|
||||
|
||||
|
الحمد الله الذي { خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (21) } الروم ولكي تدوم هذه المودة والرحمة التي بها تحصل السكينة أمر تعالى بمسلك عظيم فقال{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19) } النساء وهو طيب قول الرجل للمرأة وحسن فعله وهيئته لها بحسب قدرته كما يحب ذلك منها فليفعل هو بها مثله فإن {لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (228)} البقرة والصلاة والسلام على نبي الرحمة القائل { استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم }[1] أما بعد : فهذه رسالة تبين ما ينبغي أن يقدمه الرجل للمرأة والمرأة للرجل من حسن معاشرة وهي خاصة لمن يريد أن يحيا حياة زوجية سعيدة ترضيه وتسره , وترضي ربه فيجد عليها الأجر كتبها
عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب بسم الله الرحمن الرحيم علاج الزوج لزوجته وعلاج الزوجة لزوجها غاية عظيمة يسعى لنيلها كل زوجين يريدان الحياة الزوجية السعيدة الهنيئة , والرجل أو المرأة يستطيعان الوصول لهذه الغاية بكل سهولة ويسر وذلك من خلال معرفة كلاً منهما ما ينبغي أن يقدمه لسكنه مع الأخر من حسن معاشرة مبنية على تقوى الله ثم يقدم كلاً منهما للآخر أحسن ما عرفه وهذا العلاج في مضمون العمل بما جاء في المباحث الأربعة الآتية ويشمل ما يقدمه الرجل من حسن معاشرة النساء قبول الوصية بالنساء لورود الخطأ عندهن لوجود العوج في فطرتهن توجيه نظره لما يرضيه في المرأة والغض عما لا يرضيه منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {خياركم , خياركم لنسائهم}[2] وقال صلى الله عليه وسلم { خيركم , خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي}[3] وقال صلى الله عليه وسلم : {أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله}[4] جعل لنا النبي صلى الله عليه وسلم معيار لمعرفة أخير الناس حيث بين أن أخير الناس من كان خيره لنسائه وبين لنا أن هذا حاله صلى الله عليه وسلم مع نسائه لنقتاد به لأن حال الرجل مع الناس وخاصة الوجهاء منهم في معاملته لهم فإنها تتسم في غالب أحوالها بالتصنع والمجاملة محافظة على سمعته بين الناس وحرصاً على مكانته وكي يثنى عليه ويذكر بالخير , والمسلم يندب له هذا التصنع والمجاملة ومأجور على ذلك إن ابتغى به وجه الله فإذا كانت هذه المعاملة نفسها يقدمها لنسائه فيتصنع لهن ويتكلف لهن الكلمة الطيبة فهو من خيار الناس ومعدنه وطبعه طيب وأما إن غير هذه المعاملة الطيبة وكانت معاملته مع نسائه غير معاملته مع الناس لا يتكلف لنسائه وبطبعه يشعر أنه ولي نعمتهن ويريد أن يكون صاحب الأمر وهن صاحبات السمع والطاعة دل ذلك على أنه ليس من خيرت الناس فلينتبه الرجل لهذا المعيار النبوي {خيركم خيركم للنساء}[5] الوصية بالنساء لورود الخطأ عندهن بسبب العوج في فطرتهن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه }[6] وقال صلى الله عليه وسلم : { استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء}[7] وقال الله تعالى:{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا(1)}النساء فالله تعالى بين أنه خلق آدم وخلق منه زوجته حواء , وبين ابن عباس {إن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم}[8] وبين النبي صلى الله عليه وسلم {إن المرأة خلقت من ضلع}و{إِنهن خلقن من ضلع} وهذا معناه أن النساء خلقن من أصل شيء معوج ، وأنها عوجاء مثله لكونه أصلها منه [9] وفي بيانه صلى الله عليه وسلم أن المرأة خلقت من ضلع أي : عوجاء لأن الضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه وأعلى ما في المرأة رأسها الذي فيه مواطن تفكيرها وأوهامها وتصوراتها ولسانها الذي ينطق التعبير عن هذا فيحصل منه الأذى وإذا كان هذا من طبعها الذي فطرت عليه , كان من واجب الرجل أن يصبر عليها ويتحمل منها آثار عوجها الفطري في السلوك [10] فالمرأة ليست مطالبة بالكمال كالرجل بل من فيهن الكمال من النساء معدودات , مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون[11] أما الشيء الذي خلقت من أجل أن تحويه فهي تحسن فيه , فهي خلقت من ضلع ومعلوم أن الضلع أرق عظام الإنسان وألينه ، والضلع وعاء ما في الصدر والضلع يحوي بداخله القلب موطن الحنان والأنس موطن العاطفة والضلع في تكوينه ذو عوج ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن المرأة خلقت من رقة ، ومع الرقة اعوجاج وهذا الاعوجاج فيها مناسب لما خلقت من أجله إذ خلقت لتكون وعاء العاطفة والحنان والإيناس ، ولابد أن يظهر عوجها في أعلاها ، أي في لسانها وفكرها ، إذ لابد أن تتغلب جوانب عاطفتها والتي تتقنها على المنطق الفكري السليم الذي عندها فيه خلل [12] والشريعة عندما بينت أن المرأة بطبيعتها وفطرتها مستعدة لأن تقع في الخطأ أكثر من استعداد الرجل , كان على الرجل أن يدرك أن أخطاء المرأة أمر طبيعي فلا يكثر من اللوم والتأنيب والمؤاخذة بل يتساهل ويتسامح [13] وفي هذا ملاطفة النساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وأنه لا يطمع باستقامتهن [14] لقوله صلى الله عليه وسلم { إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة }[15] فبعد أن تبين استحالة استقامتها , فالذي يريد امرأة بدون أخطاء يطلب مستحيل لا يتحقق فعلى الرجل أن يقبل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في النساء ويعاملهن على أنهن عوان أي أسيرات ضعيفات لا تملك العضلات وكل ما تملكه البكاء الذي له التأثير على القلب وليس النساء الزوجة فقط كما تصرفها أعراف الناس فيحملونها هي الاعوجاج , بل جنس النساء ومن هن النساء ؟ الأم والأخت والجدة والابنة والعمة والخالة , فالأم وقعت في الاعوجاج وربما لازالت وستقع الابنة فيه , فكلهن جنس النساء وتكثر أخطائهن وهذا العوج الفطري عند النساء عموماً سواء كانت المرأة على دين وخلق أو غير ذلك من النساء والتي قد تحمل مع هذا العوج الفطري سلوك غير طيب , فبعض النساء شرسة وقد تسبب مضايقات وحرج شديد للرجل ولذا قال صلى الله عليه وسلم لأفضل النساء وهن الصحابيات {ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحدكن }[16] {ما رأيت من ناقصات عقل ودين أَغْلَبَ لِذَوِي الأَلْبَابِ وَذَوِي الرَّأْيِ منكن . قالت امرأة منهن وما نقصانُ عقلها ودينها ؟ قال: شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل ونُقصانُ دينكم الحيضة فتمكث إحداكن الثلاثة والأربع لا تصلي }[17] ليُبين صلى الله عليه وسلم أن النساء يُسببنّ إذهاب عقل الرجل الحازم الضابط لأمره ، حتى يفعل أو يقول ما لا ينبغي ومع نقصانُ عقلهن وقد علمنا الخلل في مواطن تفكيرهن ونُقصانُ الدين لأن إحداهن تمكث الأيام لا تصلي ولا تصوم أثناء الحيض وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومِهن على ذلك لأنه من أصل الخِلقة ، لكن للتنبيه وليقبل الرجال وصيته صلى الله عليه وسلم الرجال بهن حيث قال في حجة الوداع {ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة }[18] وما دام أن خطأ المرأة في غير الفاحشة فعلى الرجل أن يعلم أن حسن العشرة معهن واجب عليه وأنه مأمور بإكرامهن والإحسان إليهن والرفق بهن على عوجهن والعطف عليهن وعدم ظلمهن ويستحب له أن يتحمل الأذى منهن لأن صحبة النساء أهدأ للنفس وأهنأ للعيش وخطأ المرأة ليس في الفاحشة فالفاحشة لها حدود شرعية والمرأة ربما تخشى على عرضها أكثر من خوف الرجل على عرضها وليس معنى هذا ترك إصلاحهن وتقويمهن , ولكن معناه ضرورة اتخاذ الحكمة في سياستهن , مع ملاحظة أن الاستقامة الكاملة لا ترجى منهن , فعلى الرجال أن يستوصوا بهن , وذلك بالرفق في تأديبهن وتربيتهن , وبمراعاة طبيعتهن , وبعدم القسوة عليهن والعنف في تقويمهن [19] الرجل العاقل ينظر لما يرضيه في المرأة ويغض عما لا يرضيه منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر}[20] لا يفرك مؤمن مؤمنة: أي لا يبغض مؤمن مؤمنة نبه ا لرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على جانب من جوانب الواقع الإنساني وهو أن كل إنسان فيه جوانب ترضي وفيه جوانب لا ترضي والعاقل هو الذي يوجه نظره وإعجابه إلى ما يرضيه ممن يخالطهم ويغضي عما لا يرضيه منهم فإن كان مما يمكن معالجته وإصلاحه عمل على تهذيبه بالتربية الحسنة وبذلك يعيش راضياً سعيداً وبذلك يستطيع أن يكف نفسه وقلبه عن الكراهية والبغض ويتعايش مع الآخرين بالرضا والتسامح وهكذا يستطيع الرجل أن لا يكره المرأة وإن كان فيها من الأخلاق أو الصفات ما لا يعجبه والرجل العاقل يستطيع أن يقنع نفسه بأنه لا تخلوا امرأة من عوج فعليه أن يصبر على عوجها مادام يرضيه منها جوانب حسنه ومادامت ذات دين وخلق , ويقنع نفسه بأن تقويم عوجها من الأمور المتعذرة فهو في جوهر فطرتها ومادام الرجل يتقي الله في معاملته للنساء ولا يقصد بحسن العشرة هذه إلا ابتغاء وجه الله الذي أمره أن يقدم هذه المعاملة فإن الله سيصلحها له ويصرف قلبها لرضاه وبعد أن تبين للرجل مما سبق ما عليه أن يقدمه من معاملة لنسائه عموماً , فعليه أن يجمع مع هذا كله ما عليه أن يقدمه من معاملة للزوجة خاصة كما سيأتي في المبحث التالي المطلوب من الرجل مع زوجته الرجل مطالب أن يتحمل الأذى من زوجته , وأن يحفظها من أذاه , وأن يرفه عنها , ويحمد الله على نعم الزوجة على النحو التالي : أولاً : الرجل عليه أن يتحمل بصبر ما يصدر من زوجته من الأمور الآتية : 1- الرجل عليه الصبر على ما لم يجده من أمور ذوقية في زوجته 2- الرجل عليه تحمل نكران زوجته لخيره عليها 3- الرجل يصبر على ما يصدر من لسان زوجته من أذى 4- الرجل عليه غض النظر عن اعوجاج زوجته 5- الرجل يعذر امرأته في مخالفتها له بتزينها لما لا يرضاه 6- الرجل عليه الابتعاد عن التشدد في تهذيب المرأة لأنه إقبال على الطلاق 7- الرجل عليه أن يلين الجانب لامرأته رغم عوجها كي يعيش بها 8- الرجل يتحمل غضب امرأته عليه ثانياً : الرجل عليه أن لا يؤذي زوجته ويقيها من الأمور الآتية : 1- من النار 2- الخداع في حقوقها 3- إهانة الزوجة أو تقبيحها 4- ضرب الزوجة 5- ظلم الزوجة أو التعدي عليها إن أطاعته 6- ما يدور بينها وبين زوجته في الفراش خصوصاً 7- إعطاء مجال للآخرين في أن يفسدوا عليه حياته الزوجية 8- العدو اللدود الذي يسعى لتطليق امرأته 9- تتبع عورات أهله 10- التطلع لغير زوجته 11- انشغال باله بامرأة غير زوجته 12- الغيرة على امرأته في غير ريبة ثالثاً : الرجل عليه تهيئة المجال للترفيه عن الزوجة ببعض مروحات النفس 1- تهيئة المجال لزوجته مع من يتوافق معها من جنسها 2- إعطاء الزوجة بحبوحة من اللهو المباح 3- افتعال مسابقات يشارك فيها زوجته 4- توفير ما تحتاجه الزوجة من الألعاب مع المشاركة ومراعاة سنها وعقلها 5- يمكنها من ملاعبته رابعاً : حمد الله وشكره على هذه النعم 1- سعادته الزوجية بالمرأة الصالحة وشعوره بالأمان على أمواله وعرضه 2- مساعدة زوجته الصالحة له في نصف دينه خامساً : المقبل على الزواج يراعي هذه الصفات في المرأة 1- يقدم صاحبة الدين وإن جمعت صفات أخرى كان أعظم 2- الرجل يقدم البكر مع الدين والصفات الأخرى 3- يقدم الولود الودود وإن جمعت صفات أخرى 4- سؤال الله أن يرزقه خير زوجته أولاً : تحمل ما يصدر من الزوجة والصبر على أحوالها على النحو التالي 1- الرجل عليه الصبر على ما لم يجده من أمور ذوقية في زوجته يقول تعالى : { فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) } النساء إشارات نفيسة وعظيمة إلى أمور تشتمل عليها المقادير الربانية لأن كراهة النفس لبعض الأشياء قد لا تعتمد على ما في الأشياء من شر أو ضرر بل تعتمد في أكثر أحوالها على أمور ذوقية أخرى تجد فيها النفس ما تشتهي وتهوى من حلاوة أو طلاوة أو خفة أو جمال أو رشاقة أو رقة أو ذكاء أو عذوبة منطق أو نحو ذلك مما تميل إليه النفس أو تستمتع به الحواس وكثيراً ما تكون هذه الأمور الذوقية البحتة سبباً لمتاعب كثيرة أو سبباً لشر الزوج وشقائه فقد يكره فيها عدم الرشاقة والخفة ويجعل الله في عدم وجود هذه الأشياء همة وعافية فتكون عفيّة تخدمه وتخدم أولاده وهي في كامل النشاط وقد تكون من عندها خفة ورشاقة ليس عندها عافية وكل وقتها نائمة في خمول وكسل وقد يكره فيها عدم عذوبتها في الكلام والمنطق ويجعل الله في عدم وجود هذه الأشياء طاعتها له كلما طلب أو أمر بشيء قالت نعم وحاضر ونفذته وربما فعلت ما يريد قبل أو بدون طلبه , وقد تكون من عندها عذوبة لديها من العظمة والكبر ما تتعالى به عليه فكثيراً ما تكون الأشياء المكروهة مشتملة في بواطنها أو في نتائجها على خير كثير وكراهيتها إنما حصلت بسبب خلوها مما تميل إليه نفسه أو تستمتع به الحواس من مشتهيات فكم من امرأة لم تأتي على مزاج الرجل وذوقه وليس فيها سوء خلق أو ضعف دين أو قلة حياء أو قلة أمانة لأنه عندما تزوجها تزوج فيها ما يرغب في الزواج من المرأة وهي الأشياء الظاهرة مالها , دينها , جمالها , حسبها , أما المسائل الذوقية البحتة هذه التي من بواطن الأمور ومن المقادير الربانية لا يعلمها الرجل فإذا لم يجد فيها ما يريده من هذه الأمور الذوقية وصبر عليها وعاشرها بالمعروف , الله تعالى يجعل له فيها خيراً كثيراً يجعلها له عفيفة شريفة صيّنة معينة له على السراء والضراء وحافظة له ولماله ولولده وتنبت له ذرية صالحة يسعد بها 2- الرجل عليه تحمل نكران زوجته لخيره عليها نبه النبي صلى الله عليه وسلم الرجال بواقع حال المرأة إذا غضبت من نكرانها لخير زوجها حتى لا يحزن الرجل إذا وجد من زوجته ذلك فبين أن النساء{يَكْفُرْنَ الإحسان لو أَحسنت إلى إحداهن الدهر ثُم رأَت منك شيئا قالَت ما رأَيْتُ منك خيراً قَط}[21] وهذا من الشريعة توضيح للرجل حتى يجد عذر لامرأته لأن النساء مهما كان فيهن من الصلاح إلا أنهن يكفرن العشرة فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده إليهن بالسلام فقال إياكن وكفران المنعمين قالت إحداهن يا رسول الله أعوذ بالله من كفران نعم الله قال بلى إن إحداكن تطول إيمتها ويطول تعنيسها ثم يرزقها الله عز وجل البعل ويفيدها الولد وقرة العين ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط فذلك من كفران نعم الله وذلك من كفران المنعمين }[22] وفي لفظ أخر لها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى النساء في جانب المسجد فإذا أنا معهن فسمع أصواتهن فقال يا معشر النساء إنكن أكثر حطب جهنم فناديت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت جريئة على كلامه فقلت يا رسول الله لم , قال إنكن إذا أعطيتن لم تشكرن وإذا ابتليتن لم تصبرن وإذا أمسك عليكن شكوتن وإياكن وكفر المنعمين فقلت يا رسول الله وما كفر المنعمين قال المرأة تكون عند الرجل وقد ولدت له الولدين والثلاثة فتقول ما رأيت منك خيرا قط }[23] فعلى الرجل أن يتحمل عدم شكر زوجته على ما يقوم به نحوها وعدم صبرها على البلاء وكثرة شكوتها في الإمساك عليها وإنكارها لخيره ويعذرها لأن الشريعة بينت أن ذلك يحدث من النساء ولو كن من أصحاب دين وصلاح 3- الرجل يصبر على ما يصدر من لسان زوجته من أذى الرجال عندما يكونوا أشداء في قيادة أنفسهم رحماء وأتقياء في تحمل الضعفاء وأخطائهم تجدهم في استجابة عظيمة للشريعة عندما تدفعهم لتحمل اعوجاج المرأة وخاصة فيما يصدر من الزوجة من أخطاء , فتجد الرجل من هؤلاء يعاملها برحمة ويراعي أن له منها الولد ويراعي مدة زواجهما ولو كان لسان المرأة لا يخرج إلا الفحش ويعلم أن في صبره على هذا ووعظه إياها بالحسنة يتحرك الخير الذي عندها وتقبل عليه وتفعل ما يرضيه وبعض الرجال الذين قد يتحملون أشياء وأشياء لا يستطيعون تحملها مثل سلاطة لسان المرأة الدائم فقد أباحت الشريعة لهم طلاقها كما جاء عن لقيط بن صبرة قال { قلت يا رسول الله إن امرأتي في لسانها شيء , يعني البذاء , قال طلقها قلت إن لي منها ولداً , ولها صحبة قال فمرها , يقول عظها فإن يك فيها خير فستقبل , ولا تضربن ظعينتك ضربك أمتك } [24] ومع مراعاة الشريعة للنفوس التي تتحمل أشياء وأشياء لا تتحملها بينت أن الرجل القوي الشخصية حقاً هو الذي لا يقدم شخصيته ومكانته ووضعه ولكن يقدم مقابلة أخطاء الضعفاء بالعفو والصفح والإحسان فيقابل ما يصدر من الزوجة برحمة , كعمر ابن الخطاب الذي من هيبته كانت النساء إذا شاهدنه وهن في مجلس رسول الله يتحشمن منه ويعقب رسول الله على ذلك بالعذر للنساء لأن عمر يهرب الشيطان من طريقه الذي يمشي فيه {استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أضحك الله سنك ما يضحكك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب فقال عمر فأنت يا رسول الله بأبي أنت وأمي كنت أحق أن يهبن ثم أقبل عليهن فقال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه يا ابن الخطاب والذي نفس محمد بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك}[25] ومع ذلك كيف كان عمر يرحم زوجته جاء رجل يشتكي امرأته ولسانها لأمير المؤمنين عمر فلما بلغ بيت عمر فإذا هو يسمع امرأة عمر تتلسن على عمر فرجع الرجل فأحس به عمر فقال ما جاء بك قال جئت أشكي لك امرأتي فسمعت امرأتك فقال عمر إنها أنجبت لي الولد وترضعه وترعاه لي وتنظف لي ثيابي هذه هي الرحمة من عمر بزوجته على شدته ومكانته ومع هذا كان يوصي بناته بطاعة أزواجهن يقول عمر{ وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت خابت من فعل منهن بعظيم ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت خابت وخسرت أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين }[26] تبين من هذه القصة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كنّ يَرُدَّنَّ القول على رسول الله بل ويهجرنّه وهو من ؟ هو أفضل الخلق أجمعين صاحب المقام المحمود ومن اللاتي صدر منهنّ ذلك ؟ أمهات المؤمنين أفضل نساء الأمة فالرجل عندما يجد زوجته ترد عليه قوله لا يحزن فقد حدث لمن هو أفضل منا جميعا وكان يصبر , وصدر ذلك من زوجات رسول الله ولا شك أنهن أفضل من نسائنا وكما أن الشريعة منحت الرجل القوامة على المرأة أباحت للرجل الذي يريد أن يتنازل لامرأته عن بعض حقوقه من القوامة من أجل استمرار الحياة الزوجية فلا حرج للرجل إذا وجد زوجته من أهل بيت نسائهم من نوع نساء الأنصار أي من النوع التي يرجع إليها إدارة الأمور فمع أن عمر يميل إلى أن تكون زمام الأمور مع الرجل إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت عندما أخبره عمر ولم ينكر على رجال الأنصار أن يكون هذا حالهم بل تبسم قال عمر { كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم }[27] والزوج الذي يعلم أن المرأة تريده رجل صاحب شخصية قوية مع إحسانه إليها فيفعل ذلك كان أفضل , لأن المرأة تحب أن تشعر دائماً أنها تستند إلى رجل له شخصية قوية ذات قوة نفسية وذات اعتزاز بكلمتها وحريتها وكرامتها لأن هذا النوع هو الذي يستطيع أن يحمي المرأة 4- الرجل عليه غض النظر عن اعوجاج زوجته الرجل مطالب أن يغض نظره عن عوج امرأته ويستمتع بها على كل ما فيها من اعوجاج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج }[28] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن المرأة كالضلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج }[29] 5- الرجل يعذر امرأته في مخالفتها له بتزينها لما لا يرضاه الرجل عليه أن يتحمل من امرأته مخالفتها له في الأمور الدنيوية فقد حسنت حواء أمنا جميعاً لآدم أمر ارتبط بطاعة الله الغفور الرحيم الذي تاب عليهما ومع ذلك أمسك آدم عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر}[30] إنها أم النساء فأشبهنها أي لولا خيانتها في مخالفتها لم تخالف أنثى زوجها الدهر وكأن الخيانة تحصل من العوج الذي في طبعها في جبلتها لم تخن أنثى زوجها لما وقع منها في تزينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع ذلك وليس المراد بالخيانة الفواحش حاشى وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وقد سرت فيهن الخيانة فقلما تسلم امرأة من خيانة زوجها بفعل أو قول وهو إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى ، وأن ذلك من طبعهن [31] 6- الرجل عليه الابتعاد عن التشدد في تهذيب المرأة لأنه إقبال على الطلاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها}[32] الحياة مع النساء في العادة لا تستقيم على وتيرة واحدة فإن فيها شيئا من العوج فعلى الرجل مراعاة أحوال المرأة وطبيعتها فمعظم النساء تسوء أخلاقهن خاصة أثناء الحمل وبعد الولادة وأثناء الدورة الشهرية إذ يقل صبرهن وتكثر مشاكلهن لهذا يوطن الرجل نفسه خاصة في هذه الفترات على أن لا ينجرف مع ما يراه أو يسمعه من إحداهن من ألفاظ غير لائقة أو جفاء في المعاملة خاصة إن لم يكن ذلك السلوك من طبيعتها وسجيتها إنما هو طاريء عليها , وقد لا ينتبه لهذا ويصر على تقويمها من ليس عنده سياسة في معاملة النساء مما يؤدي به إلى طلاقها 7- الرجل عليه أن يلين الجانب لامرأته رغم عوجها كي يعيش بها الرجل عليه أن يلين الجانب لامرأته , أي يعاملها بمدارة رغم عوجها كي يعيش بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن المرأة خلقت من ضلع فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء}[33] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها}[34] فيستحب المداراة لاستمالة النفوس وتأليف القلوب , وسياسة النساء تحتاج صبر على عوجهن ، والذي لا هم له إلا تقويمهن يفوته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإِنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ، فكأن الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها { إن المرأة خلقت من ضلع ، فإن تُقمهَا كسرتَهَا فدارِهَا فإن فيها أود وبلعة ( فيها عوج مبلوع )}[35] وكل ما سبق مما رغبت الشريعة الرجل فيه لترقيق قلبه على زوجته يستطيع كل رجل أن يأتي به , والذي يتوهم أنه لا يقدر على ذلك فأن الشريعة كما تراعي القدرة تراعي صاحب الأوهام في زوجته فالرجل الذي توهم أن زوجته لو اختلى بها أحد لا تمنعه ولا ترده مع أنها في الحقيقة لم يحدث منها ما توهمه إلا أن الشريعة راعت نفسيته وأباحت له الطلاق فقد أتى رجلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال{ يا رسول الله إن امرأتي لا تدع يد لامس قال طلقها , قال إني أحبها وهي جميلة قال فاستمتع منها }[36] لما تبين للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يستطيع أن يتغلب على أوهامه ويتعامل بالحقيقة قال له استمتع منها لأن حقيقة المرأة أنها لم تقع في فحش , ومراد الرجل بكلامه أن سجيتها لا ترد يد لامس لا أن المراد أن هذا واقع منها وأنها تفعل الفاحشة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأذن في مصاحبة من هذه صفتها فإن زوجها والحالة هذه يكون ديوثاً , ولكن لما كانت سجيتها هكذا على توهمه ليس فيها ممانعة ولا مخالفة لمن أرادها لو خلا بها أحد , أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بفراقها , فلما ذكر أنه يحبها أباح له البقاء معها لأن محبته لها محققة ووقوع الفاحشة منها متوهم فلا يصار إلى الضرر العاجل لتوهم الآجل [37] فالذين لا يستطيعون أن ينصرفوا عن توهمهم في نسائهم ويقدمون الوهم على الحقيقة أباحت لهم الشريعة الطلاق إن كان فيه راحة أنفسهم , وأما الذي لا يجري وراء أوهامه ويقدم الحقيقة على التوهم فهو ممن تحمله تقواه على تحمل الضعفاء وأخطائهم وأشد الضعفاء المرأة وأكثر الأخطاء اعوجاجها والصابر على عوجها يكون من الرجال الأشد تقوى لله وصبرا على الضعفاء ابتغاء وجه الله وتقديم رضا الله على رضا نفسه , وهذه النوعية من الرجال تفهم من مخاطبة رسول صلى الله عليه وسلم الرجال لترقيق قلوبهم على النساء أن هذا ترغيب شديد للرجال في العفو والصفح , فمن وصيته صلى الله عليه وسلم { استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح }[38] يعلم الرجل أنه في حالة إتيان المرأة بفاحشة مبينة رغبته الشريعة في أن يعاقب بالهجر في الجماع وبضرب دون أذي , فما كان غير الفاحشة فهو أهون فيعلم أن عليه أن يتساهل ويتسامح في غير ذلك ومع ترغيبه صلى الله عليه وسلم للرجال في العفو والصفح بينت الشريعة أنه عند وقوع فاحشة بالفعل من المرأة فإن الزوج يلاعنها أو على الأقل يطلقها , بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أشاد بغيرة سعد قال سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيفِ غير مصفَّحٍ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: { أتعجبون من غيرة سعد أنا أغير من سعد والله أغير }[39] فالرجل عليه أن يستمتع بامرأته على كل ما فيها من عوج ويترك ما يتوهمه في الزوجة من اعوجاج مادام أنها في الحقيقة لم تقع فيما توهمه فعليه أن يتعامل معها على الحقيقة 8- الرجل يتحمل غضب امرأته عليه الرجل يعلم أن المرء قد تأتي عليه أوقات تتقلب فيها نفسه فيتحمل على غيره وربما تحمل على أقرب الأقربين بل ربما يتحمل على نفسه فإذا وجد إن زوجته غضبة عليه أو تحملت عليه فلا يحزن ولا يقول إنها لا تحبني أو هذه المرأة تكرهني بل عليه أن يجد لها العذر على إن ذلك يحدث بل حدث من أفضل النساء من عائشة أم المؤمنين وكانت تجد على من ؟ على رسول الله أفضل الخلق أجمعين ومع ذلك كان يغض النظر فإذا جاءت ساعات أنس بينهما أخبرها باستقراء حالها معه وعند ذلك سيعلم أنها تحبه عن عائشة رضي الله عنها قالت {قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليّ غضبى , قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت غني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك}[40] فغيرة النساء تحملهنً على الغضب , كمغاضبة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم والتي هي من الغيرة المعفي عنها للنساء في كثير من الأحكام لأن المرأة وقت الغيرة لا تدري بشيء {ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله}[41] ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وسلم وهجره كبيرة عظيمة ولهذا قالت لا أهجر إلا اسمك ، فدل على أن قلبها وحبها كما كان [42] وعائشة أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي سلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة , ومرادها أنها كانت تترك التسمية اللفظية ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة ومحبة [43] فالمستحب للرجل عندما يستقرء حال زوجته من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه , ويجد شيء لا يرضيه ينتظر أوقات الأنس ويبين لها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثانياً : الرجل عليه أن لا يؤذي زوجته ويقيها من الأمور الآتية : النار , الخداع , الإهانة , الظلم , الضرب , إفشاء ما يدور في الفراش , إعطاء مجال للآخرين في أفساد حياتهما الزوجية , العدو اللدود الذي يسعى لتطليق امرأته , تتبع العورات , إدخال غيرها في نفسه , الغيرة لمجرد الشكوك 1- الرجل مسئول عن وقاية زوجته من النار { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم فالرجل عليه أن يعمل بطاعة الله ويتقي معاصي الله وعليه أن يأمر زوجته بالذكر ويوصيها بتقوى الله ويأمرها بطاعة الله وينهاها عن معصيته , وإذا رأى منها معصية لله زجرها عنها , ويعلمها ما فرض الله عليها وما نهاها الله عنه لأن { الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته }[44] وبذلك يكون قد أتى بالأسباب التي بها النجاة من النار له ولزوجته 2- الرجل عليه الابتعاد عن خداع المرأة في حقوقها الرجل يعلم أن خداع الآخرين حرام لكنه قد يتهاون في خداع زوجته فتجده مثلاً عند عقد الزواج جعلت الزوجة شرط أن يسكنها في بلدها فإذا هو يأخذها بدون رغبتها إل بلد أخر مبرراً ذلك بظروف عمله ثم يبقى الحال على ما هو عليه وقد يكون باستطاعته أن يعيش بها حسب شرطها عليه لكنه يماطل أو يشترط أهلها عليه عند العقد مهر كبير لأنه الذي يتناسب مع ما يدفع في نسائها ثم يدفع مبلغ مقدم بسيط على أنه يدفع الباقي بعد دخوله ثم لا يستكمل المهر للزوجة وهو على مقدرة , وغير ذلك من الأمور التي قد يتهاون فيها وهي في الحقيقة خداع للزوجة فالرجل الذي عليه حقوق لزوجته لا بد أن يعطيها حقوقها أو يسترضيها بغير خداع لأن المخادع لامرأته يقابل الله بصفات غير طيبة قال النبي صلى الله عليه وسلم {أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان 000 الحديث}[45] 3- الرجل مطالب بعدم إهانة زوجته أو تقبيحها الرجل كما أن عليه أن يقدر إنسانية امرأته وخاصة إذا كانت لها قول أو علم ويشعرها أن لها كيان , عليه أيضاً أن يراعي مشاعرها فإن الشريعة تدفع الرجل لمراعاة إحساسها فلا يوبخها وألا يسمعها المكروه ولا يشتمها ولا يقل قبحك الله ونحو ذلك لآن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل ما حق زوجة أحدنا عليه قال {لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت}[46] بل عليه أن يراعي أن زوجته أباحة له ما لم تبحه أبوها أو أمها أباحة له أن يراها عارية للجماع قال صلى الله عليه وسلم {كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض إلاّ بما حل عليها}[47] من الرجال من يبالغ في ضرب امرأته ثم يجامعها من بقية يومه أو ليلته ، والمجامعة أو المضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة ، والمضروب غالبا ينفر ممن ضربه ، فقد أشارة الشريعة إلى ذم ذلك وأنه إن كان ولا بد فليكن التأديب بالضرب اليسير بحيث لا يحصل منه النفور التام فلا يفرط في الضرب ولا يفرط في التأديب قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم}[48] وقد بينت الشريعة أن ضرب المرأة إنما أبيح من أجل عصيانها زوجها فيما يجب من حقه عليها , فقد كان النهي عن ضرب النساء مطلقا { لا تضربوا إماء الله فجاء عمر فقال: قد ذئر (نشز) النساء على أزواجهن ، فأذن لهم فضربوهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير فقال: لقد أطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة كلهن يشكين أزواجهن ، ولا تجدون أولئك خياركم }{ لن يضرب خياركم }[49] وكذا في الآية بالإذن في ضربهن ومع أن في هذا دلالة على أن ضربهن مباح في الجملة فالزوج له أن يضربها تأديبا إذا رأى منها ما يكره فيما يجب عليها فيه طاعته ، فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل ، ومهما أمكن الوصول إلى الغرض بالإيهام لا يعدل إلى الفعل ، لما في وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة في الزوجية ، إلا إذا كان في أمر يتعلق بمعصية الله ومع أن الشريعة أباحت للزوج ضرب زوجته على النحو الذي تبين إلا أن الشريعة ترغب الرجال في عدم ضرب زوجاتهم وترغبهم في الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم , قالت عائشة { ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له ولا خادما قط ، ولا ضرب بيده شيئا قط إلا في سبيل الله أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله } [50] 5- الرجل مطالب بعدم ظلم الزوجة أو التعدي عليها إن أطاعته الرجل عليه ألا يظلم زوجته خاصة إذا كانت مطيعة ويحذر من ممارسة الضغوط عليها إذا وجدها تتراجع توهماً منه أنها تبتغي بتراجعها تحصيل مكاسب أخرى أو لضعف منها بل يتساهل ويتسامح لأنها مطيعة له وخاصة لأنها ترجع عن مواقفها إرضاءً له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا }[51] 6- الرجل عليه المحافظة عما يدور بينه وبين زوجته في الفراش خصوصاً الشريعة تحبب في الأدب والحياء وتُبعد عن الوقاحة والبذاءة والجهر بالحديث من فعل الجماع أو وصفه ومراعاة الأذواق السليمة والمشاعر المرهفة للمؤمنين الكُمّل [52] لذا على الرجل أن يحفظ لزوجته سرها فيما يدور بينهما وبخاصة أثناء الجماع لأن الشريعة جاءت بالوعيد الشديد لمن يفشي أسرار أهله في الفراش كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله { أن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها}[53] وحتى لا يقع الرجال والنساء في هذا الوعيد حذر النبي صلى الله عليه وسلم كلاً منهما فقال صلى الله عليه وسلم { ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك , ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها , فقالت امرأة سفعاء الخدين والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون , قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها}[54] فالشريعة تحرم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمر الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه أما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة ، وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة فلا كراهة في ذكره كما قال صلى الله عليه وسلم: {إني لأفعله أنا وهذه} وقال لأبي طلحة: {أعرستم الليلة } وقال لجابر: {الكيس الكيس} [55] 7- الرجل لا يعطي مجال للآخرين في أن يفسدوا عليه حياته الزوجية الشريعة بينت أن هناك بشر يفسدون على الناس حياتهم الزوجية وبينة أنهم ليسوا على نهج الإسلام في فعلهم هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ليس منا من حلف بالأمانة ومن خبب على امرىء زوجته }[56] وغالب حال هذه النوعية من البشر هم الذين يعانون من مشاكل في حياتهم الزوجية ويكون الرجل منهم في معاناة من زوجته ولا يحسن معاشرة النساء , ثم يعوض ذلك بممارسة دور النصح ويقوم بتوجيه غيره من الرجال بداعي النصيحة وبالأخص حديث الزواج ويطلب منه التعامل بما فقده هو , من فرض الرجولة على الزوجة بإصدار الأوامر وانتظار السمع والطاعة منها والعقاب بشدة إذا وجد غير ذلك مما يؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية لمن يأخذ بهذه النصائح , أو تصبر المرأة على زوجها الذي يعاملها بشدة في البداية ثم تنقلب الأمور فتكون هي التي لها الأمر والطاعة غالباً , ثم يتحمل هذا الضحية آثار نصائح المفسد الذي خبب عليه زوجته بنصائحه ويعيش في نفس معاناته بالحياة الزوجية التعيسة لذا على الرجل أن ينتبه لهذه النوعية من البشر بحذر فلا يعطي غيره مجال لإفساد علاقته بزوجته , ولا يأخذ من نصائح الآخرين إلا ما فيه ترقيق قلبه على زوجته أو تقديم ما يرقق قلب زوجته عليه 8- الرجل عليه دائماً التفطن لعدوه اللدود الذي يسعى لتطليق امرأته الرجل عليه أن يعلم أن الشيطان يبعث سراياه لفتنة الناس ويسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها , وأن مع كل إنسان قريناً , والشيطان مع أن سرير ملكه مركزه البحر إلا إنه يبعث منه سراياه في نواحي الأرض , وينتظر نتائج الفتن التي يقوموا بها وكلهم يأتيه بتقرير بما قام به , ولا يعجبه ما بلغوا به من فتن إلا من استطاع أن يفرق بين الرجل وزوجته فهذا الذي يضمه إلى نفسه ويعانقه لإعجابه بصنعه وبلوغه الغاية التي أرادها قال النبي صلى الله عليه وسلم { إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه}[57] فلينتبه الرجل لما يدور بينه وبين زوجته فكثيراً ما تحدث أشياء قد تكون تافهة ومع ذلك تشتعل وفجأة تكبر وتكون مشكلة عظيمة وربما تصل إلى طلاق وليس وراء ذلك إلا نزغات الشيطان لكل منهما فهو الحريص على إيقاع العداوة والبغضاء بينهما , وعند ذلك ليس هناك عمل يُرجع النفوس إلى طبيعتها إلا اللجوء لله والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والإتيان بالمحصنات من الشياطين كآية الكرسي وأخر آيتين من سورة البقرة وأول عشر آيات من سورة الصافات وعلى الرجل أن يحصن نفسه بالأذكار والأوردة في كل أحواله بما فيها حالة الملاذ وإتيانه زوجته حتى يقي زوجته من مشاركة الشيطان له في جماعها وذلك بالتسمية عند الجماع ويستحب عليه الاعتصام من الشيطان بذكر الله ودعائه والتبرك باسمه والاستعاذة به من جميع الأسواء ، لأن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذكر الله قال النبي صلى الله عليه وسلم { ما يمنع أحدكم أن يقول حين يجامع أهله بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قضى الله ولدا لم يضره الشيطان }[58] 9- الرجل يغار على امرأته في الريبة معنى الغيرة أن تأخذ الإنسان الحمية والغضب إذا شعر أن غيره يريد أن يشاركه في أهله , ومن هم في حوزته أو من خصوصياته كما قال سعد بن عبادة لو وجدت معها رجلاً لضربتها بالسيفِ غير مصفَّحٍ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: { أتعجبون من غيرة سعد أنا أغير من سعد والله أغير مني ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن }[59] وبالرغم أن أصحاب سعد قالوا يا رسول الله لا تلومه فإنه رجل غيور وما تزوج امرأة إلا عذراء ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا يتزوجها من شدة غيرته , وبالرغم من كلامهم هذا على سيدهم أقر الرسول صلى الله عليه وسلم سعد في غيرته لأنها كانت غيرة في ريبة لأنه قال لو وجدت مع امرأتي رجل فأذهب لأتي بأربع شهود يكون قد قضى حاجته منها وذهب فسعد لا يتحدث عن شكوك ولكن يتحدث عن القرائن إن وجدت فالرجل يغار على امرأته ولا يرضى أن يشاركه أحد في النظر في جمالها وعوراتها وكذا تغار المرأة على زوجها ولا ترضى أن تشاركها امرأة فيما هو من خصوصيات المرأة مع زوجها وهذه غيرة طبيعية إذا كانت في ريبة أما أن تكون في أوهام وشكوك بعيدة عن أي قرائن فهذه لا تجوز لأنها تحول الحياة إلى جحيم قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة}[60] فالغيرة المحبوبة هي التي وجدت أسبابها بأن قامت أدلة تبعث على الشك فهنا يجب البحث للتأكد , أو منع الأسباب الداعية إلى الشك وهذا النوع يحكمه الدين وتدفع إليها الحمية الإسلامية والفطرة السليمة أما مع عدم وجود أسباب للشك فإن الغيرة حينئذ يبغضها الله ويُلام صاحبها من الناس لأنها تعكر صفو الحياة وتقطع الود والمحبة 10- الرجل يبتعد عن تتبع العورات وإذا كان عائد من سفر يخبر أهله حتى تتجهز له يكره أن يأتي الرجل أهله على غفلة فقد {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم } [61] وهذا احتراز من تتبع العورات واجتلاب ما يقتضي دوام الصحبة , فمن حق الزوجة أن لا يتخونها ولا يتلمس عثراتها ، وذلك بأن يترك التعرض لما يوجب سوء الظن بها أما إن كان لا يقصد التخوين والبحث عن العثرات وأراد أن يفاجئها بقصد طيب وهو يعلم أنها تسر بذلك فلا حرج لكن إن كان بعد غياب طويل عنها فالأولى أخبارها حتى تتجهز له فلا يجدها على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما ، ولئلا يجدها على حالة غير مرضية والشرع محرض على ستر العيوب فعلى هذا من أعلم أهله بوصوله وأنه يقدم في وقت كذا مثلا فقد عمل الأفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من غزوة وقد بلغ المدينة خبر قدومه إلا أنه دعاهم للتمهل كي تتمكن النساء من التزين لأزواجهن فقال صلى الله عليه وسلم { امهلوا حتى ندخل ليلاً أي عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة } وقال {إذا قدمت فالكيس الكيس }[62] الكيس الجماع ابتغاء الولد فهو من أحب ما يأتي به الزوجين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لم نر (ير) للمتحابين مثل النكاح}[63] 11- الرجل عليه ألا ينشغل باله بامرأة غير زوجته الشريعة تأمر الرجل أن يغض بصره وتأمره أيضاً ألا يتطلع لغير زوجته حتى يجد امرأته عفيفة لا تتطلع لغيره من الرجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عفوا تعف نساؤكم }[64] أما إذا وقع نظر الرجل بدون إرادته على امرأة وهو بالسيارة فقد تقع عينه على امرأة وجهها مسفر , وفي السوق قد تقع عينه على امرأة تفتن بعباءتها الضيقة , وقد يرى امرأة قريبة من العري ماذا يفعل ؟ أيجعل هذا المنظر وما شاهده من المرأة يعلق في أُذنه ويشغل باله ؟ لا , إنما يأتي إلى امرأته فيواقعها فلا يجعل ما شاهده يوقع في نفسه كما بينت لنا الشريعة فعن جابر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه }[65]فيستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته ويواقعها ليدفع شهوته وتسكن نفسه , لأن المرأة شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه فالمرأة لها فتنة جعلها الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق بهن والنبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا يرشدنا بالقول والفعل لما ينبغي أن يفعله الرجل في هذه الحالة وبين أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما لو غلبت على الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره 12- الرجل يبتعد عن الأمور التي توغر صدر زوجته في الحياة الزوجية يحتاج الأمر أحياناً أن يخفي الزوج عن زوجته ما يوغر الصدور , كأن تمرض الزوجة مثلاً ويذهب الزوج لعمله ومع مسؤولياته وانشغاله في العمل ينسى أن يتصل يطمئن عنها وفي المقابل هي تنتظر سؤاله عنها وعندما يرجع وتعاتبه على عدم الاتصال بها للاطمئنان فإذا قال لها الحقيقة أنه نسى أحزنها ذلك وظنت أنها لا تمثل شيء في حياته مع أن النسيان أمر عفي عنا فيه لكن مع بعض النساء قد يولد ذلك نفور أو يثير الفتن والنزاع والشقاء بين الرجل وزوجته لذا يجوز أن يزف لها من معسول القول ما يزيد الحب ويسر النفس ويجمل الحياة بينه وبينها وإن كان ما يقال كذباً فقد أباحت الشريعة كذب الرجل على زوجته والمرأة على زوجها فيما يؤدي إلى تزايد معطيات المتعة والأنس والصفاء عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: {ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص في شيءٍ من الكذب إلاّ في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها} [66] وليس فيما يدور بين الزوج وزوجته من كذب في الأمور التي تشد أواصر الوفاق والمودة خداع كما يخطئ البعض في الحكم على ما يقوله الزوجين كلاً منهما للآخر من معسول القول , كقول الرجل لزوجته أنت أجمل امرأة في نظري أو قول المرأة لزوجها أنت أحسن رجل في الدنيا بل إن هذا يؤدي إلى توثيق روابط الأسرة وهو جائز لإحداث الأجواء الشاعرية على مجالس الأنس والسمر والغزل بينه وبين زوجته ففي مثل هذه المجالس تحلوا المبالغات فالرجل يحدث امرأته فيما يتعلق بأمر المعاشرة وحصول الألفة بينهما , ويعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك صحبتها ثالثاً : الرجل عليه تهيئة المجال للترفيه عن الزوجة ببعض مروحات النفس الرجل عليه أن يعلم أنه أبيح للمرأة أشياء لم تباح للرجل مثل لعب البنات بالعرائس وهذا استثناء من النهي عن اتخاذ الصور , وكذا أبيح لها الضرب بالدف وهذا استثناء من النهي عن اتخاذ ألآت اللهو وغير ذلك وعليه أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً سهلاً وكان أحسن الناس عشرة لزوجاته حتى أنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها وكانت إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه وإذا شربت شرب من موضع فمها وكان إذا تعرقت عرقاً ( العظم الذي عليه اللحم ) أخذه فوضع فمه موضع فمها , وكان يتكئ في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وربما كانت حائض , ويقبلها وهو صائم وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه وسابقها في السفر مرتين فسبقها وسبقته ثم قال هذه بتلك وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة [67] لذا على الرجل أن يشعر زوجته بالدعابة وهي الملاطفة في القول بالمزاح وغيره , ويهيئ لها ما يروح عن نفسها مثل : 1- تهيئة من يتوافق معها من جنسها المرأة تحتاج في الحياة إلى ممارسة أنشطة فيها مرح أو تسلية مع من في جنسها ممن يتوافق مع سنها أو فكرها أو أخلاقها , وكان صلى الله عليه وسلم يراعي زوجته في ذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت {كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ معي } [68] فعائشة كانت لها صواحب يلعبن معها من أقرانها وكنّ يخرجن حياء وهيبة من رسول الله ويدخلن من وراء الستر ، فيرسلهن إليها من لطفه صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته فالرجل عليه أن يهيئ لزوجته أقران ممن يتوافقوا مع سنها وعقلها أو يساعدها في أن تهيئ هي لنفسها من يفهمها من النساء صاحبات الدين والصلاح وخاصة عندما تعيش بعيداً عن معارفها من النساء 2- مراعاة سنها وعقلها في الألعاب ومشاركتها في أفكارها عن عائشة رضي الله عنها قالت {قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن قالت فرس قال وما هذا الذي عليه قالت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت فضحك حتى رأيت نواجذه}[69] النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن لعب البنات [70]لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن لذا كان يراعي صغر سن عائشة وينزل إلى مستوى عقلها ويتواصل مع أفكارها في لعبها والرجل الآن يجد برامج لألعاب الحاسب الآلي الخالية من المحذورات تتوفر بكثرة يحضر ما يتناسب منها لزوجته ويشاركها في فكرة اللعبة بعض الوقت 3- افتعال مسابقات ليشاركها فيها يستحب للرجل أن يفتعل مسابقات يشارك زوجته في ممارستها كأن يستغل فترات حملها الأخيرة فيمشي معها في سباق ليسهل عليها الوضع , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على مكانته يفتعل مسابقات بينه وبين زوجته من خلف الجيش وهم يسيرون عن عائشة رضي الله عنها أنها {كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال هذه بتلك السابقة }[71] 4- إعطائها بحبوحة من اللهو المباح ينبغي على الزوج أن يراعي أن الزوجة قد تكون حريصة على اللهو المباح , والآن تتوفر في بعض البلاد ملاهي تخصص أيام للنساء فقط فتشاهد الألعاب المباحة فإن كانت بالفعل خالية من المخالفات الشرعية والخلقية فلا مانع للزوج أن يهيأ لها المجال وتكون مع النساء فلا يراها رجال , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهيأ لعائشة مشاهدة العاب الحبشة ويسترها هي من أن يشاهدها الأحباش عن عائشة رضي الله عنها قالت {رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسأم فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو}[72] قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله وهما في عودة من غزوة {فهلا تزوجت بكراً تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها}[73] فالشريعة تحث على ملاعبة الرجل امرأته وملاطفته لها ومضاحكتها ووأن يمكنها أيضاً من ملاعبته وهذا من الجدية في حسن العشرة لما فيه من ترك التكلف والتزمت والتجمد الذي ينفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { كل شيء ليس بذكر الله فهو لعب إلا أربع خصال : مشي بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة}[74] والجدية التي في ملاعبة الرجل أهله والزوجة لزوجها إيجاد المرح الذي يجدد روح الحياة رابعاً: نعم على الرجل أن يحمد الله ويشكره عليها 1- الرجل يحمد الله على سعادته الزوجية بالمرأة وشعوره بالأمان على عرضه بينت الشريعة أن من السعادة المرأة الصالحة والرجل الذي وفق بالمرأة الصالحة فقد توفرت في حياته السعادة فليحمد الله على ذلك لأنه عندما وفق بالمرأة الصالحة فقد توفر له الأمان على عرضها فليحمد الله على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من السعادة المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك }[75] فالمرأة الصالحة هي خير النساء وقد فسرت في الحديث بأنها هي التي إذا نظرت إليها سرتك وإن أقسمت عليها برتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ولا تخالفك في نفسها ومالها بما تكره فعندما تكون الزوجة بهذه المواصفات فأي متعة يتمتع بها الزوج أعظم منها فليحمد الله ويشكره على أن أهداه هذه الزوجة التي هي متاع الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة}[76] فالزوجة عندما تكون امرأة صالحة تكون هي حب زوجها من الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {حبب إلي من الدنيا النساء }[77] 2- الرجل يحمد الله على مساعدته له في نصف دينه بزوجته الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي}[78] فالرجل عندما تكون زوجته صالحة فقد ساعده الله في نصف دينه فليحمد الله على أن الله وفقه لهذه النعمة لأنها ستسره إذا نظر إليها وتعجبه ولمعرفتها بحقه تتجمل وتتزين له دائمًا ليراها في أحسن هيئة خامساً : المقبل على الزواج يراعي هذه الصفات في المرأة 1- الرجل يقدم صاحبة الدين وإن جمعت صفات أخرى كان أعظم وجه النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يظفر بذات الدين يأمن المفسدة من جهتها ويفوز بها ويكون محصلاً بها غاية المطلوب وتكون أعظم له من الالتفات إلى المال وعندما يأخذ الرجل بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم يكون أفضل من حال الناس الذين في العادة يقصدون المال والحسب والجمال ، وأخر قصدهم ذات الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك}[79] 2- الرجل يقدم البكر مع الدين والصفات الأخرى الشريعة ترغب من زواج البكر لما بين ذلك رسولا الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله عندما قال له { تزوجت ؟ قلت نعم , قال بكر أم ثيبا ؟ قلت بل ثيبا , قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن }وفي رواية {فأين أنت من العذاري ولعابها ؟} [80] فالبكر قد تكون حديثة عهد باللعب غالباً وخصت البكر ليكتمل التآلف والتآنس فإن الثيب قد تكون معلقة القلب بالسابق فلا تكون محبتها كاملة ولهذا المعنى قصد عثمان بحديثه لابن مسعود فعن علقمة قال: كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك وفي لفظ أخر { جارية بكراً ، لعله يرجع إليك من نفسك ما كنت تعهد ؟ [81] فاستحباب نكاح الشابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح ، فإنها ألذ استمتاعاً وأطيب نكهة وأرغب في الاستمتاع الذي هو مقصود النكاح وأحسن عشرة وأفكه محادثة وأجمل منظراً وألين ملمساً ، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها[82] وإن قدم الرجل المرأة الثيب لحاجة كأن يكون كبير السن ويحتاج إلى امرأة تفهم حالته وترعاه , أو لديه أولاد أو أخوات يحتاجون امرأة لتربيتهم فلا حرج في ذلك كما فعل جابر بن عبد الله عندما تزوج ثيب لتقوم برعاية أخواته 3- الرجل يقدم الولود الودود وإن جمعت صفات أخرى جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة فقال له تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم}[83] الودود كثيرة المحبة للزوج ويعرف ذلك بحال قريباتها وأيضاً وبحال قريباتها تعرف الولود كثيرة الولادة في البكر من أم وجدات وخالات وأخوات ونحو ذلك [84] ولِما في المحبة من الود مع كثرة الأولاد من سعادة ونعيم , رغبت الشريعة في طلب الولود عند الإقدام على الزواج , لاستمرار الحياة الزوجية , لأن كثير من الرجال عندما يتزوج ويجد أن زوجته لا تنجب , يسعى في الزواج من أخرى وهذا جيد لأن عنده مطلب يبتغي أولاد , ثم يفارق المرأة التي لا تنجب ولا يمسكها كزوجة له مع الزوجة الجديدة وهو قادر على ذلك , لكنه يطلقها وينسى أن ما هي عليه من عند الله وليس بُخطرها ولو كان غير قادر على أن يتحمل الأنفاق على زوجتين لكان فعله صحيح فمثل هذا الرجل كان عليه أن يحمد الله على أن الله لم يقدر أن يكون هو الذي حرم من الإنجاب والرجل الذي يجد بعد زواجه أن الله قدر أن تكون زوجته عقيم فيمسكها اقتداء بأنبياء الله إبراهيم وزكريا عليهما السلام فقد كان حال زوجتهما يماثل حال زوجته في العقم , وصبرا على ذلك حتى كبر سنهما ثم أصلح الله لهما زوجاتهما لاستسلامهما لقضاء الله وقدره , ورضاً بما أذن به الله , وتفويض الأمر لله , مع طلبهما الولد من الله بيقين , لأنه هو الذي يهب من يشاء الذكور والإناث ويجعل من يشاء عقيماً فهذا قد يكون أفضل في حق الرجل الذي يعلم من نفسه أنه يستطيع أن يصبر ويتحمل ذلك أو الذي أنفق كل ما يملكه على الزواج وليس بوسعه أن يتزوج زوجة أخرى والشريعة تحث المرء على الصبر على أقدار الله المؤلمة والصبر هنا أفضل لأنه عبادة أما الطلاق فهو مكروه وليس عبادة يتعبد بها 4- الرجل يقدم من فيها البركة من النساء الرجل عندما يريد أن يتزوج من النساء من تتكافأ معه ممن هي في مستواه الاجتماعي وتتوفر فيها الصفات التي ترغبه فيها , عليه حتى لا يكون مثل الذين يتورطون في بداية حياتهم الزوجية بأعباء الديون أو الوقوع في القروض الربوية بسبب كثرة الطلبات المالية التي تطلب منهم , عليه أن يختار الأيسر مؤنة ممن توفرت فيهن المواصفات فتكون له بمشية الله أعظم النساء بركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أعظم النساء بركة أيسرهم مؤنة }[85] 5- الرجل يسأل الله أن يرزقه خير زوجته الرجل عندما يتزوج قد لا يعلم ما يكنه القدر له في زوجته من المقادير التي في بواطن الأمور , لذا يستحب له أن يدعوا الله أن يرزقه خيرها ويجنبه شرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا أفاد أحدكم الجارية أو المرأة أو الدابة فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة وليقل اللهم أني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه }[86] وفي نهاية مبحث الرجل هذا عليه أن يعلم أنه مادام يتقي الله في معاملته للزوجة ولا يقصد بحسن العشرة هذه إلا ابتغاء وجه الله الذي أمره أن يقدم هذه المعاملة فإن الله سيصلحها له ويصرف قلبها لرضاه فما ألف الله بين قلبين