الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
 

علاج الكذب بتحري الصدق

 
 
 

علاج

الكذب

بتحري الصدق

المقدمة

   

الحمد لله القائل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28)} غافر

والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم القائل {إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار }[1]

أما بعد : فلقد كتبت هذه الرسالة , لفئة من الإخوة العائدين إلى الله , التائبين مما وقعوا فيه من إدمان المخدرات , حيث كانوا أكثر عرضة للكذب من غيرهم , بل كانوا يعرضون آبائهم وأهليهم للكذب بسبب التعاطي , وهاهم يسعون بكل جهدهم , إلى التخلص مما سببه التعاطي لهم , من سلوكيات غير طيبة , إلى اكتساب الأخلاق الحميدة , والتي منها الأخذ بقوله صلى الله عليه وسلم

{ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة}[2]

وليست الرسالة قاصرة عليهم بل فيها النفع لكل إنسان يريد مرضاة ربه

كتبها

عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب

الكذب

من الأمراض الظاهرية المحسوسة في حياة الإنسان , والتي تعتبر بالنسبة للمسلم ذنوباً , يجب التخلص منها مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة , حيث إن آثارها الضارة مزدوجة , بمعنى أنها تضر المريض بها وتضر غيره من أفراد المجتمع , فهي ذنوب وأمراض معدية , وهي أشبه بالميكروب الذي يعدي وينتقل من إنسان إلى آخر ليفتك به , ولذلك يحتاج عناية أكبر ومجهوداً مضاعفاً للقضاء عليه

الكذب أصبح مرض أشبه بالميكروب المستوطن في البيئة الإنسانية , فقلما يخلو منه إنسان أو تتنظف منه بيئة , ويصعب عليك أن تجد طائفة من طوائف البشر تنزهت عن الكذب وتبرأت منه

الكذب يقلب الموازين , ويمسخ الحقائق , ويشوه وجه الجمال في كل شئ يداخله

ولن تجد جريمة تجرجر ذيولها وتستشري بين الناس إلا وهي مطلية بطلاء من الكذب و الزور، حتى توحي لمن يراها أنها الفضيلة ولا شئ سواها , ولو تكلم الكذب لقال أنا سلاح الجبابرة ، ودرع المنافقة ، وزاد الفاشلين ، وسلوى المرائين ، وشبكة المخادعين ، وملجأ المجرمين ، ومنطق الأكثرية ممن يستغلون صفاء ووفاء وحسن إخلاص الناس [3]

الكذب مفسدة فابتعد عنها

إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصويرها للناس ، فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً ، والموجود معدوماً ، والحق باطلاً والباطل حقاً ، والخير شراً والشر خيراً , فَيُفسَد عليه تصوره وعلمه , ويكون فساد علمه وتصوره عقوبة له من الله , ثم يصور كذبه هذا في نفس المخاطب المغتر به , الراكن إليه , فَيفسِد عليه تصوره وعلمه

والمرء أفعاله الإرادية التي تصدر منه ,تتوقف على تصوراته وعلمه للأمور , فإذا فُسدت عليه قوة تصوره وعلمه , والتي هي مبدأ كل فعل إرادي , فسدت عليه تلك الأفعال , و حكم عليها بالكذب , فصارت

أفعاله تصدر عن علم وتصور كاذب , كصدور الكلام الكاذب عن اللسان الكاذب , فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله , ولهذا كان الكذب أساس الفجور

فأول ما يسري من الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ، ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها , كما أفسد على اللسان أقواله ، فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد, ويترامى به داؤه إلى الهلكة , إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها[4]

معنى الكذب والصدق

الصدق هو قول الحق وهو القول المطابق للحقيقة والواقع , والمطابق لاعتقاد المخبر به

فالصدق متعلق بالكلام والمتكلم

بمعنى أن يكون المتكلم صادق في نفسه , لا يخالف ضميره فيما يخبر به , وأن يكون الشيء الذي يخبر عنه صدق , مطابق للحقيقة والواقع

