كان الفضل بن يحي باراً بأبيه ، وكان أبوه لا يتوضأ إلا
بماء ساخن ، فمنعه السجان حينما كان في السجن من الوقود في ليلة باردة
فلما أخذ الأب مضجعه من النوم ، قام الفضل إلى إناء من النحاس مملوء
بماء فأدناه من المصباح حتى استيقظ والده فتوضأ بالماء الساخن ، وروي
أن السجان منعه من تسخين الماء بالمصباح ، فعمد الفضل إلى الإناء فأخذه
في فراشه والصقه بأحشائه حتى أصبح وقد فتر الماء
وقيل لعمر بن ذر كيف كان بر ابنك ، قال: ما مشيت نهارا
قط إلا
مشى خلفي ، ولا ليلاً إلا مشى أمامي ، ولا رقى سطحاً
وأنا تحته