مثلما ألف بين الرجل و زوجه {فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء}[87] وعليه مع عمله بما علمه من هذه الرسالة أن يدعوا الله القائل {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90) } الأنبياء أن يصلحها له , وسيجد بمشيئة الله السعادة الزوجية والأجور الأخروية التي انحرم منها الكثير ممن لا يتقون الله في زوجاتهم من الذين أخذوا هديهم من الآداب البعيدة عن هدي الشريعة الإسلامية يشمل معرفة مكانة الرجل بالنسبة للمرأة والتي جعل الله بها القوام للرجل علو الرجل عليها درجة معرفة مكانة الرجل بالنسبة للمرأة المرأة عليها أن تعلم أن الله جعل القوامة للرجل قال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ (34)} النساء فالرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت , فالرجل أمير عليها , وعليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته , وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله فالمرأة عليها أن تعلم أن الرجال أفضل من النساء بأمرين أحدهم {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } فالرجل خير من المرأة بكمال العقل العلم ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذا حسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات وخصوا بالفتوة والإمامة والولاية ومنصب القضاء والشهادة , وتفضيل الله للرجال على النساء بما فضلهم به من كون فيهم الخلفاء والسلاطين والحكام والملوك لقوله صلى الله عليه وسلم {لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة }[88] والرجال يقومون بالذب عن النساء كما تقوم الحكام والأمراء بالذب عن الرعية وللرجال زيادة قوة في النفس والطبع ما ليس للنساء لأن طبع الرجال غلب عليه الحرارة واليبوسة فيكون فيه قوة وشدة وطبع النساء غلب عليه الرطوبة والبرودة فيكون فيه معنى اللين والضعف فجعل لهم حق القيام عليهن بذلك ففضل الرجل على المرأة بزيادة توفير الحظ في الميراث والغنيمة والجمعة والجماعات وجعل الطلاق إليه إلى غير ذلك والأمر الثاني في تفضيل الرجال على النساء { َبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } لأن الرجال يقومون بما يحتجن إليه النساء من النفقة والكسوة والمسكن فضل الرجل على المرأة بسعيه ونفقته من المهور والكلف التي أوجبها الله على الرجل للمرأة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالرجل أفضل من المرأة في نفسه وله الفضل عليها والإفضال فناسب أن يكون قيما عليها وفيما تبين من توضيح الشريعة للمرأة من تفضيل للرجل عليها فإن المرأة الصالحة تتفهم ذلك وتقدم السمع والطاعة للرجل طاعة لله الذي شرع لها ذلك وهي التي يقول فيها تعالى { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ } يعني مطيعات للرجال {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ } تحفظ الرجل في غيبته في نفسها المرأة عليها أن تعلم أن الله جعل الرجل يعلو عليها درجة قال تعالى { َلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)} البقرة للرجال عليهن درجة أي رتبة الدرجة هي طاعة النساء للرجال وليس للرجال طاعتهن والدرجة هي الفضيلة في أن له تعدد الزوجات وهي ليس لها إلا أن تكون لرجل فقط سواء في الدنيا والآخرة والدرجة بالعقل والدرجة بالطلاق لأن الطلاق بيد الرجال والدرجة بالرجعة درجة أي منزلة ليست لهن وهو قيامه عليها في الإنفاق وكونه من أهل الجهاد والقوة وله من الميراث أكثر مما لها وكونه يجب عليها امتثال أمره والوقوف عند رضاه ولو لم يكن من فضيلة الرجال على النساء إلا كونهن خلقن من الرجال لما ثبت أن حواء خلقت من ضلع آدم والشريعة في توضيح ذلك للمرأة لتعلم أن الرجل أفضل منها , فلا تنساق نفسها وراء الفكر في أن هناك مساواة في الأمور التي فضل الشرع فيها الرجل على المرأة , حتى لا تتخلف عن طاعة الرجل , وبالتالي لا توقع نفسها في معصية الله والله عزيز حكيم أي عزيز في انتقامه ممن عصاه وخالف أمره حكيم في أمره وشرعه وقدره ودرجة الرجل تقتضي التفضيل وتشعرها بأن حق الرجل عليها أوجب من حقها عليه وبعلو درجته له سلطنته عليها وبعد أن تبين للمرأة مما سبق من حق الرجل وما عليها أن تقدمه من معاملة لرجالها عموماً ممن لهم القوامة عليها , فعليها أن تجمع مع هذا كله ما عليها أن تقدمه من معاملة للزوج خاصة كما سيأتي في المبحث التالي المطلوب من المرأة مع زوجها أولاً : مراعاة زوجها في الأمور الآتية : 1- حق الزوج جعله الله أعظم حقوق الناس عليها 2- أنها لو أمرت أن تسجد لبشر لأُمِرت المرأة أن تسجد لزوجها 3- أنها لن تؤدي حقه وإن لحست صديده أو دمه وابتلعته 4- المرأة مادام تزوجت فعليها بذل ما في وسعها لإعطاء الزوج حقوقه 5- المرأة لا تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها 6- المرأة لن تجد حلاوة الإيمان إلا بإعطاء الزوج حقوقه 7- حقه عليها استئذانه في إتيانها بأعظم العبادات ثانياً : بذل جهدها ليكون زوجها جنتها وليس نارها وذلك من خلال : ( أ ) الإتيان بالأمور التي تنال بفضلها نعيم الدنيا وجنة الآخرة ( ب ) الابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى عذاب الدنيا ونار الآخرة الإتيان بالأمور التي تنال المرأة بفضلها نعيم وسعادة الدنيا 1- السعي في كسب صفات السعادة لتكون متعة زوجها 2- السعي في الالتزام بالدين مع خصالها ليكون أعظم لها 3- السعي لجمع الدين مع صفاتها المرغبة في النكاح ليكون أعظم لها 4- السعي في التودد لزوجها بالمحبة أكثر من اعتمدها على محاسنها 5- السعي في استغلال حيويتها على أي سن كانت لتوفير السعادة لزوجها 6- السعي لصلاح نفسها لتجد من زوجها الإعجاب والأمان 7- المرأة تسعى لمراعاة زوجها 8- السعي في تلبية رغبات زوجها مهما كانت الحالة التي هي عليها الإتيان بالأمور التي تنال المرأة بفضلها جنة الآخرة 1- لا تغضب من زوجها ولا تغضبه لتكون من أهل الجنة 2- سعيها لكسب رضا زوجها من أجل دخولها الجنة 2- طاعة زوجها لتدخل الجنة من أي الأبواب شاءت الابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى عذاب الدنيا ونار الآخرة الأمور التي تحذر المرأة منها حتى لا تؤدي بها إلى عذاب الدنيا 1- الحذر من عصيان الزوج ففيه عدم قبول صلاتها 2- الحذر من منع نفسها عن زوجها ففيه لعان الملائكة لها 3- الحذر من إعطاء مجال للآخرين لإفساد حياتها الزوجية 4- التفطن الدائم لعدوها اللدود الذي يسعى لتطليقها 5- الحذر من إفشاء الأسرار وخصوصاً ما يدور بينها وبين زوجها في الفراش 7- الحذر من الغيرة في غير ريبة 8- الحذر من إيذاء زوجها حتى لا تنكر عليها زوجاته الحور العين 9- الحذر في الأخذ من مال زوجها , وإن كان لضرورة فما يكفيها 10- الحذر من أن تشتكي زوجها لتكون من الأخيار الأمور التي تحذر المرأة منها حتى لا تؤدي بها إلى نار الآخرة 1- الحذر من عدم شكر زوجها حتى لا تحرم من نظر الله لها 2- تحذر من منع زوجها شيء ففيه النار 3- الحذر من سؤال زوجها الطلاق ففيه الحرمان من الجنة أولاً : مراعاة زوجها في الأمور الآتية : 1- المرأة عليها أن تراعي أن حق زوجها أعظم حقوق الناس عليها المرأة عليها أن تعلم أن حق زوجها عليها مقدم على جميع حقوق الآخرين بما فيهم الأبوين وأنه في حالة تعارض الحقوق مع حق زوجها قدمت حق زوجها , ولا تطلب مماثلة من زوجها عندما تجده قدم حقاً لأمه على حقها لأن فعله هذا هو الصحيح المأمور به شرعاً عن عائشة رضي الله عنها قالت {سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال زوجها , قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال أمه } [89] فالمرأة التي تبتغي مرضاة الله وتعامل زوجها ابتغاء وجه الله وتقدم حق زوجها على والديها تعلم أن ذلك لا يقلل من حق الوالدين ولا من برها لهما ولكن هو تطويع نفسها للشريعة التي أمرتها بتقديم حق زوجها وأمرتها بالبر والإحسان إلى والديها وكل هذا ضمن طاعتها لله الذي أمر ابنها أن يقدم حقها هي على حقوق الآخرين 2- المرأة من حق زوجها عليها لو أُمرت أن تسجد لبشر لأُمِرت أن تسجد له الشريعة بينت أنه لو كان أحداً من بني آدم يسجد لأحد تعظيماً له وأداءً لحقه لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما له عليها من عظيم الحق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها }[90] فالشريعة قرنت حق الزوج على الزوجة بحق الله ، وذلك لكثرة حقوقه عليها وعجزها عن القيام بشكرها , وفي كلامه صلى الله عليه وسلم غاية المبالغة لأن السجدة كمال الانقياد فلا تحل لغير الله , ولو أحلت لغير الله لحلت للزوج من زوجته , لذا على المرأة أن لا تضيع حق زوجها وقد بلغ من حقه عليها هذه الغاية فإن في تضييع المرأة لحق زوجها دليلا على تهاونها بحق الله 3- المرأة لن تؤدي حق زوجها وإن لحست صديده أو دمه وابتلعته الشريعة جعلت للرجل حقوق عظيمة على الزوجة وشاقة على نفسها