لقاء وافتراق الأحباء
ومن هذه الخصال التي تبلغ الظلال والتي نسعى لتحصيلها
لقاء وافتراق الأحباء على محبة الله
فقوله صلى الله عليه وسلم رجلان تحابا في الله اجتمعا على
ذلك وتفرقا
أنهما رجلان يجتمعان بسبب تحابهما في الله ويفترقان على
ذلك فمحبتهما ثابتة حين الاجتماع وحين الافتراق رغم تعدد أسباب الافتراق
المبني على محبة الله
صور حالات متنوعة لمحبة رجلان في الاجتماع والافتراق
رجلان كان سبب اجتماعهما وجلوسهما على حب الله واستمرا
على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه لله
حال اجتماعهما وافتراقهما
رجلان تحابا في الله اجتمعا على محبة الله ويفترقان من
أجل محبة الله لينفرد كل واحد منهما بعمل صالح لله يكون الانفراد به أفضل
كخلوة كلا منهما بربه لقيام الليل
رجلان اجتمع قلبهما على محبة الله ومع بعد مسافة الأماكن
أو البلدان بينهما إلا أن قلبهما مجتمعان على حب الله حتى فرق بينهما الموت
والمراد بهذه الحالات المتنوعة رجلان داما على المحبة
الدينية ولم يقطعاها بعارض دنيوي سواء اجتمعا حقيقة أم لا حتى فرق بينهما
الموت
ولأن النفس تستأنس وتستجيب لدعوة هواها في المحبة لغير
الله ، والمتحابان فِي الله جاهدا أنفسهما فِي مخالفة الهوى حتى صار
تحابهما وتوادهما فِي الله من غير غرض دنيوي يشوبه يدل هذا على تأليف
قلوبهما على طاعة الله ، وإيثار مرضاته وطلب ما عنده ومنه التنعم بظله
فإذا علم ما في حب المرء في الله عز وجل من المنزلة عند
الله آثرها على أسباب الدنيا ولم يحبه لأعراض الدنيا الفانية لينال ثواب
المحبة بكرم الله له
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما أحب عبد عبداً لله إلا أكرمه الله عز وجل}
والمرء ينال حب الله بحب أخيه
والمحبة الأكثر من الله يجدها أكثرهم محبة لأخيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل
أشدهما حباً لصاحبه
ويوم القيامة يظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وغير ذلك
من النعيم
والمراد بهذه الخصلة في الحديث الحث على التحاب في الله
لما له من أجور عظيمة في تحصيل النعيم الدائم يوم القيام