|
الإنسان المحسن للآخرين يعلم علم اليقين أن الله يراه ويعلم مبتغاه ويعلم ما يقدمه من إنفاق على الآخرين في فرحه وحزنه وكظم غيظه ويعلم أنه لا بد أن يشمل إحسانه العفو عن الناس |
|
|
ومقابلة إساءتهم بالحسنى سعياً وطمعاً في جنة الرحمن ليكون ممن يحبهم الله قال تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) } [آل عمران ]
وقد ضرب لنا يوسف عليه السلام المثل في الإحسان بالإنفاق في الضراء بإعطاء الميرة لمن كانوا يعانون من القحط والجفاف من البلاد المجاورة لمصر رغم الشدة التي كانت فيها البلد فكيف كان إنفاقه في السراء بنزل عشيرته للعيش بمصر
وضرب لنا يوسف عليه السلام المثل الأعظم في الإحسان عندما قابل أشد إساءة عرفت في التاريخ من إخوة لأخيهم بقوله لا تسريب عليكم ولم يكتفي بالعفو عنهم والصفح الخالي من العتاب ولكن حمل ما وقع منهم على الشيطان بقوله لقد نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إنه الإحسان الذي يحتاجه الإنسان الذي يريد أن يُكرم بمحبة الرحمان
الإنسان المحسن للآخرين يعلم علم اليقين أن الله يراه ويعلم مبتغاه ويعلم ما يقدمه من إنفاق على الآخرين ويعلم أنه لا بد أن يشمل إحسانه حسن المعاملة للآخرين بطلاقة الوجه لهم وحسن الابتسامة لهم وتكلف الكلمة الطيبة لهم وغير ذلك من المعاملات التي يقصد بها مرضاة الله سعياً وطمعاً في جنة الرحمن ليكون ممن يحبهم الله عز وجل القائل
{ يا ابن آدم ! إن تعط الفضل فهو خير لك وإن تمسكه فهو شر لك وابدأ بمن تعول ولا يلوم الله على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى }
إن الإنسان الذي يعلم أن الله يراه ويريد أن يحقق الإحسان للآخرين لا بد له أن يعلم بترغيب الله له في بذل الفضل للآخرين أي إعطاء الخير الزائد عن حاجته للمحتاجين أياً كان هذا الخير سواء مال إن كان غنياً وفاض منه بعد إنفاقه على أهله ومن يعولهم أو علم إن كان عالماً أياً كان علمه أو مجهود أو وقت لمن كان لا يملك المال أو غير ذلك مما يحتاجه المحتاجون
عند ذلك يجد مريد الإحسان نفسه طواعة لاسترضاء الله بعمل ما يرضاه ويكون محققاً للإحسان الترغيبي للآخرين المبني على العلم والمعرفة
ويجد الذي يريد تحقيق الإحسان في نفسه الرهبة والحذر من أمساك الفضل الزائد عنده من الخير الذي يتمتع به
ويجد عنده خوف من منعه للأخرين مستحضراً أن الله الذي أعطاه قادر أن يمنع عطاياه عنه بل وقادر أن يسلبها منه
إن هذه الرهبة تجعل الإنسان المحسن يخشى عواقب البخل والشح ومنع الإعطاء الذي يعرضه لشر لا يقدر عليه
فيكون الإحسان الحقيقي للمحسن الذي يستحضر أن الله يراه وهو يتعامل مع الآخرين عندما يبنى على العلم والمعرفة يكون لإحسان ترغيبي وترهيبي على النحو التالي
إحسان حقيقي ترهيبي من منع بذل الخير للآخرين
إحسان حقيقي ترغيبي لبذل الخير للآخرين