فإذا حدث الخلل في أحدهما لم يكن هناك صدق

فمثلاً النصراني الذي يخبر بأن عيسى هو الإله , هذا هو اعتقاده لم يخالف ضميره , لكن ما أخبر به كذب , لا يطابق الحقيقة والواقع , فعيسى عبدٌ نبيٌ من خلق الله , والله تعالى هو الإله الحق

فيكون هذا الكافر غير مخالف لما يعتقده , كاذب فيما اخبر به

كذلك المنافق الذي يخبر بالشهادة بلسانه , يكون الكلام حق صدق يطابق الحقيقة , لكنه يخالف ما يعتقده , فهو كاذب في إعلانه , فقد وصف الله المنافقين بأنهم كاذبون لأنهم يخبرون بالشهادة بما لا يعتقدونه

قال تعالى : {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ(1)}المنافقون

فلا بد أن يكون المتكلم صادق في ضميره وكلامه الذي يخبر به صدق كي يعرف بأنه صادق

فإذا حدث خلل سواء عند المتكلم أو في كلامه كان كاذب في ذاته أو كلامه كذب

ومما سبق تبين أن

الكذب هو الأخبار بما يخالف الضمير , أو يكون الكلام غير مطابق للحقيقة والواقع

الكذب الذي يأثم عليه العبد هو الذي جاء عن عمد

سواء في عدم مطابقته للحقيقة والواقع , أو مخالفته للضمير فالجزاء على العمد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ من كذب علي متعمداً فليتبوء مقعده من النار } [5]

فإن كان ناسياً أو جاهلاً أو مخطئاً لا يأثم وإن صدق عليه أنه كذب لأنه أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه 

أما الكافر الذي لا يخالف معتقده في ادعائه إله غير الله كالنصراني فيكفي أنه كافر وهل بعد الكفر ذنب ؟ كذب على الله وجعل له من شريك

وكما يكون الصدق والكذب في الكلام يكون الصدق والكذب في الأفعال

فقد يصدق الناس في تعبيراتهم الفعلية , وقد يكذبون , فإذا كانت تعبيراتهم الفعلية مطابقة في دلالاتها للحقيقة والواقع , فإنها تكون أفعال صادقة , وإذا كانت غير مطابقة فإنها تكون أفعالاً كاذبة

فقد يفعل الإنسان فعلاً يوهم به حدوث شئ لم يحدث , أو يعبر به عن وجود شئ غير موجود , وذلك على سبيل المخادعة بالفعل , مثلما تكون المخادعة بالقول , وربما يكون الكذب في الأفعال , أشد خطراً وأقوى تأثيراً من الكذب في الأقوال , ومن أمثلة ذلك ما حكاه الله لنا من أقوال وأفعال اخوة يوسف عليه السلام , إذ جاؤوا أباهم عشاءً يبكون , بكاءً كاذبا ,ً وقالوا كذباً , يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا , فأكله الذئب , وجاءوا على قميص يوسف بدم كذب , فجمعوا بين كذب القول وكذب الفعل

قال الله تعالى عن اخوة يوسف

{ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ(16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ (17) وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ(17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أمرا ً(18) } يوسف

فبكاؤهم فعل كاذب قصدوا به التعبير لأبيهم عن حزنهم على يوسف الذي أكله الذئب بزعمهم , وهم الجانون عليه , إذ ألقوه في الجب , وقصتهم التي أخبروا عنها قصة مفتراة من عند أنفسهم , والذئب برئ من دم أخيهم , فأقوالهم فيها أقوال كاذبة , وتلطيخهم قميص يوسف بدم شاة , ذبحوها ليوهموا به صحة ما زعموا من أكل الذئب له , فعل كاذب والدم ليس دم يوسف ,بل هو دم كذب وهكذا لفقوا عدة أكاذيب قولية وفعلية , ليستروا بها ما جنوه على أخيهم

وما أكثر ما يكذب الإنسان بالحركات التعبيرية كإشارات اليد والعين والحاجب والرأس وتكون دلالاتها غير مطابقة للحقيقة والكذب في الأفعال أكثر عند الناس من الكذب في الأقوال

