إحسان حقيقي بأن الله يراه في عبادته
إن كل إنسان بفطرته يعلم أن الله يراه في مكانه ويعلم سره
ونجواه ومطلع على كل صغيرة وكبيرة يأتي بها ومطلع على كل كلمة قالها وماذا
أراد بها لكن قد يغفل أحياناً عن هذا كله
أما المحسن الذي يريد أن يحقق الإحسان لله الذي يراه
ويتذكر قول { الله عز وجل وعزتي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني
في الدنيا اخفته يوم أجمع فيه عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع
فيه عبادي }
إن الإنسان الذي يريد الإحسان في عبادة الله عندما يستحضر
أن الله الذي يراه في كل أعماله يرهبه من عدم الخوف من الله في الدنيا وأنه
إن لم يخاف من الله في الدنيا فإن الله يخيفه بالعذاب يوم القيامة عقاباً
لجرئته على الله
وعندما يستحضر الإنسان المحسن أن الله يرغبه في مخافة
الله في كل أعماله التي يأتي بها في حياته الدنيا حتى يأُمنه يوم الفزع
الأكبر عند ذلك يجد الإنسان الذي يريد أن يكون محسناً أنه يستطيع بهذه
الحقيقة التي عرفها أن يتفاعل لتحقيق الإحسان الترهيبي والإحسان الترغيبي
في حق الله الذي يراه المبني على العلم والمعرفة الحقيقة التي تجعل المحسن
لا ينشغل عن طاعة الله مدام أنه أتقن عمله الذي يتعايش منه وأتى بمتطلبات
الحياة الأسرية والاجتماعية وغيرها من المتطلبات المطلوبة منه على النحو
الذي يرضي به ربه تعالى عند ذلك يجد عنده الرغبة في اغتنام ما تبقى من وقته
بالأقبال على الله تعالى القائل { يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى
وأملأ يدك رزقا يا ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقرا وأملأ يدك شغلا }
{ يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن
لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك }
إن الإنسان الذي يريد تحقيق الإحسان في طاعة الله وهو
مستحضر الحقيقة وهي أن الله يراه في كل عباداته يستطيع من خلال ما وضحتها
النصوص من ترغيب وترهيب أن يحسن في طاعة الله