ملك النفس عند حدوث الغضب
وهل دفع الغضب
عند وقوعه سهل ؟
{ جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني قال لا تغضب }
الرجل يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه وصية
وجيزة فيقول :
{يا رسول الله علمني شيء ولا تكثر علىّ لعلي أعيه قال :
لا تغضب فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول : لا تغضب}
فهذا الرجل يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم وصية وجيزة
لكل فِعال الخير ليحفظها عنه خشية أن لا يحفظها لكثرتها فوصاه النبي صلى
الله عليه وسلم أن لا يغضب وردد هذه المسألة مراراً والنبي صلى الله عليه
وسلم يردد عليه هذا الجواب
فهذا يدل على أن
الغضب جماع الشر وأن التحرز منه جماع الخير
وأيضا عندما {سأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم ما
يباعدني من
غضب الله عز وجل ؟
قال : لا تغضب}
ومن الحق أن ضبط النفس عن الاندفاع بعوامل الغضب بطوله لا
يستطيعها إلا الأشداء أقوياء الإرادة والمؤمنون أقوياء الإيمان
فليس
من السهل إذا غضب الإنسان أن يضبط نفسه ويكف غضبه وليس من السهل إذا اغتاظ
الإنسان أن يضبط نفسه ويكظم غيظه ويكف عن الانتقام ممن أغضبه أو أغاظه
لذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم البطولة في الناس ضبط
النفس عن الاندفاع بعوامل الغضب وعرف الصُّرعة من الرجال وهو بطل المصارعة
، بأنه الذي يملك نفسه عند الغضب فقال صلى الله عليه وسلم :
{ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند
الغضب }
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ما تعّدون
الصُّرعة فيكُم فقالوا : الذي لا تصرعه الرجال فقال الرسول صلى الله عليه
وسلم : لكنه الذي يملك نفسه عند الغضب }
العرب يطلقون على بطل المصارعة الذي يصارع الناس فيغلبهم
كلمة (صرعة) ويكبرون أمره ويعظمون شأنه فاستغل الرسول صلى الله عليه وسلم
إعجاب الناس بالرجل الصرعة وتقديرهم له ثم حولهم عنه
إلى البطل
الحقيقي وهو الذي يملك نفسه عند الغضب لأن ملك النفس عند الغضب بطولة
إنسانية فعلاً تعتمد على العقل وقوة الإرادة أما بطولة المصارعة امتياز
جسدي يعتمد على قوة العضلات والتدريب الجسدي