المعيار النفسي مع الشيطان 1
الحقيقة الأولى التي من
خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان هي عداوة الشيطان للإنسان
إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأقربهم منه منزلة أعظمهم فتنة
يأتي هذا ويقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شئ ويأتي أحدهم فيقول ما تركته
حتى فرقت بينه وبين امرأته فيقول له نعم أنت ويلتزمه فهذا أقربهم منزلة
من هذا الحديث نشرع بمشيئة الله في الحديث عن المعيار النفسي والشيطان هذا
العدو الذي بين الله تعالى أنه عدو لنا ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً
إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )
فبين الله أن الشيطان لنا عدو فهو يتعامل معنا معاملة العدو أما نحن فليس
كلنا ممن يتعامل معه على أنه عدو لذا أمرنا الله تعالى ( فاتخذوه عدواً)
لأن الله يعلم أنه سيكون منا من هم في غفلة عن هذا الأمر لأن، الإنسان منا
الذي يريد أن، ينجو بنفسه يعرف أعداؤه ويعرف أنه لا بد أن يجاهد أعداؤه
ويعرف أن له عدو هو النفس الأمارة بالسوء والعدو الثاني هو هذا الشيطان
الذي هو أشد وأعظم على النفس من النفس الأمارة بالسوء
ولذا يكون المعيار النفسي مع الشيطان مع معرفة عدوك حتى تتجهز له
أول أمر من هذا الحديث الذي يبين لك أن إبليس يبعث سراياه أي جنوده وجنوده
كثيرون ومن جنوده أن كل إنسان منا موكل بجند من جنود إبليس يقول النبي صلى
الله عليه وسلم ( ما من أحد منكم إلا ووكل به قرينه من الجن هذا القرين
الذي هو عدوك لا بد أن تعلم أنه قريب منك جداً أقرب ما يكون وهذه الخطورة
أن يكون العدو قريب وما أقرب من عدوك هذا لأنه يجري منك مجرى الدم كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )
هذه قدرات أعطاها الله لإبليس ومع هذا القرب أيضاَ أعطاهم الله قدرة أخرى
وهي أنه يراك وأنت لا تراه فهذه خطورة عظيمة ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث
لا ترونهم ) هذه خطورة عظيمة من قدرات جنود إبليس فما بالك بقدراته هو وهو
كبيرهم فأول شئ تعرف أن الله منحه الحياة إلى قيام الساعة (رب أنظرني ) طلب
من الله أن ينظره إلى يوم القيامة وقد أعطاه الله طلبه وبين الله أنه سيأتي
للناس من أيمانهم وعن شمائلهم من خلفهم وأمامهم كل هذا ليحبطهم عن فعل
الخير ليدفعهم إلى كل سوء ليرغبهم في الدنيا ويشككهم في الآخرة
والله تعالى مع هذا إذن ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك
ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً )
قدرات أعطاها له الله تعالى ليبين أن كل من يطيعك ويعصيني فإنه سيكون معك
لم يعطه الله هذه القدرات ليعظم من شأنه ولكن ليرى الله منا من الذي سيطيع
الرحمن ومن الذي سيطيع الشيطان
ولذا لا بد لنا أن تعرف عدونا وأنه هو الذي يبعث سراياه وهو قائم على عرشه
على الماء أما في أي مكان أي ماء هذا الذي ليس له فائدة
لكن تعلم أنه له عرش يبعث من عنده سراياه أي غرفة عمليات يقودها بنفسه يبعث
جنوده للحروب ويرجعون إليه لعرض النتائج فهو المدير يدير المعارك بنفسه
ينتظر أن يأتيه هذا ويقول له أدخلته في المسكرات فيقول له ما صنعت شئ أو
أدخلته في الزنا واللواط أو الربا وهكذا كل المنكرات فيقول له ما صنعت شئ
حتى يأتيه من يقول له فرقت بينه وبين زوجته فيلتزمه ويقول له نعم أنت
ويقربه من مجلسه
هذا الذي يريده إبليس لأن مسألة الطلاق مسألة عظيمة أبعادها خطيرة ليست
المسألة قاصرة على أن المرء قال لزوجته أنت طالق أصبح في حاله لا بعد هذه
الكلمة هناك ما هو أعظم من هذه هناك ضياع للرجل بعد هذا الطلاق وضياع
للمرأة وتشتيت للأولاد هل سيربون مع الأم أو الأب أو يفتقدون الاثنان ثم إن
صلح منهم أحد يكون عنده من العقد النفسية ما الله به عليم بعد الطلاق هذا
ليس قاصر على هذا ولكن عداءات وقطيعة تحدث بين العائلات بين هؤلاء وهؤلاء
وأهل هذا وذاك وأهل هذا يتهمون أهل ذاك وهكذا تشرد وضياع هذه أعظم من شر
المسكرات إلا أن لجوئه للمسكرات بداية لهذا الطلاق فهو الذي يدفعه أو يبلغه
هذا الطلاق وتفتيت الأسرة
ولذا لا بد للمرء منا أن ينتبه إلى غايات إبليس بعد أن علم ما له من قدرات
حتى تتخذه عدو كالأمر الذي لا بد أن تعلمه أن إبليس يعمل على المؤمنين كل
هذه القوة التي معه وكل هذه الجيوش من ذريته على من الكفار ؟! لا . لأنه
علم أن هؤلاء أشركوا بالله ومصيرهم النار فلا يعمل عليهم هو يعمل على
المؤمنين يريد أن يوصلهم إلى الجحيم كما بين تعالى (إنما يدعو حزبه ليكونوا
من أصحاب السعير)
فأنت لا تفتتن عندما تجد كافر عنده عدل أو أمانة ونحن منا من هو مسلم ولكن
يسرق أو يظلم