بينت الشريعة أن من ابتلاه الله ببلاء في جسده له أنواع من الأجور
أثناء مدة مرضه حيث يكتب له مثل أجره وهو صحيح , مع الشفاء بعد
المرض حيث يغسله الله ويطهره كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله ’’إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال
الله عز وجل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله
وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه ،، (
[1] )
وإذا صبر مع مرضه ولم يشتكي الله إلى خلقه كتب له الشفاء وبدل جسمه
بجسم خيراً منه وبدل دمه بدم خيراً دمه وجعله يستأنف عمله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’قال الله تبارك وتعالى إذا
ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته
لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل ،، (
[2] )
وكل هذا لترغيب العبد في الصبر وتحذيره من الشكوى وليس من الشكوى
قول المريض إني وجع أو وا رأساه إذا اشتد به الوجع ونحو ذلك , لإن
الألم لا يقدر أحد على دفعه والنفوس مجبولة على وجدان ذلك فلا
يستطاع تغييرها عما جبلت وإنما كلف العبد أن لا يقع منه حال المرض
أو المصيبة ما له سبيل إلى تركه كالمبالغة في التأوه ومزيد الجزع
والضجر وأما مجرد الشكوى فلا
فبين النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرواية أن من ابتلاه الله
ببلاء في جسده له أنواع من الأجور بعد المرض وهي الشفاء وتبديله
بجسم خير من جسمه ودم خير من دمه والعودة للعمل
فتكون الأجور التي جاءت في مجموع الروايات السابقة أنواع منها :