المعيار النفسي مع الأمنية

الناس أربعة أصناف

الصنف الأول رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ويوصل به أقرباءه و رحمه و يعمل فيه بطاعة الله

الصنف الثاني رجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل

فهما في الأجر سواء

الصنف الثالث رجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ولا يتقي فيه ربه ينفقه في غير حقه فلا يحل حلاله ويحرم حرامه

الصنف الرابع رجل لم يؤته الله علما ولا مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل

فهما في الوزر سواء

الناس في التمني ومن معهم من نعم أخروية أو نعم من مظاهر الحياة الدنيا  أربع أصناف

ناس أتاه الله علماً ومالاً والمقصود هنا العلم الشرعي الذي يجعل الإنسان يتقي في ماله ربه لأن صاحب العلوم الغير شرعية تجد الكثير من أصحابه العلوم النافعة ممن ليس لديه علم شرعي تؤدي به إلى أن يغر بعلمه فعندما يقال له يقول الله يقول رسول الله يقول هو والعلم يقول كذا فيأتي بكلمات قد تكون سبب في كبه في النار

الصنف الأول في أعلى المنازل صاحب العلم والمال لأته علم أن في ماله حق لله وهذا الحق هو إنفاقه في أبواب الخير وهي كثيرة وهذا الصنف هم الذين يتمنى حالهم

والصنف الثاني صاحب العلم الذي لم يؤتى المال فينظر لصاحب المال فيجد أن ماله يعينه على الطاعة وزيادة الأجر فيتمنى أن يكون حاله وهنا الله تعالى ينظر الله للقلوب والنيات فيعلم أن هذا صادق فيعطيه مثل أجر الأول نعم الأول يفوق في مسألة مضاعفة الأجور لأنه صاحب عمل لكن في أصل الأجر الاثنان سواء

الصنف الثالث لم يعطيه العلم لكن عتده المال الذي هومن نعم الحياة الدنيا وهذه قد تؤل بصاحبها إلى النار لأن عدم العلم قد يعله يتخبط في ماله فينفقه في الضياع في حرام ولا يتفقه في طاعات لأنه لا يعلم بأن لله فيه حق فيكون هذا المال ليس بنعمة ولكن نقمة وبالاً عليه

الصنف الرابع لم يؤتى مالاً ولم يؤتى العلم فلا يكتفي أنه لم يؤتى المال ولكنه يتمنى حال هذا الذي يتخبط في ماله بدون علم الذي ينفق ما أوتي من متاع الحياة الدنيا في الخسران فهذ لا يكتفي أنه لم يقع في الإثم ولكنه يتمنى أن يكون حاله كحال هذا يقع بماله في الإثم ولذا هو في الوزر والواقع في الوزر بماله سواء لأن الوزر ليس فيه مضاعفة

فالإنسان وهو يعاير نفسه أن وجد نفسه من الصنف الأول فعليه أن يحمد الله على هذه النعمة ويشكر الله عليها ليزداد  

وإن كان من الصنف الثاني فالحمد لله لم يؤتيه الله المال لكنه أتاه العلم الذي به يعرف فضله ويعرف من نفسه أنه لو عنده المال لأنفقه في الخير فهو في نعمة

أما أن وجد نفسه من الصنف الثالث من عنده نعمة من نعم الحياة الدنيا فحتى لا يتخبط في وينفقه في حرام عليه أن يتعلم أن يتفقه أن يسأل أهل العلم حتى يصون هذه النعمة ويرضي ربه ويصرف نفسه من هذا الصنف ببذل الجهد والأخذ بالأسباب ليتعلم ما يفقه وينفعه في دينه فيقوم نفسه ويهذبها حتى يكون في طاعة لربه ويحفظ ماله بإنفاقه فيما يبتغى به وجه ربه

وأما صاحب الصنف الرابع الذي لم يؤتى المال ولا العلم فعليه أن يقوم نفسه يهذبها ويعلم أن الأمر خطير فعليه أن يصابر نفسه في أن يطيع ربه فيما يجعله لا يتمنى حال أهل المعاصي ولا ما عندهم من نعم الحياة الدنيا التي تؤل بهم إلى النار حتى لا يكون مثلهم