الغرق
والعرق والشمس
والمنابر |
|
|
قال رسول صلى الله عليه وسلم
:
{ يكون الناس على قدر
أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ،
ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما }[17]
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
{يشتد كرب ذلك اليوم حتى
يلجم الكافر العرق }[18]
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
{ لم يلق ابن آدم شيئاً منذ
خلقه الله عز وجل أشد عليه من الموت ، ثم قال : إن الموت أهون مما بعده ،
وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق ، حتى لو أن السفن
أجريت فيه لجرت }[19]
العصاة من أهل التوحيد غرقهم في عرقهم على قدر أعمالهم
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
{يعرق الناس يوم القيامة حتى
يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذنهم}[20]
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
{ والذي نفسي بيده إن الرجل
ليفيض عرقاً حتى يسيح في الأرض قامته [أي حتى يتجمع عرقه على الأرض] ثم
يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب ، قالوا مم ذاك ؟ قال مما يرى الناس
و يلقون }
[21]
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ المؤمنون يومئذ توضع لهم
كراسي من نور}[22]
مما يتنعم به المؤمنون في
ذلك اليوم جلوسهم على الكراسي
الناس في ضيق المحشر ولا يجد كل إنسان إلا موضع قدمه غارقين في عرقهم ومع
ذلك هناك من هو على منابر من نور لا يشعر بهذا الغرق الذي فيه الناس ,
فيكون الناس في كرب عظيم وخوف مما ترى و تجد من هذه الأهوال ويتمنوا أن
ينتهوا من هذا الموقف ولو بالدخول إلى النار يفضلوا النار على هذا الكرب
والذي نال محبة الله لا يخاف مما يخاف منه الناس لأنه منعم على كراسي من
ذهب , منابر من نور منابر يراه الخلائق أجمعين ووجهه نور وعليه ثياب من نور
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
{ لله عز وجل عباداً ليسوا
بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله
هم ناس من أفناء الناس
ونوازع القبائل ,لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا في الله عز وجل
وتصافوا ، يضع الله عز وجل لهم منابر من نور ليجلسهم عليها ، فيجعل وجههم
نوراً وثيابهم نوراً ،[ على غير أرحام بينهم و لا أموال يتعاطونها] يفزع
الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم
أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون }[23]
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ربه تبارك وتعالى:
{حقت محبتي على المتحابين
في، وحقت محبتي على المتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت
محبتي على المتباذلين في، وهم على منابر من نور، يغبطهم النبيون والصديقون
بمكانهم}
[24]
وأهل العدل على المنابر
أيضاً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إن المقسطين ، عند الله ، على منابر من نور }
[25]
فالمؤمنون على الكرسي
مستظلين
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
{المؤمنون يومئذ توضع لهم
كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام}
[26]
{يضع الله عز وجل لهم منابر[27]
من نور ليجلسهم عليها ، فيجعل وجههم نوراً وثيابهم نوراً ، يفزع الناس يوم
القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
[28]
المؤمنون لا يشعرون بهذا الكرب إلا كما يشعر
الرجل بزكام في يوم
{ أما المؤمن فهو عليه
كالزكمة }[30]
الكفار يتغشاهم الموت لكنهم لا يموتون .
{ أما الكافر فيتغشاه الموت}[31]
الغرق يعمم الناس وهم الأكثر
ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله فأشد الناس في العرق الكفار ثم
أصحاب الكبائر ثم من بعدهم
والمسلمون منهم قليل إلى
الكفار[32]
يوم القيامة مقداره خمسين
ألف سنة مما تعدون
الكافر من شدة طول هذا اليوم يقول يا رب
أرحني و لو بالدخول إلى النار
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
{إن [الرجل]الكافر ليلجمه
العرق يوم القيامة فيقول : أرحني ولو إلى النار }[33]
المؤمنون يهون عليهم فيكون كساعة في نهار
كتدلي الشمس للغروب كوقت صلاة
وعن صلى الله عليه وسلم قال
:
{يكون ذلك اليوم أقصر على
المؤمنين من ساعة من نهار}
[34]
{يهون ذلك اليوم على المؤمن
كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب}[35]
ما أطول هذا اليوم ؟
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
{ والذي نفسي بيده ، إنه
ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا }[36]
ومع هذه الكروب يروا النار
يؤتى بها
{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ
يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23)} الفجر
كيف يجاء بها
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
{ يؤتى بجهنم يومئذ لها
سبعون ألف زمام (مربط) مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها }
[37]
يؤتى بها تقاد بسبعين ألف
زمام يشد كل زمام سبعون ألف ملك
فتشرد شردة لو تركت لأحرقت
أهل الجمع وأتت كل بر وفاجر
{إِذَا رَأَتْهُم مِنْ
مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا(12)} الفرقان
{وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ
لِمَنْ يَرَى(36)} النازعات
أظهرت للناظرين فرآها الناس
عيانا
فإذا زفرت فزع الناس حينئذ
وجثوا على ركبهم وتمنوا أن ينتهي بهم الموقف
فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فينطلقون من الضجر
والجزع مما هم فيه يطلبون الشفاعة