بحسب احتياج المرضى فإن المرضى أحياناً يكون غالب
حالهم العنف وقد يكون غالب حالهم الهدوء وقد يكون غالب حالهم يريد
الاستفادة وقد يكون غالب حالهم غير مقبلين أو يكون غالب حالهم تحت تأثير
علاج دوائي فعليه أن ينوع في طرق العرض فيكون مثلاً المادة التي كان يقدمها
في جلسة جماعية يكون النفع بها يحتاج أكثر لتقديمها في جلسة فردية وما كان
يقدمه مثلاً في الجلسات الفردية ووجد العدد أكثر لاحتياجها فيقدمها في
محاضرة والمرشد الديني عنده مجال أوسع من غيره من المعالجين فما لا يُقدم
في الجلسة قُدم في الكلمة بعد الصلاة وما لم يُقدم في محاضرة قُدم في خطبة
وهكذا حتى يقدم أكثر المواد العلمية المذكورة في البروتوكول والتي تقدم
لإكساب مهارات في علاج المشاكل الواقع فيها المرضى سواء الناتجة من التعاطي
أو التي دفعت به للتعاطي وهي في مجملها تقدم من خلال البرنامج فتكون العلاج
لمن هو واقع في المشكلة التي يلقى عليه علاجها وتكون وقاية لمن لم يشعر
بأضرارها بعد فيركز على إلقاء محاضرات للمشاكل الأكثر وقوع المرضى فيها
كالمشاكل الآتية
86.
· مشكلة أصدقاء
السوء وزملاء التعاطي فإن كل المدمنين إن لم نقل دون استثناء دخلوا دوامة
التعاطي من خلال صديق سوء دمر عليهم سعادتهم وأسرهم فتُعطى محاضرة في علاج
أصدقاء السوء يكون عناصرها على محاور ثلاثة غاية صديق السوء وخطورة صديق
السوء وكيفية التعامل مع صديق السوء فإنه عند عرض هذا الموضوع يتبين
للمحاضر مدى تفاعلهم وحماسهم للعمل بما سمعوا
87.
· وكذا المشكلة
التي يعاني منها أكثر المدمنين الشوق والذي يسبب لكثير ممن يحاول التوقف في
الرجوع للتعاطي ولذا يقدم لهم محاضرة في علاج الشوق من خلال محاور أربعة
الأول أن الشوق وارد والثاني أنه مأجور على شوقه والثالث التعامل مع الشوق
والرابع طلب المساعدة فإن المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة يشعرون بقيمة
ما يتلقوه ويتفاعلون بالتواصل أثناء المحاضرة
88.
· وكذا المشكلة
التي يعاني منها البعض والتي أفضل طريقة لتوصيلها لمن هو واقع فيها
بالمحاضرة المشاكل مع الآباء عندما يعرض في المحاضرة الإيذاء الذي يقدمه
المدمنين لإبائهم والخطأ الكبير الناتج من نمط الفكر الإدماني الغير سليم
في فهمهم للأب وتوضيح أن هذه المشاكل لا تحل إلا بالاستجابة والرضوخ لأمر
الله في الإحسان للآباء لتعليق دخول الجنة على رضا الآباء فتجد الذي أغلق
الشيطان مسامعه يظهر عليه ملامحه الغضب والاعتراض وربما قام وخرج من الجلسة
وهذا يكون جيد للمحاضر لوضوح أمره له ليكثف له جلسات فردية متنوعة لعلاج
العقوق ببر الوالدين وتجد من فتح الله قلبه ووافق هذا التذكير مكان في قلبه
جاء بعد المحاضرة وأخبر أن الجنة أهم من مشاعره فقرر السعي لاسترضاء والديه
89.
· والمشكلة
التي يعاني منها الكثير فساد العلاقة بين المريض وزوجته سواء كان السبب من
المعانة والجحيم الذي يعيش المريض زوجته فيه أو سوء معاملة المرأة لزوجها
مما يدفع به للتعاطي فيكون المناسب إعطاء محاضرة من علاج الزوج بحسن العشرة
يقدم فيها ما ينبغي أن يقدمه كلاً من الزوج والزوجة لسكنه مع الأخر من حسن
معاشرة مبنية على تقوى الله عند ذلك يقدم كلاً منهما للآخر أحسن ما عرفه
والله تعالى إذا وجد في قلب أحدهما أنه يتقي الله في الأخر يصلح له زوجه
فتكون الجلسات بأقسام الرجال في قبول الوصية بالنساء لورود الخطأ عندهن
لوجود العوج في فطرتهن فيوجه نظره لما يرضيه في المرأة والغض عما لا يرضيه
منها وتكون الجلسات بأقسام النساء في تعرف مكانة الرجل بالنسبة للمرأة
والتي جعل الله بها القوام للرجل بعلو الرجل عليها درجة
90.
· ومشكلة
الخلافات الناشئة بين الإخوان فكثير من المدمنين في قطيعة بأرحامهم وهذه
القطيعة قد تكون بسبب أن المريض تعاطى المخدرات وقد تكون قطيعة بسبب خلافات
بين المريض وإخوانه نتج عنها دخوله في الإدمان , وعندما يسعى إخوانه إلى
إصلاحه بالعلاج وخاصة عندما يستعين الإخوان في ذلك بجهة أخرى تكون هناك
معاناة أخرى
91.
