لا تغضب

  ماذا تعني هذه الوصية للرجل الذي مرضه الخلُقي الغضب ؟

    قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم الطبيب الحكيم لهذا الرجل الغضوب الذي طلب منه أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير يحفظها عنه

لا تغضب هذه الوصية تحقق أمرين :-

الأول :- يوصيه صلى الله عليه وسلم بأن يعمل الأسباب التي توجب له حُسن الخلق من الحلم والآناه والحياء والاحتمال وكف الأذى والصفح والعفو وكظم الغيظ والكرم والسخاء والتواضع وغير ذلك من الأخلاق الحميدة , فإن النفس إذا تخلقت بالأخلاق الحسنة وصارت لها عادة أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول أسبابه

الثاني :- أنه يوصيه صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعمل بمقتضى الغضب إذا حصل بل يجاهد نفسه على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به فإن الغضب إذا ملك من بني آدم كان هو الآمر الناهي له ولهذا قال تعالى

{وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ(154)} الأعراف

فإذا لم يمتثل الإنسان عما يأمره به غضبه وجاهد نفسه على ذلك اندفع غضبه وربما سكت وعاد إلى حالته

فهذه الوصية معناها أن علاج الغضب من هذين الأمرين :

(1) دفع الغضب : أي الوقاية منه عند حصول أسبابه 

(2) رفع الغضب : وهو ما يجتاز من الوسائل عند وقوع الغضب أي علاج الغضب إذا حصل