحبه ويحبب فيه خلقه 

والذي يستغضب الله الله تعالى يغضب عليه ويجازيه بهذه الجزاءات فانظر مثلا هذا الذي يستغضب الله بشرب المسكرات المنكرات فإنه يغضب الله عليه بهذا فيجازيه الله تعالى من جنس العمل فيسلط عليه الشياطين فيوقعون العداوة والبغضاء بينه وبين الآخرين يوقعون بينه وبين الآخرين العداوة والبغضاء الجزاء من جنس العمل استغضب الله فالله اغضب عليه الآخرين وكمالة لحديثنا أيضا وإذا استغضب عبد الله يقول الله تعالى يا جبريل إن فلانا يستغضبن يا جبريل إني ابغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل وينادي جبريل في أهل السماء يا أهل السماء إن الله قد أبغض فلانا فابغضوه فيبغضه أهل السماء ثم وينادي أهل السماء أهل الأرض يا أهل الأرض إن الله قد أبغض فلانا فابغضوه فيوضع له البغضاء في الأرض الجزاء من جنس العمل فالذي يريد أن يجد القبول من الآخرين وينال المحبة من الآخرين عليه أن يسترضي الله ولا يغضب الله فاذا استرضي العبد الله تعلى فتكون المحبة ليست مبنيه على العشق والغرام بل مبنيه على استرضاء الله وليس معنى استرضاء الله أن الإنسان لا يقول لزوجته مثلا الكلام الطيب أو أن يكون طلق الوجه معها أو أن يتكلف لها الابتسامة لا هذا من العشرة الطيبة هذا من حسن المعاشرة التي يطالب بها الإنسان بل بالعكس الذي لا يفعل ذلك  ويكون عبوسا في وجه زوجته بدل أن يحسن إليه يسيء إليها هذا يكون أتى بأشياء تغضب الله

أشياء لا تسترضي الله عنه بل هو مطالب كذلك في معاملته بالآخرين أيضا لا يمنع أنه يسترضي أنه يتكلم الكلمة الطيبة للآخرين يتكلف لهم الكلمة الطيبة يتكلف لهم الابتسامة فهذا من حسن المعاملة الذي يسترضي بها الله ولذا يجد القبول عند الآخرين  إذا كان الزوج يجد الله تعالى مصرف القلوب هو الذي يصرف قلب زوجته لمحبته هو الذي يصرف قلوب الآخرين على قبوله ولذا نجد النتائج أن الذي يأتي بهذا بدأ يتقي الله ولذا يكافئه الله تجد هذا الذي يسترضي الله الله تعالى يرضيه يصلح له زوجه فتجده واقع في حقائق الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين والخبيثون للخبيثات والخبيثات للخبيثين هذه حقائق ثوابت لابد للإنسان الذي يبتغي المحبة من زوجته فعليه أن يسترضي الله ويعاملها معاملة ترضي الله فبإذن الله سيصرف الله قلبها لطاعته لأن الله تعالى يقول ( وأصلحنا له زوجه ) فبسبب ما قدم لله بسبب استرضاؤه لله الله تعالى يرضيه لأن هؤلاء الطيبون لا يتقابلون مع الخبيثات كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله الأرواح جنود مجنده ما تقارب منها ائتلف وما تنفر منها اختلف فلا تجد قلوب لأهل طاعة وصلاح يتوافقون مع قلوب لأهل المعاصي أو أهل المعاصي يتوافقون مع أهل الطاعة والصلاح لكن قد يتوافق كل صنف مع مثله فأهل الطاعة مع أهل الطاعة وأهل المعاصي مع أهل المعاصي وإذا قال إنسان ربما تكون امرأة فيها خير وصلاح وطاعة وربما تكون داعيه وربما يكون زوجها منجرف للمسكرات وغيرها فكيف يطبق هذا ؟ نحن ما نقوله الطيبون للطيبات في الأعم الأغلب هذا في الحقائق الثوابت لكن لكل قاعده شواذ قد يكون هذا ثمن نحن لا نقول أنها ليست من داخلها في صلاح لانشك في هذا نعم ظاهرها يدل على باطنها إن شاء الله لكن هذا قد يكون من ابتلاء الله لهل ليراها هل ترضى بما أذن الله لها أن يكون لها زوج واقع في هذا الانجراف من الانحراف وهي على هذا الصلاح والطاعة صابرة تسعى لإصلاحه بحكمه أم أنها تتضجر وتقول كل النساء أزواجها بخير وأنا متزوجه بمدمن هذه أمور لابد لنا أن ننتبه لها فقد يكون هذا ابتلاء لها كابتلاء نوح في زوجته أو لو ط في زوجته فزوجته كانت لا تطيع الله فهل هذا معناه أنه تقصير في حق لوط لا فقد يكون هذا من ابتلاء الله لها وقد يكون لأجل مكانه أعدها الله لها لا تستطيع أن تبلغها إلا بالصبر على هذا الابتلاء إلا بالرضى فهذا أيضا يكون من منطق الايمان بالقدر والرضى والاستسلام لقضاء الله وقدره لذا ينبغي للمرء منا أن يبذل كل جهده في استرضاء الله ومن استرضاء الله الإيمان بقضائه وقدره