|
إن الإنسان عندما يفكر فيما يدور يوم الجزاء والحساب من الأمور المذهلة التي أخبر عنها مبعوث الرحمة رسولنا صلى الله عليه وسلم ويستحضر في خياله هذه الحقيقة التي تحدث في الأخرة عندما |
|
|
{يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ وهل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط }
إن الإنسان وهو يستحضر في مخيلته لهذا الأمر يجد عنده الرغبة في الإكثار من الطاعة والاقبال على كل عمل صالح ولو تحمل لأجله المشاق ويجد في نفسه الصبر على تحمل البلاء والفتن والأقدار المؤلمة ولا يجد في نفسه لذلك بئس للهدف الذي يسعى إليه وهو بلوغ الجنة
إن الإنسان عندما يتخيل أنه قد دخل الجنة ويرى الله العظيم وهو يخاطب أهل الجنة بما وضحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله { إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم} ثم تلا هذه الآية { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (26)} يونس}
الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم
إن هذا الأمر العظيم والإنسان يستحضره في مخيلتيه يكون سبباً في دفع الإنسان للإحسان بكل الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة بفضل الله ليتنعم برؤياه
فيكون هذا التخيل الإيجابي المبني على العلم والمعرفة قد رغبه في السعي لتحصيل النعيم العظيم الذي يتنعم به أهل الجنة وخاصة في دعوة الجمعة الموجهة لهم لزيارة ربهم
إن الإنسان عندما يتخيل أنه في الجنة وأنه مدعو لزيارة ربه في جمعة المزيد ليرى الله ضمن أهل الجنة الموفدون على ربهم بالصورة التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم وهو يقول أن جبريل عليه السلام قال له { الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال قلت لم تدعونه يوم المزيد قال إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني , فيسألونه الرضا فيقول الله عز وجل رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم , أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء , منها غرفها , وأبوابها مطردة فيها أنهارها , متدلية فيها ثمارها , فيها أزواجها وخدمها , فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة , ليزدادوا فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دعي يوم المزيد}
إن الأنسان عندما يستحضر في مخيلته هذا التخيل الإيجابي المبني على العلم والمعرفة أنه يرى ربه ضمن عموم المؤمنون وهم يرون ربهم في الجنة بأبصار باقية خالدة مدركة ويسعدون بذلك ويزدادون بهجة وحبوراً , ولا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه , حتى يحتجب عنهم , وتبقى فيهم بركته ونوره
إن الإنسان عندما يستحضر في مخلتيه رؤية أهل الحنة لله تعالى التي هي أحب إليهم مما هم فيه من النعيم وأقر لأعينهم في الجنة وأن الله يرفع موانع الإدراك عن أبصار أهلها فيرون الله جل في علاه على ما هو عليه من نعوت العظمة والجلال والبهاء والكمال والرفعة والجمال
إن الإنسان وهو يستحضر كل هذا في مخيلته سيسعى لكل عمل يؤدي به إلى تكريم نفسه لدخول الجنة والتنعم بالمزيد من رؤية ربه العظيم
بل سيجتهد أكثر في الإحسان لطاعة ربه أملاً في أن يكون ممن هم أفضل أهل الجنة منزلة لينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين
ويتمنى أن يكون من أكرم أهل الجنة على الله الذين ينظرون إلى وجه الله الكريم غدوة وعشية الذين يستحقوا رضوان الله