انتقادات
لابن عدي والرد عليها
ابن عدي هو أبو أحمد عبد
الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك بن القطان الجرجاني مولده سنة
277
قال عنه الذهبي هو
الإمام الحافظ الناقد الجوال وطال عمره وعلا إسناده جرح وعدل وصحح
وعلل وتقدم في هذه الصناعة على لحن فيه يظهر في تأليفه وهو مصنف في الرجال
وقال عنه كان أحد الأعلام وهو مصنف في الكلام على الرجال عارفاً بالعلل
وقال عنه السهمي كان
حافظاً متقناً لم يكن في زمانه مثله
وقال عنه ابن القطان
الحافظ الجرجاني أحد الأئمة
قال عنه ياقوت الحافظ
أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والراحلين فيه
وقال عنه السمعاني كان
حافظ عصره
وقال عنه الخليلي عديم
النظير حفاً وجلالة
وقال عنه الحافظ ابن
كثير الحافظ الكبير المفيد الإمام العلم الجوال النقال الرحال
وقال عنه الكتاني الحافظ
الكبير أحد الجهابذة المرجوع إليهم في العلل والرجال ومعرفة الضعفاء
من مصنفاته الكامل
علل الحديث أسماء
الصحابة
الانتصار على مختصر
المزني معجم في أسماء شيوخه
ثناء العلماء على كتابه
الكامل
قال السهمي سألت أبا
الحسن الدارقطني أن يصنف كتاباً في ضعفاء المحدثين قال لي أليس عندك كتاب
ابن عدي فقلت نعم قال فيه كفاية لا يزاد عليه
قال الخليلي له تصنيف في
الضعفاء ما صنف أحد مثله
قال ابن تيمية الكامل في
أسماء الرجال لم يصنف مثله
وقال ابن كثير الكامل في
الجرح والتعديل لم يسبق له مثيل ولم يلحق في شكله
وقال الكتاني هو أكمل
كتب الجرح وعليه الاعتماد فيها
انتقادات لابن عادي
*وصف
غير واحد من العلماء الحافظ بن عدي باللحن في العربية وأن ذلك يظهر في
مؤلفه أي الكامل
وذلك
صحيح لكنه – بحمد الله – غير مؤثر في شخصيته العلمية ولا في كتابه الكامل
وأحب أنبه إلى أمور
من هذه الأمور أنه قد نسب إلى اللحن - أو الضعف في النحو – جماعة من
الأئمة الكبار منهم بعض فقهاء المدينة السبعة ، وبعضهم من الأئمة الأربعة ،
وبعضهم من أئمة اللغة
فكما
لم يؤثر اللحن في هؤلاء – خاصة إذا نظرنا إلى تخصصهم وحاجتهم إلى النحو –
لم يؤثر في ابن عدي وإليك الأمثلة على ما ذكرنا وبعضها إن لم يكن صريحا في
ذلك فلا أقل من أن يصلح في الشواهد
1-
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق .. التابعي أحد فقهاء المدينة السبعة
أخرج
مسلم في صحيحه (كتاب المساجد ومواضع الصلاة (560/67 عن بن أبي عتيق قال :
تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثا وكان القاسم رجلا لحانا –
وكان لأم ولد – فقالت له عائشة : مالك لا تحدث كما يحدث ابن أخي هذا ؟ أما
إني قد علمت من أين أوتيت . هذا أدبته أمه وأنت أدبتك أمك
2-
إبراهيم بن يزيد النخعي .. التابعي أحد الأعلام
قال
الذهبي في ترجمته في الميزان (1/75 ): كان لا يحكم العربية وربما لحن
3-أيمن بن نابل ... من صغار التابعين
قال
يحيى بن معين ( رقم 375- رواية الدوري ) : ثقة ، وكان لا يفصح ، وكانت فيه
لكنة
4،5-
مالك بن أنس .. أحد أئمة المذاهب الأربعة ، وشيخه ربيعة الرأي
أ-
أخرج الخطيب في كتابه اقتضاء العلم العمل ( رقم 158 ): عن ابن أبي أويس ،
قال : حضر رجل من الأشراف عليه ثوب حرير قال
: فتكلم مالك بكلام لحن فيه ، قال : فقال الشريف: ما كان لأبوي هذا درهمان
ينفقان عليه ويعلمانه النحو ؟ قال : فسمع مالك كلام الشريف ، فقال : لأن
تعرف ما يحل لك لبسه مما يحرم عليك ، خير لك من( ضرب عبد الله زيدا ، وضرب
زيدٌ عبد الله )
ب-
أخرج الخطيب أيضا في كتاب الفقيه والمتفقه ( 2/29) : عن الأصمعي قال : ما
هبت عالما قط ما هبت مالكا حتى لحن فذهبت هيبته من قلبي ، وذلك أنني سمعته
يقول : مطرنا مطرا وأي مطرا فقلت له في ذلك ، فقال : كيف لو رأيت ربيعة بن
أبي عبد الرحمن ؟ كنا إذا قلنا له : كيف أصبحت ؟ يقول : بخيراً ..بخيرا ً
وإذا بمالك قد جعل لنفسه قدوة يقتدي به في اللحن
6-
أبو حنيفة النعمان بن ثابت ... أحد أئمة المذاهب الأربعة :
أ –
أخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه ( 2/28-29) بإسناده إلى الماروني قال :سمع
أبو عمرو أبا حنيفة يتكلم في الفقه ويلحن ! فأعجبه كلامه واستقبح لحنه ،
فقال : إنه لخطاب لو ساعده صواب ! ثم قال لأبي حنيفة : إنك أحوج إلى إصلاح
لسانك من جميع الناس
ب- أخرج الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد (13/332)بإسناده إلى إبراهيم الحربي
قال : كان أبي حنيفة طلب النحو أول أمره ، فذهب يقيس فلم يجيء ، وأراد أن
يكون فيه أستاذاً ، فقال : قلب وقلوب ،وكلب وكلوب . فتركه ، ووقع في الفقه
فكان يقيس ، ولم يكن له علم بالنحو ، فسأله رجل بمكة فقال له : رجل شَج
رجلا بحجر ؟ فقال : هذا خطأ ليس عليه شيء ، لو أنه حتى يرميه ب (أبا قبيس
) ! لم يكن عليه شيء
ج-
وأخرج الخطيب عقب الأثر السابق بإسناده إلى أبي يوسف قال : قال لي أبو
حنيفة إنهم يقرؤن حرفاً في ( يوسف ) يلحنون فيه ! قلت : ما هو ؟ قال
: قوله ( لا يأتيكما طعامٌ تُرزقانِهِ)فقلت فكيف هو ؟ قال : ( ترزقانُهُُ) !!
7-
بشر بن الحارث الحافي .. شيخ الإسلام
أخرج
الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل ( رقم 157) عن محمد بن المثنى السمسار
قال : كنا عند بشر الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العنبري ، وكان من
سادات المسلمين ، فقال له : يا أبا نصر أنت رجل قد قرأت القرآن وكتبت
الحديث فلم لا تتعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا تلحن ؟ ..
8-
أبو عبيدة معمر بن المثنى ... الإمام العلامة النحوي
قال
ابن قتيبة في المعارف ( 543) كان لا يقيم البيت إذا أنشده ، ويخطئ إذا قرأ
القرآن نظراً
9-
أبو حاتم السجستاني ... النحوي اللغوي المقريء
نقل
ابن خلكان في وفيات الأعيان ( 2/431) عن المبرد قوله : لم يكن حاذقاً في
النحو ، وكان إذا اجتمع بأبي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي
تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن يسأله عن مسألة في النحو
10-
الغزالي ... حجة الإسلام
ذكر
الذهبي في ترجمته في النبلاء ( 19 /326) نقلا عن عبد الغفار الفارسي من
كتابه السياق { وهو ذيل على تاريخ نيسابور كما في كشف الظنون ( 2/1011)} :
ومما كان يعترض به عليه وقوع خلل من جهة النحو في أثناء كلامه ، وروجع فيه
، فأنصف ، واعترف أنه ما مارسه ، واكتفى بما كان يحتاج إليه في كلامه ، مع
إنه كان يؤلف الخطب ، ويشرح العبارة التي يعجز الأدباء والفصحاء عن أمثالها
!
11-
محمد بن طاهر المقدسي .. الإمام الحافظ
نقل
الذهبي في ترجمته في النبلاء (19 /365 ) عن السلفي قوله : كان فاضلا يعرف ،
لكنه لُحنه ’ قال لي المؤتمن الساجي : كان يقرأ ويلحن عند شيخ الإسلام بهرة
، فكان الشيخ يحرك ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله
ونختم كلامنا ببعض ما أورده الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل {باب من كره
تعلم النحو لما يُكسب من الخيلاء والزهو }
(رقم
151) عن مالك بن دينار قال تَلْقَى الرجل وما يلحن حرفاً وعمله كله لحن
(رقم152) قال إبراهيم بن
أدهم أعربنا في الكلام فما نلحن ولحنا في الأعمال فما نعرب
وما ذكرناه سابقاً
مصدره مقدمة التحقيق من ص 6-11 لكتاب مختصر الكامل وهو مجلد واحد من890
صفحة للإمام
تقي الدين أحمد بن علي المقريزي عاش ين سنة 766-845 هجرية ووحققه وعلق عليه
أيمن بن عارف الدمشقي طبعة 1415 لمكتبة السنة بالقاهرة