وقد أجمعت الأمة على وقاحة الكذب وحرمة أكثر أنواعه إلا ما أباحته الشريعة لمصلحة أعظم من مفسدة الكذب

المباح من الكذب

الأصل في الكذب عدم الجواز لكل ما جاء من نصوص , إلا ما أجازته الشريعة تحقيقاً لمصلحة هي أعظم مما في الكذب من مضرة , أو دفعاً لضرر هو أشد مما في الكذب من ضرر وحصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث حالات كما قال صلى الله عليه وسلم

{ ليس بكذاب من أصلح بين اثنين  فقال خيرا أو نمى خيرا}[6]

{ ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا } [7]

عن كلثوم ابنة عقبة بن أبى معيط قالت لم اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم {يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث , الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها}[8]

{لا يحل الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس}[9]

فالأول الحرب : لأن الحرب خدعة ومقتضاها تستدعي التمويه على الأعداء , وإيهامهم بأشياء قد لا تكون موجودة , واستعمال أساليب الحرب النفسية ما أمكن , بصورة ذكيه لبقه , وسلاح الخداع في الأقوال والأفعال من الأسلحة الفتاكة في الحروب

الثاني في الصلح بين الناس : حيث أن ذلك يستدعي أحياناً أن يحاول المصلح تبرير أعمال كل طرف وأقواله بما يحقق التقارب ويزيل أسباب الشقاق وأحياناً ينسب إلى كل منهما من الأقوال الحسنة في حق صاحبه ما لم يقله وينفي عنه بعض ما قاله مما يعوق الصلح ويزيد شقة الخلاف

الثالث الكذب على الزوجة أو كذب الزوجة على زوجها : ليحدث بذلك التقارب والألفة في الأمور التي تشد أواصر الوفاق ، والمودة بينهما ، فهذه حالة يتسامح فيها بشئ من الكذب لتوثيق روابط الأسرة ، ولإضفاء الأجواء الشاعرية على مجالس الأنس والسمر والغزل بين الزوجين ، ففي مثل هذه المجالس تحلو المبالغات وإن كانت كاذبة ، وتزداد معطيات المتعة والأنس والصفاء ، وهذا ما يعمل الإسلام على تغذيته بين الزوجين [10]

ففي الحياة الزوجية يحتاج الأمر أحياناً إلى أن تكذب الزوجة على زوجها , أو يكذب الزوج على زوجته ويخفي كل منهما عن الآخر ما من شأنه أن يوغر الصدور , أو يولد النفور , أو يثير الفتن والشقاق بين الزوجين , كما يجوز أن يزف كل منهما إلى الآخر من معسول القول ما يزيد الحب ويسر النفس , ويجمل الحياة بينهما , وإن كان ما يقال كذباً , لأن هذا الربط الخطير يستحق أن يهتم به غاية الاهتمام , وأن يبذل الجهد الكافي ليظل قوياً جميلاً [11]

ومن أجل هذه المعاني جاء الاستثناء للكذب المحرم في هذه الأمور الثلاثة[12]

التورية والتعريض

معناهما أن تطلق لفظاً هو ظاهر في معنى وتريد أنت به معنى أخر غير المعنى الظاهر , ولكن اللفظ يتناوله وينطبق عليه

وهذا ضرب من التغرير والخداع فإن دعت إلى ذلك مصلحة شرعية راجحة على خدعة المخاطب , أو حاجة غير مندوحة عنها ولا طريق للتخلص منها , فلا بأس بالتعريض

وليس بحرام إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق فيكون حينئذ حراما

والآثار قد جاء منها ما يبيح التعريض وما لا يبيح , وهي محمولة على هذا التفصيل

ومن أمثلة هذه المعاريض , إذا طلبه رجل يقول للخادمة قولي له اطلبه في المسجد , فهي بذلك لم تقل هو هنا أو ليس هنا

وكان الرجل إذا طلب , قال قولوا هو خرج قبل هذا الوقت

ومثله قول إنسان لمن دعاه على طعام إنه على نية , فيوهم الآخر أنه صائم , وغرضه أنه على نية عدم الأكل عنده

