فضل كظم الغيظ في الدنيا
(1)
الصابر عن الغضب يعصمه الله ويُخضع له عدوه
هل إذا صبر إنسان على من أغضبه يدخل ذلك في الدفع بالتي
هي أحسن كي يصبح بعد عداوته ولياً حميماً
عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما في قول الله تعالى :
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن(34)} فصلت
قال
الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم
عدوهم
فمن المفاهيم الدينية الربط بين الظواهر الخلقية وبين
الإيمان للدلالة على أن الإيمان الصحيح الصادق يدفع إلى مكارم الأخلاق
(2) فضل من كف غضبه يستر الله عورته
هل من كف غضبه تستر عورته في الدنيا و الآخرة ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
{ من كف غضبه ستر الله عورته }
أي من منع نفسه عن هيجان الغضب عن أذى غيره عاجل الله
ثوابه بستر عورته في الدنيا ومن ستره فيها لا يهتكه في الآخرة ولا يعذبه
بنارها لأن من وراء الستر الرضا , والنار إنما تلظت وتسعرت لغضبه فإذا كف
العبد غضبه ستر الله عورته
(3) فضل من كف غضبه يُملأ أمناً وإيماناً
لماذا يُملأ بالأمن والإيمان قلب من كف غضبه ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{من كظم غيظه ملأه الله أمناً وإيماناً }
لأنه قهر النفس الأمارة بالسوء فانحلت ظلمة قلبه فامتلأ
يقيناً وإيماناً ولهذا أثنى الله على الكاظمين الغيظ
هل يبلع
الغضب ؟
يقول صلى الله عليه وسلم :
{ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة كظمها ابتغاء وجه الله
}
الجرعة الشُرب مرة واحدة كظمها تجرعها واحتمل سببها وصبر
عليها وغضب عمر بن عبد العزيز فقال له ابنه عبد الملك رحمهما الله : {أتغضب
وأنت أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضلك به تغضب هذا الغضب ؟ فقال له :
أو ما تغضب يا عبد الملك ؟ فقال عبد الملك : وما يغني عني سعة جوفي إذا لم
أردد فيه الغضب حتى لا يظهر ؟}
فهؤلاء قوم ملكوا
أنفسهم عند الغضب رضى الله عنهم