· وسواء كانت
بداية المعاناة في أن إدمانه نتج أو ازداد من معاملة الإخوان, وأن إخوانه
يحاولون التخلص منه, ليستحوذوا على ممتلكاته, أومن أجل المحافظة على
أوضاعهم الاجتماعية من الفضيحة, ولذلك يسعون إلى وضعه في المستشفى ويتأملون
إطالة مدة بقائه أو سواء كانت المعاناة مجرد أوهام عنده , أو تبريرات لكسب
التعاطف معه, أو أن الإخوان هم الذين يعانون من التصرفات الإدمانية له,
وأنهم يريدون حقاً مصلحته وعلاجه, وكل هذا وارد من كلا الطرفين, لذا تقدم
جلسات من علاج القطيعة بصلة الأرحام توضح حقيقة العلاقة التي ينبغي أن
يقدمها كُلاً لأخيه ابتغاء وجه الله مؤلف القلوب
92.
· ومشكلة الغضب
والانفعالات الأصل في حلها ما جاء عن رب العالمين وعند العلاج يراعى أن
مرضى الإدمان أكثر عرضه للغضب بشكل عام وبشكل خاص يراعى تصنيف المريض من إي
قسم من أقسام الناس في الغضب والرضا الفطري فقد يكون سريع الغضب بطيء الرضا
أومن أحدهما مع ما يزاد من الغضب المدفوع من الشيطان والموقف المغضب له
ولذا الذي يحتاجه الواقع في هذه الصفات كلها أو في واحدة منها تقديم محاضرة
من علاج الغضب وهي الوقاية من الغضب لتتكون عنده مناعة للغضب على قدر سعيه
لتحلي بالأخلاق الحسنة فإن النفس إذا تخلقت بالأخلاق الحسنة وصارت لها عادة
دفعت الغضب عند حصول أسبابه وقد يفاجئ إنسان بما سمعه فيعترض بالمقارنة بما
هو عليه من مفاهيم وأعراف ولكنه عندما يتعرض لتتبع هذه المحاضرة بجلسة في
المعيار النفسي مع الغضب يقيم المرء به نفسه مع الغضب من أي قسم فإن وجد
أنه بطيء للفيء أو سريع للغضب بذل جهده ليقوم نفسه ويهذبه حتى يبلغها سرعة
الرضا وبطئ الغضب ثم محاضرة في كيفية رفع الغضب والتي بها علاجات كثير
تتنوع حسب حالة الغضب ويتبعها جلسة في احتساب الأجر على كظم الغيظ فعندما
يتعرض المريض لسماع مضمون هذه المحاضرات والجلسات تتغير عنده المفاهيم
ويسعى لتطبيق ما بلغه مع الوقت
93.
· ومشكلة
المراوغة التي أكتسبها المريض بإدمانه غالباً أو هو متصف بها قبل التعاطي
فإنه يحتاج علاجها فيقدم له من مهارات لعلاج المراوغة جلسة في الاستقامة
لأن العبد لا يؤمن حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
استقاموا لله بطاعته، لم يراوغ روغان الثَّعْالب وهو التذبذب بين الطاعة
والمعصية، وانعقاد القلب عليها والمخادعة، لأنه إن كان هذا حاله فليس في
قلبه خوف ولا خشية من الله تعالى، ساعة في طاعة وساعات أخرى يراوغ روغان
الثعالب، لا يستقيم على حال، لا هو إلى أهل الإيمان ولا إلى أهل الطغيان،
حاله ذو وجهين ومن كان هذا حاله يخشى عليه من سوء الخاتمة لما قد يكون عليه
القلب من ميله وحبه للمعاصي، وإيثاره لها عن طاعة الله ورضاه. والمريض
عندما يسمع هذا سيتبصر بحقيقة المراوغة فيسعى لتحصيل الاستقامة بفعل
الطاعات والاجتهاد فيها ومجاهدة النفس عليها والإخلاص ومتابعة السنة
والدعاء والصحبة الصالحة والارتباط بالقرآن تلاوة وحفظا وتدبرا وعملا
94.
· كل هذه
المواد عندما يتلقاها المريض من خلال فترة وجوده بالبرنامج الموجه له تولد
عنده الرغبة في الهداية وصلاح النفس والتخلص من الإدمان الذي جمع عليه الشر
والفساد ما عيشه حياة الضنك بنفسية مدمرة خالية من الطمأنينة ويشعره بالثقة
في الله الغفور الرحيم لأن يهديه إلى صراطه المستقيم فيرغب في الشعور
بالسعادة بدون مخدر التي يجدها أهل الطاعة والصلاح ويسعى لأن يكون منهم
فيكون قد جمع في نفسه شروط التوبة من ندم على ماضيه العاصي فيه لله والعزم
على صلاح الحال بعدم الرجوع للمعصية وهو موجود بالمستشفى متوقف عن التعاطي
فعندما ينوي بكل هذا على التوبة يكون لها القبول بمشيئة الله الذي وجهه
ووفقه لذلك حتى يرجع إليه وعند ذلك يحتاج إلى زيادة وتكثيف للجرعات
الإيمانية التي تكسبه مهارات إيمانية للصمود على دفع الإدمان بالإيمان