كذبات إبراهيم من الكذب المباح

والكذبات الثلاث التي كذبها إبراهيم عليه السلام هي من الكذب المباح اثنتان منهما في ذات الله ، والثالثة فيها تورية للنجاة من جبار ظالم غاشم

أما الأولى فقوله { إني سقيم } لأن قومه كانوا يخرجون في يوم عيدهم خارج البلد , وأراد إبراهيم أن يستغل خروجهم ليذهب إلى معبدهم , ليكسر أصنامهم , فقال أنا مريض , حتى يتمكن من البقاء فلا يخرج معهم

وأما الثانية فقوله بعد أن كسر أصنامهم وترك صنمهم الأكبر ووضع الحديدة التي كسر بها عليه  , عندما سألوه من فعل بآلهتهم هذا , قال : {بل فعله كبيرهم هذا } ليقيم عليهم الحجة بأنهم لا عقل لهم لأنهم يعبدون ما لا يضر ولا ينفع

وأما الثالثة فقوله للجبار عن زوجته سارة : {هي أختي } فقد شاهد بعض التجار إبراهيم ومعه سارة وهي تطحن الحبوب فذهبوا إلى هذا الجبار فقالوا له لقد نزل بأرضك رجل ومعه امرأة لا ينبغي أن تكون لأحد غيرك , وكانت سارة أجمل نساء الدنيا , فأتى هذا الطاغية بإبراهيم وسارة فسأله الطاغية عن سارة قال هي أختي وهو يعني أخته في الإسلام ، والإخوة في الدين أشد من الإخوة في النسب , لأنه لو قال زوجتي لقتله الجبار حتى لا ينازعه فيها أما أنها أخته فلا يتخلص منه 

وليس في هذه الكذبات شيءٌ محرم

فعليك بالصدق حيث تخاف أنه يضرك , فإنه ينفعك , ودع الكذب حيث ترى أنه ينفعك , فإنه يضرك [13]

ولما كان للكذب المحرم إفساد كبير في تقطيع الروابط والصلات بين الأفراد في المجتمع ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ , أمر الإسلام بالصدق ونهى عن الكذب ووضع قواعد تربية هذا المجتمع الإسلامي على الصدق , واتخذ كل الوسائل الكفيلة بغرس هذا الخلق العظيم في نفوس أفراده جميعاً صغاره وكباره ورجاله ونسائه

الوسائل التي تغرس خلق الصدق وكراهة الكذب في النفوس

ذم الله للكاذبين

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (18)} هود

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ (144)} الأنعام

مدح الله الصادقين

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا(54) } مريم

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(83)وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ(84)} الشعراء

الكذب ليس من الطباع التي يفطر عليها الإنسان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب }

{ يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب }[14]

عن أبي بكر الصديق قال {الكذب يجانب الإيمان }[15]

فلا يجتمع الكذب والإيمان إلا ويطرد أحدهما صاحبه ، ويستقر موضعه[16]

دل هذا على أن المؤمن لا يكون كذاباً [17] أي لا يصل إلى مستوى في تحري الكذب يدمغ فيه بأنه كذاب خلقه الكذب ، أما الكذبات العارضات فليس في الحديث ما يدل على أنها لا تكون من المؤمن ، وذلك لأن كذاب صيغة مبالغة تدل على تمكن خلق الكذب في نفسه فلا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية التي يطبع عليها الإنسان

يظهر هذا من ملاحظة الصغار أنهم مفطورون في أساس تكوينهم على حب الحق وعلى حب الصدق وأن خلق الكذب لا يكون أصيلاً في طبع الإنسان بحسب فطرته وإنما يكتسبها بعد ذلك في حياته اكتساباً بعوامل شتى منها البيئة ومنها مؤثرات الأهواء والشهوات ومنها الاعتياد بتكرار الكذب ثم تتحول العادة فتكون خلقاً مكتسباً

