التقوى هي وصيةُ الله لجميع خلقه ، ووصيةُ رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأمته ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ أميراً على
سَرِيَّةٍ أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيراً
ولما خطبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ
الوداع يومَ النحر وصَّى الناس بتقوى الله وبالسمع والطاعة لأئمتهم
ولم يزل السَّلفُ الصالح يتَواصَوْنَ بها ، وكان أبو بكر
الصديق رضي الله عنه يقول في خطبته أما بعد ، فإني أُوصيكم بتقوى الله ،
وأنْ تُثنوا عليه بما هو أهلُه ، وأنْ تَخلِطُوا الرغبةَ بالرهبة ، وتجمعوا
الإلحافَ بالمسألة ، فإنَّ الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً
وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