أضغط على الصورة لسماع المحاضرة

مجيء النار ونزول الرب جل وعلا

 الأتيان بالنار مشهد عظيم

{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23)} الفجر

كيف يجاء بها

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :

 { يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام (مربط) مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها } 

يؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام يشد كل زمام سبعون ألف ملك

فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع وأتت كل بر وفاجر

{إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا(12)} الفرقان

{وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى(36)} النازعات

أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا

فإذا زفرت فزع الناس حينئذ وجثوا على ركبهم وتمنوا أن ينتهي بهم الموقف

فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فينطلقون من الضجر والجزع مما هم فيه يطلبون الشفاعة

وها هي الشفاعة

الشفاعة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم

 الشفاعة الكبرى

لتخليص الخلائق من كرب الموقف ولفصل القضاء بينهم

 قال صلى الله عليه وسلم :

{يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر }

{ يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله }

يقولون يا نوح اشفع لنا إلى ربك ، فإن الله اصطفاك واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين دياراً

فيقول : لست لها ، ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها

ويذكر سؤال ربه ما ليس له به علم كان الله وعد نوحاً أن ينجيه وأهله ، فلما غرق ابنه ذكر لربه ما وعده , فقيل له : المراد من أهلك من آمن وعمل صالحاً فخرج ابنك منهم ، فلا تسأل ما ليس لك به علم

{ إنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن

يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرهن

الأولى : قوله إني سقيم ، عندما طلب منه قومه الخروج معهم في عيدهم خارج المدينة وأراد يبقى ليكسر أصنامهم التي يعبدونها فقال أنا مريض حتى لا يخرج معهم

والثانية : قوله بعد ما كسر أصنامهم عندما سألوه من فعل بآلهتنا هذا يا إبراهيم قال فعلها كبيرهم هذا فسألوه

والثالثة : قوله لامرأته أخبريه أني أخوك عندما نزل بأرض فيها ملك جبار وأتى هذا الجبار بإبراهيم وسارة عندما علم أنها أجمل أهل الدنيا فلو قالت أن إبراهيم زوجها لقتله الجبار حتى تكون له أما إذا علم أنه أخته فلا يقتله وإبراهيم وسارة في ذلك الوقت هما فقط المؤمنين على وجه الأرض وبعد ذلك آمن لهما لوط فلو قتل إبراهيم لم يبقى أحد يعبد الله لذا قال أخبريه أني أخوك

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

{ما منها كذبة واحدة إلا ما حل ( جادل ) بها عن دين الله }

فيقول إبراهيم نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه }

اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد  صلى الله عليه وسلم  فيأتون محمد  صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

{يستقرئون الأنبياء نبياً نبياً, كلما جاؤوا نبياً أبى عليهم حتى يأتوني

يجيء عيسى عليه السلام يقول : يا محمد هذه الأنبياء قد جاءتك يسألون لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم حيث يشاء لغم ما هم فيه

فيأتوني فأقول : أنا لها ، أنا لها ، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي فأنا أول من يستفتح باب الجنة فآخذ حلقة باب الجنة

فيقرع الباب وهو أول من يقرع باب الجنة ، فيقول الخازن : من ؟ فيقول : محمد فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك  فيقال : مرحباً بمحمد  فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له 

يقول صلى الله عليه و سلم {فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي }

فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه , محامد لم يحمده بها أحد قبلي ، ولا يحمده بها أحد بعدي و يلهم التحميد قبل سجوده وبعده

ثم أشفع

{فأقول يا رب وعدتني الشفاعة, فشفعني في خلقك فاقض بينهم, قال الله: قد شفعتك, أنا آتيكم أقضي بينكم}

فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم

نزول الملائكة يوم التلاق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ فأرجع فأقف مع الناس, فبينما نحن وقوف, إذ سمعنا من السماء حساً شديداً, فهالنا فينزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس,حتى إذا دنوا من الأرض, أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم: أفيكم ربنا ؟ فيقولون: لا وهو آت

ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة, وبمثلي من فيها من الجن والإنس, حتى إذا دنوا من الأرض, أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم. وقلنا لهم: أفيكم ربنا ؟ فيقولون: لا. وهو آت, ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل أهل السماوات السبع

وهو يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض

{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا(25) } الفرقان

حتى ينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة}

من الأمور العظيمة انشقاق السماء وتفطرها وانفراجها بالغمام وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار ونزول ملائكة السموات يومئذ فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء

قال تعالى :

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ(210)} البقرة

{فيحمل عرشه يومئذ, ثمانية }

للعرش صنفان من الملائكة صنف لحمله وصنف حافين حوله

 

حملة العرش

{ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17)} الحاقة

ثمانية أملاك على صورة الأوعال ( الجبال العظام )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش أن بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه يخفق الطير سبعمائة عام }

{ أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام }

{أقدامهم في تخوم الأرض السفلى , والأرض والسماوات إلى حجزهم , والعرش على مناكبهم , ولهم زجل في تسبيحهم يقولون: سبحان ذي العرش والجبروت, وسبحان ذي الملك والملكوت , سبحان الحي الذي لا يموت , سبحان الذي يميت الخلائق , ولا يموت, سبوح قدوس قدوس قدوس, سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة والروح, سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت}

حملة العرش ثمانية أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك , وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك

ملائكة حافين حول العرش

{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (7} الزمر

وترى الملائكة حافين أي محدقين من حول العرش في ذلك اليوم يسبحون بحمد ربهم متلذذين بذلك لا متعبدين به أي يصلون حول العرش شكرا لربهم

{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(8)} غافر

أخبر الله تعالى أن للعرش حملة اليوم ، ويوم القيامة ، وأن حملته ومن

حوله يسبحون ويستغفرون للمؤمنين

قال الله تعالى وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمده

وذكر في الموضع الآخر أن له حملة

وجمع في موضع ثالث بين حملته ومن حوله فقال الذين يحملون العرش ومن حوله

وأخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش الأربعة ومن حوله من الملائكة بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي يتقربون بين التسبيح الدال على  نفي النقائص والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح ويؤمنون به أي خاشعون له أذلاء بين يديه وأنهم يستغفرون للذين آمنوا أي من أهل الأرض ممن آمن بالغيب فقيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب و هذا من سجايا الملائكة عليهم الصلاة والسلام

ولهذا يقولون إذا استغفروا للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما

أي رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك

أي فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه وأتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات

وقهم عذاب الجحيم أي وزحزحهم عن عذاب الجحيم وهو العذاب الموجع الأليم

ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم أي اجمع بينهم لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة كما قال تبارك وتعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (21)} الطور

أي ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومنة

فهذا كان تسبيح حملة العرش ومن حوله لله , ودعائهم للمؤمنين

العرش

وأما عن العرش فالله أعلم هل المراد بهذا العرش ، العرش العظيم أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء

والعرش غير الكرسي ، ما الكرسي في العرش إلا كحلقة في فلاة (صحراء)

والكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى

{ فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه }

{ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا (17)} الحاقة

الملائكة على نواحي الأرض ينتظرون ما يؤمرون به في أهل النار من السوق إليها وفي أهل الجنة من التحية والكرامة

نزول الرب جلا وعلا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

{ وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي }

نزول الله نزول يليق بجلالته وعظمته دون تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل

{ينزل إلى العباد ليقضي بينهم }

{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(22) } الفجر

وجاء ربك يعني لفصل القضاء بين خلقه وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد صلوات الله وسلامه عليه بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحد بعد واحد فكلهم يقول لست بصاحب ذاكم حتى تنتهي النوبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها أنا لها فيذهب فيشفع إلى الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله تعالى في ذلك وهي أول الشفاعات وهي المقام المحمود

{وَأَشْرَقَتْ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا َ(69)} الزمر

 أي أضاءت يوم القيامة إذ تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء تجلٍ يليق بجلاله وعظمته دون تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل

ذلك حين يبرز الرحمن لفصل القضاء بين خلقه  

الأرض أضاءت بنور ربها بنور خالقها وذلك حين يتجلى الرب لفصل القضاء بين خلقه

 فيجيء الرب جل تعالى لفصل القضاء كما يشاء

والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا

{ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا(108) } طه

{ثم يهتف بصوته فيقول: يا معشر الجن والإنس, إني قد أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا, أسمع قولكم وأبصر أعمالكم, فأنصتوا إلي فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله, ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه, ثم يأمر الله جهنم. فيخرج منها عنق ساطع مظلم, ثم يقول }

{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60) } يس

 هذا تقريع من الله تعالى للكفرة من بني آدم الذين أطاعوا الشيطان وهو

عدو لهم مبين وعصوا الرحمن وهو الذي خلقهم ورزقهم ولهذا قال تعالى وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم أي قد أمرتكم في دار الدنيا بعصيان الشيطان وأمرتكم بعبادتي وهذا هو الصراط المستقيم فسلكتم غير ذلك واتبعتم الشيطان فيما أمركم به ولهذا قال عز وجل :

{ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ(62) } يس

أفلم تكونوا تعقلون أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته وحده لا شريك له وعدولكم إلى إتباع الشيطان

يقال للكفرة من بني آدم يوم القيامة وقد برزت الجحيم لهم تقريعا وتوبيخا هذه جهنم التي كنتم توعدون أي هذه التي حذرتكم الرسل فكذبتموهم

هذه النار لها عنق والعنق له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين }

{وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيميز الله الناس }