توبة ماعز
عن يزيد بن نعيم بن هزال’’ كان ماعز بن مالك يتيما في حجر
أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ورجاء أن يكون لك مخرج، فأتاه فقال يا رسول
الله إني زنيت، فأقم علي كتاب الله‘‘ ’’ جاء ماعز إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه
قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال
يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت
الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أطهرك فقال من الزنى ’’
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فناداه يا رسول الله إني زنيت، يريد
نفسه، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله،
فقال يا رسوله الله إني زنيت، فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه
وسلم الذي أعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال أبك جنون ؟ قال لا يا رسول الله ‘‘ ’’ فسأل رسول الله صلى
الله عليه وسلم أبه جنون فأخبر أنه ليس بمجنون فقال أشرب خمرا فقام رجل
فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أزنيت
فقال نعم‘‘’’ فقال أحصنت؟ قال: نعم يا رسول الله ‘‘ ’’ قال له لعلك قبلت أو
غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله ‘‘ ’’ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن ؟ قال بفلانة‘‘ ’’ واسم المرأة التي وقع
عليها ماعز فاطمة وكانت أمة لهزال ‘‘ قال أوقعت على جارية بني فلان قال نعم
‘‘ ’’ قال هل ضاجعتها ؟ قال نعم، قال هل باشرتها ؟ قال نعم، قال هل جامعتها
؟ قال نعم ‘‘’’ قال أتدري ما الزنا ؟ قال: نعم أتيت منها حراما ما
يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال فماذا تريد بهذا القول ؟ قال أريد أن
تطهرني، فأمر به ‘‘ ’’ وقام خطيباً فقال أو كلما انطلقنا غُزاة في
سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس عليَّ أن لا أُوتى برجل
فعل ذلك إلا نكلت به ‘‘’’ فأخرج إلى الحرة ‘‘ وفي حديث أبا ذر ’’ فحفرنا له
حفيرة ليست بالطويلة فرجم ‘‘ ’’ فلما رجم وجد مس الحجارة فجزع فخرج
يشتد ‘‘(وفي حديث جابر ’’ صرخ بنا يا قوم ردوني إلى رسول الله فإن قومي
قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتلي، فلم ننزع عنه ‘‘
’’حتى مر برجل ‘‘ ’’ لقيه عبد الله بن أنيس ‘‘ ومعه لحي جمل ‘‘ ’’ وقد
عجز أصحابه ‘‘ ’’ فضربه به وضربه الناس حتى مات فلما رجعنا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأخبرناه قال صلى الله عليه وسلم ’’هلا تركتموه لعله أن
يتوب الله عليه ‘‘ ’’ فهلا تركتموه وجئتموني به ليستثبت رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فأما لترك حد فلا ‘‘ ’’فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم
كئيباً حزيناً فسرنا حتى نزل منزلاً فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا أبا ذر ألم تر إلى صاحبكم غفر له وأدخل الجنة ‘‘ ’’ فسمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي
ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما صلى الله عليه
وسلم ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال أين فلان وفلان فقالا
نحن هذان يا رسول الله، فقال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي
الله من يأكل هذا، قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه،
والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ‘‘ ’’وكان الناس فيه
فرقتين قائل يقول لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من
توبة ماعز إنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال
اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال استغفروا لماعز بن مالك فقالوا غفر
الله لماعز بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة
لو قسمت بين أمة لوسعتهم‘‘