وفي الأحاديث دلالة على أن الإنسان مفطور في أساس تكوينه على حب الحق , والذي يحب الحق لا يكون خائناً ولا كذاباً بل يأتيان إلى أخلاق الناس اكتساباً وذكر الحديث المؤمن ولم يذكر الإنسان لأن كل إنسان مفطور على الإيمان فهو مؤمن بالفطرة ويفسد فطرته بعد ذلك بإرادته أو تعمل البيئة على إفساد فطرته وقد دل على هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم

{كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يتركانه مسلماً } [18]

التحذير من الكذب على الصغار حتى لا يكتسبوه

حتى في التعامل مع الصغار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم أن يكون المتعامل معهم بعيداً عن التهاون في الكذب مراعياً للصدق حتى لا يكتسب الصغار الكذب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ من قال لصبي تعال هاك (خذ) ثم لم يعطه فهي كذبة} [19]

عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم {ما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة}[20]

وبين النبي صلى الله عليه وسلم

{ إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له}[21]

لأن الكذب أساس السيئات ونظامها

تحذير الإنسان أن يتحدث بكل ما سمع

الشريعة جعلت من الكذب , أن يحدث الإنسان بكل ما سمع من أخبار , دون تحري لها ولا تنقيح , لأنه بتهاونه وإهماله له وعدم تحريه الصادق من أخبار , يساهم في نشر الأكاذيب وإشاعتها

قال النبي صلى الله عليه وسلم  

{كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع }[22]

تحذير الإنسان أن يحدث وهو يشك أن في حديثه كذب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين }[23]

حال النبي مع الكذابين

كان النبي صلى الله عليه وسلم من بغضه للكذب إذا عرف أن المرء حدث منه كذب , ظل في قلب ونفس النبي صلى الله عليه وسلم من

هذا المرء شيء , حتى يعلم أن هذا المرء قد تاب من هذه الكذبة

عن عائشة رضي الله عنها قالت { ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب , ما اطلع على أحد من ذاك بشيء , فيخرج من قلبه , حتى يعلم أنه قد أحدث توبة }[24]

{ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب , ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة , فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة }[25]

حال الملائكة مع الكذابين

والمرء عندما يكذب تنبعث منه رائحة كريهة تنفر منها الملائكة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلا من نتن ما جاء به }[26]

عقوبة الكذاب في الدنيا

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28)} غافر

المسرف في الكذب هو المستمر عليه المتحري له المستهين المستهتر به وبعواقبه 

فالله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب[27]

وخطورة الكذاب أن حاله يؤول للفجور وإذا فجر فقد ابتعد عن الهداية

{ لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب , فتنكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه كله , فيكتب عند الله من الكذابين }[28]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ إن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا} [29]

ففي هذه الأحاديث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب , وبين فيها عواقب وخطورة الكذب والتي منها

1- الكذاب المستمر على الكذب المتحرى له يكتب عند الله كذابا

المراد بالكتابة الحكم عليه بذلك وإظهاره للمخلوقين من الملأ الأعلى وإلقاء ذلك في قلوب أهل الأرض

2 - الكذاب تنكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه

أي الكذب يظهر ويؤثر في قلبه كله

3 – أنه يهدي إلى الفجور وبالتالي فجوره يهديه إلى النار

الفجور لفظاً جامع يراد به الانبعاث في مختلف أعمال الشر وأنواع المعاصي والأثام والتدفق إلى ارتكاب ما لا يحل للإنسان ارتكابه من عمل فهو الميل إلى الفساد , والكذاب عندما يحمله كذبه إلى ارتكاب أعمال الفجور هذه , أُلقي في الآخرة في النار عقاب على ذلك

ومن كان الكذب عنده خلقاً هان عليه أن ينكر الحق ولا يجد حرجاً في نفسه من ذلك بل ويدعي خلافه كذباً وبهتاناً استجابة لأهواء نفسه وتلبية لشهواته , كالمنافق 

وفي هذا التحذير من الكذب والتساهل فيه فإنه إذا تساهل فيه , كثر منه , فيعرف به

فالكاذب سافل لأنه مكتوب عند الله كذاباً ، وبئس هذا الوصف لمن اتصف به , إن الإنسان لينفر أن يقال له بين الناس يا كذاب , فكيف يقر أن يكتب عند خالقه كذابا ، وإن الكاذب لمحذور في حياته , لا يوثق به في خبر ولا معاملة ، وإنه لموضع الثناء القبيح بعد وفاته

