خصال تبلغ الظلال
الحمد الله القائل { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا }
[الأنعام 22]
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
بين لنا حال الناس يوم القيامة في موقف الحشر الذي قال فيه { تعطي الشمس
يوم القيامة حر عشر سنين ، ثم تدني من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين ،
فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ، ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل }
وبين لنا أن الناس على حسب أعمالهم في كرب شمس ذلك الموقف
على ثلاثة أصناف صنف الشمس تغرقهم في عرقهم كما قال صلى الله عليه وسلم {
يكون الناس على قدر أعمالهم في العرق } وهم العصاة من أهل التوحيد
وصنف الشمس تغرقهم في عرقهم غرق تام لكنهم لا يموتون
فالآخرة لا موت فيها وإنما هو عذاب الهول وهذا الصنف هم الكفار كما قال صلى
الله عليه وسلم {يشتد كرب ذلك اليوم حتى يلجم الكافر العرق}
ومع هذا الكرب وشدته على الناس إلا أن هناك صنف مميز منعم
مكرم من الله يجلسهم على منابر ويظلهم بظله كما قال صلى الله عليه وسلم
{المؤمنون يومئذ توضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام }