الصبر على أهل الذكر والصبر عن الباعدين عنه
الله تعالى يأمر كل مسلم منا أن يصبر نفسه مع المؤمنين
الذين يذكرون الله أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله ، الموصفين
بالعبادة
وأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم
وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى وألا تجاوزهم
بصرك، وترفع عنهم نظرك تريد زينة الحياة الدنيا فإن هذا ضار غير نافع،
وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير
الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة
الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على
اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية،
والندامة السرمدية، ولا تطع من غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره