اليقين علاج الانتكاسة

روى البخاري في كتابه عن جابر بن عبد الله قال خرجنا في غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع فنزلنا غي أرض عضضه فوجدنا ضجرة كبيرة فتركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبنا نبحث عن شجر نستظل به ثم نمنا ونام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من المشركين فسل سيف النبي صلى الله عليه وسلم المعلق بالشجرة وقال ألا تخافني فقال النبي لا لا أخافك فقال ما يمنعك مني فقال الله الله الله وفي رواية أخرى فيها أن السيف وقع من يده عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأخذ النبي السيف وقال ما يمنعك مني قال كن خير آخذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال لا ولكني أعاهدك ألا أقاتلك وألا أكون في قوم يقاتلونك ورجع إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس

فهذه القصة التي جاءت في روايات تبين عظم شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة ينتبه من النوم وإذا رجل آخذ سيفه ورفعه بيده لا يحيل بينه وبينه إلا عزم الضربة ويقول له ألا تخافني فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات المحرجة التي ينخلع منها قلب الشجاع يقول له لا أخافك ثم بين النبي بهذا اليقين الذي هو مطمئن قلبه بين لهذا الرجل أن الله تعالى الذي يمنعك مني أي أن الله تعالى يمنع مني وصول أي مكروه إلي لم يكن قد قضاه وقدره ليبرهن له بهذا اليقين أنه لن يستطيع أن يفعل معه شيء لم يقضيه الله ويقدره

هذا اليقين الذي يطمئن القلوب ويملك الشجاعة هذا اليقين يظفر به المؤمنون وعلى قدر الإيمان على قدر الطمأنينة عندهم وملك الشجاعة التي يواجهون بها المخاوف المادية بأنواعها هذا اليقين تجده عند إنسان ترك معصيته لله بتوبة نصوحة أياً كانت معصيته تجده يترك المعصية لله بتوبة نصوحة أتبعها بعمل صالح تجده على يقين بقوله صلى الله عليه وسلم {التائب من الذنب كمن لا ذنب له} تجده على يقين أن التوبة تجب ما قبلها على يقين أن الله يحب التوابين على يقين أن الله يفرح بالتائب

يقين أن الله تعالى سخر للتائب أشرف جنس من الملائكة وهم حملة العرش ومن حوله يستغفرون للتائب ويدعون له بالجنة والنجاة من النار هذا اليقين يطمئن قلبه أن من يفعل كل ذلك اعبده التائب هو يحميه ويحفظه ويصونه من الانتكاسات تجده امتلك اليقين والطمأنينة ضد أي مخاوف وأفكار تأتيه من وساوس النفس من وساوس الشياطين تأتيه من أفكار أنسي بأنه يصمد أمام هذه الأفكار ولا يخشى أن ينتكس لأنه يعلم أن الذي ينتكس ويرد للمعصية هو الذي توقف عن المعصية دون أن يكون التوقف لله بتوبة نصوحة يتبعها بعمل صالح ولكنه توقف لسبب آخر ليس لله فيه الكمال والمقدمة فهذا يقينه هذا يجعله يعلم أن الله سيعوضه خير لأنه يعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وهو ترك المعصية لله وأن الله سيثبته على الاستقامة والهداية

وإن تعرض لابتلاء لامتحان كما امتحن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخذ سيفه لكن يقينه وثقته في الله أنجحته في الاختبار

وهذا الذي يتعرض لأفكار شوق وغيره من الأشياء التي تضعف النفس أمام المعصية بإذن الله يرد إلى الهداية ردا جميلا

هذا أيضا بتركه للمعصية فقد مصدر كان يأتيه من الحرام يعلم أن الله سيرزقه خيرا منه لأنه على يقين أن الرزق بيد الله