فالتهاون بالكذب عنوان الرذيلة فالكذبة الواحدة تخرق السياج الحائل

بينه وبين الكذب حتى لا يبقى دونه حائل ، فالكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية ، فإذا وقعت فيه مرة , هان عليها شأنه , ثم تقع منه ثانية , فيهون عليها أكثر حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة ، فيكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا [30]

فقد دل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على أن خلق الكذب في حياة الإنسان قابل للاكتساب ، وقابل للتنمية والترسيخ ، عن طريق التدريب العملي المقترن بالإرادة الجازمة ، فقد جاء في كلامه

{وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً} وتحري ممارسة الكذب ظاهرة من ظواهر الإرادة الجازمة

وبتكرار ممارسة الكذب تكتسب العادة ، ثم تتحول العادة إلى خلق راسخ ، وعندئذٍ يُكتب عند الله كذاباً ، ومن غدا كذاباً هانت لديه معظم أعمال الفجور ، فدفع به الكذب إلى النار

وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب وفي هذه إشارة إلى أن من يتحرى الكذب بالقصد , صار له الكذب سجية , حتى يوصف به

وإذا كرر الرجل الكذب حتى استحق اسم المبالغة بالوصف بالكذب , لم يكن من صفات كمل المؤمنين , بل من صفات المنافقين 

فخطورة الكذب أنه يبلغ صاحبه للوقوع في قوله صلى الله عليه وسلم

{إذا كذب العبد فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل النار}[31]

لأن الكذب يركب في سلوك المرء أفجر الفجور وهو النفاق , ولما كان النفاق أفجر الفجور كان المنافق في الدرك الأسفل من النار

وللمنافق علامات أساس معظمها الكذب إذا حدث كذب

وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا ائتمن خان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر}[32]

وفي رواية {وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر} [33]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان} [34]

وقال تعالى :

{ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ(105)} النحل

عقوبة الكذاب في البرزخ

الكذاب يقيم عليه ملك في صورة رجل ليقطع أعضاء كلامه في القبر , فقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أراه جبريل وميكائيل أحوال بعض العصاة في قبورهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

{فانتهينا إلى رجل وإذا رجل قائم على رأسه وإذا بيده كلوب من حديد وهو يشرشر فمه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يفعل بالناحية الأخرى ما فعله بهذه الناحية فما يخلو منها , فإذا تلك الناحية كأصح ما كانت } [35]

وهذا العذاب إلى قيام الساعة لخطورة ما ينتج عن كذبه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

{رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة } [36]

عقوبة الكذاب في الآخرة

عقوبته يوم القيامة

{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ (60)} الزمر

ويقول صلى الله عليه وسلم في عقوبة الإنسان الذي يقول رأيت في منامي كذا وكذا وهو في الحقيقة كاذب

{ من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة }[37]

{من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل} [38]

التكليف هنا عقابه إذ لا يستطيع أحد أن يعقد بين شعيرتين كما يعقد بين حبلين

عقوبته في النار

ما جاء في صاحب ما يسمى في هذا الزمان بالتنكيت من وعيد لما فيه من سخرية واستهزاء بالأفراد والناس والمجتمعات كذباً 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له}[39]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{الويل وادي في جهنم } [40]

لأن هذا الفعل يجر إلى وضع أكاذيب ملفقة على أشخاص معينين يؤذيهم الحديث عنهم كما أنه يعطي ملكة التدريب على اصطناع الكذب وإشاعته فيختلط في المجتمع الحق بالباطل والباطل بالحق

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{إياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار }[41]

{إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار} [42]

الأمر بترك الكذب وتحري الصدق

وكان علاجاً من هذا الكذب الذي يبلغ بالعبد إلى كل هذه المهالك التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , الأمر بترك الكذب وتحري الصدق

ترك الكذب ولو كان في المزاح أو الجدال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقاً }[43]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المِراء وإن كان محقاً }[44]

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك يضمن له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم

{ أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً } [45]

تحري الصدق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة } [46]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة }[47]

البر كلمة جامعة تدل على كل وجوه الخير ومختلف الأعمال الصالحة مما هو زائد على فعل الواجبات وترك المحرمات الأمور التي تقتضيها مرتبة التقوى فأصله التوسع في فعل الخير , فالبر اسم جامع للخيرات كلها , ويطلق على العمل الخالص الدائم ومن كانت هذه أعماله كانت مثواه الجنة , فقوله وإن البر يهدي إلى الجنة , مصداقه في كتاب الله تعالى {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13)}الانفطار

{إذا صدق العبد بر ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة }[48]

إن الرجل ليصدق وفي رواية ويتحرى الصدق حتى يكون صديقا وفي رواية حتى يكتب عند الله صديقاً , المراد أنه يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق

وفي هذا الحديث حث على تحري الصدق وهو قصده والاعتناء به

وفي هذه إشارة إلى أن من توقى الكذب بالقصد الصحيح إلى الصدق صار له الصدق سجية , حتى يستحق الوصف به

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }

{ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }[49]

جزاء الصادق في الدنيا

قال النبي صلى الله عليه وسلم

{ أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة } [50]

{وفي قصة كعب بن مالك وما أداه صدقه في الحديث , إلى الخير الذي جعله بفضل من الله يذكر في الآية , بعد أن وقع له ما وقع , من ترك المسلمين كلامه تلك المدة حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت , ثم منّ الله عليه بقبول توبته , وقال في قصته , ما أنعم الله علي من نعمة , بعد إذ هداني للإسلام , أعظم في نفسي من صدقي , أن لا أكون كذبت

فأهلك كما هلك الذين كذبوا}[51]

الصادق يحبه الله ورسوله

عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قراد السلمي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم {فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على ما فعلتم قلنا حب الله ورسوله قال فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم }[52]

الصادق يطمئن قلبه

{ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة }[53]

فالصدق يهدي للبر والبر ما اطمأن إليه القلب أي سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه , والصدق يطمئن إليه قلب السامع , ويجد عنده سكوناً إليه , والكذب يوجب له اضطراباً وارتياباً 

والمؤمنون تطمئن قلوبهم إلى الصادق ولو لم يحلف , ولا تطمئن قلوبهم إلى من يرتابون فيه ولو حلف

فالصدق بريد الإيمان ، ودليله ، ومركبه ، وسائقه ، وقائده ، وحليته ،

ولباسه ، بل هو لبه وروحه , والكذب بريد الكفر والنفاق ، ودليله ، ومركبه ، وسائقه ، وقائده ، وحليته ، ولباسه، ولبه [54]

الصادق من خير الناس

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم

{من خير الناس ؟ قال ذو القلب المخموم واللسان الصادق , فقيل يا نبي الله قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم قال التقي النقي

الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد }[55]

جزاء الصدق في الآخرة

يوم القيامة ينفع الصادقين صدقهم

{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ (24)} الأحزاب

ودرجة الصدق تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين

قال تعالى :

{هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(11}المائدة

الصادق له الجنة

قال النبي صلى الله عليه وسلم

{ اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم

وكفوا أيديكم } [56]

قال النبي صلى الله عليه وسلم

{تقبلوا لي ستاً أتقبل لكم الجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد

فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم }[57]

ومن مضمون هذه الرسالة تبين أن علاج الكذب بالعلم والعمل

العلم بعواقب الكذب والعمل على تركه

والعلم بفضل الصدق والعمل على تحريه استجابة لقوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)} التوبة

 


[1] البخاري 6094 , مسلم 2607

[2] البخاري 6094 , مسلم 2607

[3] حسن أيوب 141 مع تصريف

[4] ابن القيم في الفوائد 1/152 مع تصريف

[5] البخاري 110

[6] البخاري 2692

[7] الترمذي 1938 قال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود 4920

[8] مسلم 2605

[9] الترمذي 1939 , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1939

[10] حبنكة 1/545

[11] حسن أيوب 145

[12] الأحياء طبعة الشعب 1590 مع تصريف

[13] ابن القيم مدارج السالكين 2/273

[14] البيهقي في الشعب 4811 , قوى إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح 10/524 , ضعفه الألباني في الترغيب 1748

[15] قال الحافظ ابن حجر في الفتح 10/524 أخرجه البيهقي في الشعب بسند صحيح وأخرجه عنه مرفوعا وقال الصحيح موقوف

[16] ابن القيم في الزاد 3/516

[17] {قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم . قيل له أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال نعم . قيل له أيكون المؤمن كذابا ؟ قال لا }

مالك 2/990 , الألباني في الترغيب 1752 قال مرسل ضعيف

[18] البخاري 1385

[19] أحمد 2/42 , وابن أبي الدنيا في الصمت 523 , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 2941

[20] أبو داود 4991, البيهقي في الشعب 4822 , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 2942  

[21] الحاكم 1/127 وصححه , وأبي يعلى 5363  وفيه {ولا يعد الرجل الرجل ثم لا ينجزه} , صححه الألباني في الأدب المفرد 299 , 387

[22] مسلم1/32

[23] مسلم في المقدمة 1/9

[24] أحمد 6/152 , وابن حبان 5706 , صححه الألباني في الترغيب2941 

[25] الحاكم 4/98 وصححه , صححه الألباني لغيره في الترغيب2941

[26] الترمذي 1972 وحسنه , وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت 480 , الألباني ضعفه في الترغيب 1758

[27] ابن القيم في الفوائد 1/ 153

[28] الموطأ 2/990 , الألباني ضعف وقفه في الترغيب 1747 , حسنه محققوا الترغيب 4323

[29] البخاري 6094 , مسلم 2607

[30] من خطب سماحة الشيخ العثيمين رحمه الله

[31] المسند 2/176 , صحح إسناده أحمد شاكر 6641 , ضعفه الألباني في الترغيب 1746

[32] البخاري 33 مسلم 59

[33] البخاري 34 ومسلم 58

[34] أبي يعلى 4098 , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 2938

[35] البخاري 1386 , 7047

[36] البخاري 1386

[37] الترمذي 2281 , وحسنه ابن حجر في الفتح 12/446والحاكم 4/392 وصححه , صححه الألباني في الصحيحة 2359

[38] البخاري 7042

[39] أبو داود 4990 , الترمذي 2315 وحسنه , حسنه الألباني في الترغيب2944

[40] الحاكم 2/507 , 4/596 وصححه ووافقه الذهبي

[41] الطبراني في الكبير , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2934

[42] ابن حبان 5704 , ابن ماجة 4184 , صححه الألباني في الترغيب2933 

[43] أحمد 2/352 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2939

[44] أبي يعلى , صححه الألباني لغيره في الترغيب  2940

[45] أبو داود 4800 , حسنه الألباني في الصحيحة 273

[46] ابن ماجة 4184 , ابن حبان 5704 , صححه الألباني في الترغيب2933

[47] الطبراني في الكبير , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2934

[48] المسند 2/176 , صحح إسناده أحمد شاكر 6641 , ضعفه الألباني في الترغيب1746

[49] البخاري 6094 , مسلم 2607

[50] المسند 2/177 , أ حمد شاكر صحح إسناده 6652 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2929

[51] ابن حجر في الفتح 10/523

[52] الطبراني , حسنه الألباني في الترغيب 2928

[53] الترمذي 2518 وقال حديث حسن صحيح , النسائي 8/327 , صححه الألباني في الترغيب 2930

[54] ابن القيم مدارج السالكين 2/512

[55] ابن ماجه 4216 , البيهقي في الشعب 6604 , صححه الألباني في الترغيب 2931

[56] أحمد 5/323 , ابن حبان 1/506 , الحاكم 4/359 وصححه , وابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق 116 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2925 

[57] أبو يعلى 4257 , الحاكم 4/359 , البيهقي في السنن 6/288 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2926