الحديث عن علاج المؤثرات النفسية للحياة الزوجية بالوصايا
الشرعية ونتناول من هذا الموضوع جانب التعامل مع أخطاء الزوجة أولا ينبغي
أن يعلم الرجل أن التلطف
بالنساء من الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم ( خياركم خياركم لنسائهم
)الرجل عندما يعرف هذا المعيار النبوي الذي يبين أن خير الناس من كان خيره
للنساء وأن هذا كان حاله صلى الله عليه وسلم مع نسائه كما قال خيركم خيركم
لأهله وأنا خيركم لأهلي عند ذلك يقتاد بالنبي صلى الله عليه وسلم وتتغير
مفاهيمه للأحسن في معاملته لزوجته فيقدم لزوجته الابتسامة وهو يشعر أن فضل
قوله صلى الله عليه وسلم
تبسمك في وجه أخيك صدقة أولى بها زوجته ويطلق لها وجهه
وهو يشعر أنها أحق بقوله صلى الله عليه وسلم إن من المعروف أن تلقى أخاك
بوجه طلق فيسعى لإدخال السرور عليها وهو يشعر أن هذا من أحب الأعمال التي
يتقرب بها إلى الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى
الله عز وجل سرور تدخله على مسلم فيكون هذا المعيار النبوي خياركم خياركم
لنسائهم مؤثر لمعنوياته وهو يقدم لها الخير ويشعر أن هذا من الإيمان وحسن
الخلق فيتعامل معها بكل لطف لقوله صلى الله عليه وسلم(أكمل المؤمنين إيمانا
أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ) غض النظر عن أخطاء الزوجة من الإيمان قال
النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن
أعوج ما في الضلع أعلاه عندما يعلم الرجل الذي يريد أن يرضي ربه هذه الوصية
النبوية يمليه إيمانه أن يتقبلها ويعمل بها ولا يعيب زوجته على أخطائها
التي ليس لها فيها إرادة لأنه تحدث بالفطرة التي جبلت عليها النساء فإنها
امرأة مثل أمه وأخته وبنته وخالته وعمته الخطأ وارد عندها بالفطرة وبتفهمه
لهذا يعلم أن تعيير المرأة بعوج خلقتها خطأ وأن الذي يعيبها على ذلك هو
الذي يحتاج أن يتفقه في دينه وعند ذلك تتغير مفاهيمه تجاه زوجته للأحسن
فيسعى لإكرامها ويغض نظره عن أخطائها التي تسببت فيها عوج خلقتها ويصبر
عليها ويتحمل منها آثار عوجها الفطري آخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم
استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن
أردت أن تقومه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا المؤمن
لا يطمع في استقامة زوجته الرجل بتفهمه للوصية بالنساء يعرف أن الشيء الذي
خلقت المرأة من أجل أن تحتويه ومن أجل أن تحسن فيه فهي خلقت من ضلع ومعلوم
أن الضلع أرق عظام الإنسان وألينها والضلع وعاء ما في الصدر والضلع يحوي ما
بداخله القلب موطن الحنان والأنس موطن العاطفة والضلع في تكوينه ذو عوج
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن المرأة خلقت من رقة ومع الرقة
اعوجاج وهذا الاعوجاج فيها مناسب لما خلقت من أجله فهي خلقت لتكون وعاء
العاطفة والحنان ولابد أن يظهر عوجها في أعلاها في لسانها وفكرها إذ لابد
أن تتغلب جوانب عاطفتها التي تتفهمها على المنطق الفكري السليم الذي عندها
فيه خلل فالرجل عندما يعلم أن الشريعة بينت أن المرأة بطبيعتها وفطرتها
مستعدة لأن تقع في الخطأ أكثر من استعداد الرجل عند ذلك يرك أن أخطاء
المرأة طبيعية فلا يكثر من اللوم والتأنيب والمعاقبة بل يتساهل ويتسامح
ويتلاطف معها ويحسن إليها ويصبر على عوج أخلاقها واحتمال ضعف عقلها وأنه لا
يطمع باستقامتها لقوله صلى الله عليه وسلم إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم
لك على طريقة الرجل إمامه يصبره على مالم يجده من أمور ذوقية في زوجته قال
النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لا يبغض مؤمن مؤمنة أن كره
منها خلقا رضي منها آخر الرجل عندما يعلم بهذا يعرف أن الزوجة انسانة بها
جوانب ترضي وجوانب لا ترضي فينظر إلى ما يرضيه فينمو ويكبر ويغض النظر عن
مالا يرضيه كي يختفي ويضمحل وعندما يشعر أنه يتقي الله في معاملته زوجته
ولا يقصد بحسن العشرة إلا ابتغاء وجه الله الذي أمره أن يقدم هذه المعاملة
فيكون بحسن ظنه بالله على يقين أن الله سيصلحها ويصرف قلبها لرضاه المؤمن
إذا كره لزوجته شيئا عرف أن فيه الخير يقول الله عز وجل ( فإن كرهتموهن
فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) اشارات نفسية عظيمة التي
أمور تشتمل عليها المقادير للربانية لأن كراهية النفس لبعض الأشياء قد لا
تعتمد على ما في الأشياء من شر أو خير بل تعتمد في أكثر أحوالها على أمور
ذوقية أخرى تجد فيها النفس ما تشتهي أو تهوى من حلاوة أو طلاوة أو خفة أو
جمال أو رشاقة أو ذكاء أو عذوبة منطق أو نحو ذلك مما تميل إليه النفس
وتستمتع به الحواس وكثيرا ما تكون هذه الأمور الذوقية البحتة سببا لمتاعب
كثيرة أو سببا لر الزوج وشقاؤه ولذا المؤمن عندما يخطر بباله كراهة شيء في
زوجته كعدم رشاقة والخفة مثلا يتحرك عنده الإيمان ويشعر بتفاعله مع الآية
ويدرك أن الله سيجعل في عدم وجود هذه الأشياء همة وعافية فيجدها عفية تخدمه
وتخدم أولاده وهي في كامل النشاط وتكون في نظره أفضل ممن عندها خفة ورشاقة
وليس عندها عافية وكل وقتها نائمة في خمول وكسل الرجل إيمانه عمله على
تغيير الجانب لامرأته كيف يعيش بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن
المرأة خلقت من ضلع فإن قومتها كسرتها فدارها تعش بها ان الرجل بإيمانه
يعلم أن مسايرة النساء مع الصبر على اعوجاجهن ويعل ان الذي لاهم له إلا
تقويم امرأته يفوته الانتفاع بها مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن
إليها فيعلم أن الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها فعند ذلك يتعامل
معها بمداراة آخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ان المرأة خلقت من ضلع
فإن قومته كسرته فدارها تعش بها إيمان الرجل يحمله على الاستمتاع بزوجته
على ما فيها من عوج قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن المرأة خلقت من ضلع
تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها
استمتعت بها وفيها عوج فالرجل عندما يعلم ان كمال الاستقامة لزوجته
أمر فيه استحاله ولو كانت طالبة علم ومهما كان فيها عباده لأن فطرتها تتغلب
عليها هذا يشعره بأنه مطالب بغض النظر عن عوج امرأته ويستمتع بها على كل ما
فيها من اعوجاج آخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن المرأة كالضلع إذا
ذهبت تقيمها كسرته وإذا تركتها استمتعت بها وفيها عوج وكل هذا يقدمه الرجل
بتأثير استسلامه لطاعة الله بكل محبة ومعنويه مرتفعة وهو محتسب الأجر على
الله