والمرأة التي تأتي بها هي امرأة عظيمة أيضاً من النساء التي لا هم لهن إلا مرضاة الله {جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أنا فلانة بنت فلان قال قد عرفتك فما حاجتك قالت حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد قال قد عرفته قالت يخطبني فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإن كان شيئا أطيقه تزوجته قال من حقه أن لو سال منخراه دما وقيحا فلحسته بلسانها ما أدت حقه }[91] فالمرأة التي تتحمل زوجها ابتغاء وجه الله تجد في توضيح الشريعة لهذه الحقوق ما يعينها على تحمل ما تجده في بلوغ زوجها الكبر وخاصة عندما تكون هي صغيرة ويدخل الزوج في أمراض الشيخوخة كالخلط وضيق الخلق أو عدم التحكم الإرادي في الإخراج وما يتبع ذلك من تأذي للمرأة وهي تنظفه سواء في وجود حفاضات أو لا , أو عندما يصاب الزوج بمرض أو أكثر من الأمراض التي تحتاج إلى خدمة وخاصة التي تنتج من الحوادث فإن الزوجة عندما تصبر وتحتسب الأجر وتراعي نفسية زوجها الذي يعاني , وتخفف من عليه ولا تتضجر أو تترك خدمته للآخرين وتشعر في صنيعها هذا أنه أقل وأخف من لحس القيح والصديد , فعند ذلك تحمد الله على ما هي فيه من نعمة الصحة والعافية وعلى استسلامها لقضاء الله وقدره والرضا بما أذن به وأنها في نعمة عظيمة نعمة تفريج الكروب وهي تفرج من كرب زوجها فما أعظم صنيعها بزوجها 4- المرأة مادام تزوجت فعليها بذل ما في وسعها لإعطاء الزوج حقوقه المرأة عليها أن تعلم أن حق زوجها عليها عظيم ومهما قدمت له من معاملات طيبة حتى وإن ظنت أن ليس هناك امرأة تقدم لزوجها مثل ما تقوم به هي نحو زوجها مع تحملها للأذى منه إلا أنها لا توافيه حقه الذي أوجبه الله عليها , لذا عليها أن تعلم مقدار حق الزوج الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم عندما { أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك فقالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته قال حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن}[92] فالمرأة عليها ألا تستعظم ما تقدمه لزوجها من طاعة وتحمل لما يصدر منه مما فيه أذى لها بل تُصبر نفسها بأنها لم تعطيه حقه في احتمال أذاه لأنه لم يبلغ المبلغ الذي بينته الشريعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس ( تتفجر وتنبع ) بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه}[93] فالمرأة عليها أن تشعر في نفسها أنها تستطيع أن تقدم ما عليها من واجبات لزوجها كأي امرأة أخرى مادام ارتبطت بزوج حتى لا تظلمه معها , والمرأة تحتاج إلى زوج يعفها حتى لا تقع في الزنا وعليها أن تستشعر أن الشريعة تقدم العفة للمرأة على ما تجده المرأة من معاناة في الحياة الزوجية ولهذا أمر صلى الله عليه وسلم المرأة أن تطيع أبوها وتتزوج مع علمه صلى الله عليه وسلم بالمشقة التي تتحملها المرأة من زواجها 5- المرأة لا تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها الشريعة بينت أن المرأة مهما قامت بعبادات لن تؤدي حق الله عليها إلا أن تقدم من عبادتها لله طاعة زوجها وتأدية حقوقه عليها بكل استطاعتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها}[94] والمرأة عليها أن تعلم أن حق زوجها قد يكلفها الكثير ومنه تقديمها لحقه على راحة بدنها لو أيقظها من نومها ولو طلبها في أي وقت من ليل أو نهار ولو كانت في خدمة بيتها وتريد الانتهاء لترتاح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور}[95] فالمرأة عليها تلبية رغبات زوجها مهما كانت الحالة التي هي عليها ولو كان في تركها خسائر كتركها للخبيز الذي مثل به صلى الله عليه وسلم والذي يؤدي فساد العجين لكن فساد العجين أهون من كبت الرجل شهوته في نفسه وهذا حقه الذي جعله الله له وعلى المرأة أن تؤدي له حقه وإن كانت مشتغلة لأنه ربما غلبت على الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله}[96] وأوضحت الشريعة أن المرأة إن قصرت في حقه هذا تكون قد قصرت في حق ربها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه}[97] وفي قسم النبي صلى الله عليه وسلم تأكيد لعظم حق الزوج على المرأة لأنه قسم على أنها لن تؤدي حق الله الذي خلقها حتى تؤدي لزوجها حقوقه كلها وليس في أمر دون أمر , بل في كل شيء من أمور الزوجية حتى ولو كان في طاعته خفاء على أعراف الناس فحق الزوج ما لم يكن فيه معصية مقدم على كل حقوق الآخرين فالشريعة بينت أن على المرأة تلبية رغبات زوجها ولو كانت على ظهر البعير وهو ما يقابله الآن طلبه لها وهي في سيارته مادام في أمان من أن يراه أحد وكذلك لو طلبها وهي مع ضيوفها وصحابتها يبتغيها لنفسه تُلبيه ولا ترده حتى لا تجعل فكره ينشغل بغيرها { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة ، فأعجبته فأتى سودة وهي تصنع طيبا ، وعندها نساء ، فأخلينه ، فقضى حاجته ، ثم قال: أيما رجل رأى امرأة تعجبه , فليقم إلى أهله فإن معها مثل الذي معها [98] فالمرأة الواعية عندما تدرك أن الشريعة مع رغبات الرجل إلى هذا الحد وأنها لن تؤدي حق ربها حتى تلبي رغبات زوجها فإنها توفي حقوق زوجها ولا تتخلف عن أمره طاعة لأمر الله 6- المرأة لن تجد حلاوة الإيمان إلا بإعطاء الزوج حقوقه بينت الشريعة للمرأة أن شعورها بحلاوة الإيمان لن تجده حتى تعطي زوجها كل حقوقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها }[99] فالمرأة التي تريد أن تستشعر حلاوة الإيمان تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين أن المرأة لا تجد حلاوة الإيمان قال أيضاً {لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله , وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله , وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما}[100] والمرأة الواعية التي تريد حلاوة الإيمان تستنبط بذكائها وبصيرتها من مجموع هذه الأحاديث أن تجعل حبها لزوجها حباً لله وأن تجعل حبها لزوجها بعد حبها لله ورسوله وبذلك تكون قد استشعرت مكانة زوجها عندها وحقه عليها وبالتالي يكون كل همها أن تعطيه حقه وعندما تبلغ هذا تكون قد شعرت بحلاوة الإيمان التي هي غاية عظمى 7- المرأة من حق زوجها عليها استئذانه في إتيانها بأعظم العبادات المرأة تعلم أن الشريعة تمنعها من أن تأذن لأحد من الأجانب أو الأقارب حتى النساء في دخول بيت زوجها إلا بإذنه أو العلم برضاه وهي تطيعه في تنفذ ذلك بكل سهولة لكن عندما تعلم المرأة أن الشريعة جعلت حق الزوج عليها مقدم على نوافل العبادات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته عام حجة الوداع {لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها , قيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك أفضل أموالنا}[101] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه}[102] فعندما تعلم المرأة أن ليس لها أن تصوم نفلاً وزوجها حاضر معها في بلدها إلا بإذنه تصريحاً أو تلويحاً لئلا يفوت على الزوج الاستمتاع بها , وأن حقه عليها مقدم على الإطالة في صلاتها النافلة وأن عليها تخفيف الصلاة والقراءة في النوافل وهو شاهد عند ذلك ستعلم أن منافع المتعة والعشرة من الزوجة مملوكة للزوج في عامة الأحوال ، وأن حقها في نفسها محصور في وقت دون وقت ، وعند ذلك ستعلم أن الشريعة جعلت حق الزوج مقدم على أعظم النوافل التي تتقرب بها المرأة لله وجعلت الشريعة للزوج أيضاً الحق في أن يضربها إذا امتنعت عليه من إيفاء الحق وإجمال العشرة [103] {جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت } { وصفوان عنده ، فسأله عما قالت فقال : يا رسول الله ، أما قولها : يضربني إذا صليت فإنها تقرأ سورتين فقد نهيتها عنها ، فقال لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ، وأما قولها يفطرني فإنها تصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها }[104] فالمرأة الواعية من معرفتها لحقوق الزوج هذه وغيرها من الحقوق تقدم كل ما تستطيع لزوجها طاعة لله الذي أمرها بطاعة زوجها , وبذلك لا تعرض نفسها لضرب من زوجها , وإن تعرضت لذلك من زوجها بسب منها أو بغير سبب , فإنها تتحمل وتُصبر نفسها بأن من حقه أن يضربها ولا يسأله أحد لما ضربها , وبذلك تفوت على الشيطان أن يتدخل ويجعلها مشكلة من المشاكل العظام ثانياً : بذل جهدها ليكون زوجها جنتها وليس نارها ( أ ) الإتيان بالأمور التي تنال بفضلها ( ب ) الابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى الإتيان بالأمور التي تنال المرأة بفضلها نعيم وسعادة الدنيا 1- المرأة عليها أن تسعى في كسب صفات السعادة لتكون متعة زوجها المرأة الصالحة تسعى دائماً لتكون هي متعة لزوجها في الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة }[105] فالمرأة عليها أن تبذل كل جهدها لتكون هي سعادة زوجها وهذا من أسهل ما يكون عليها عندما تحافظ على حسنها الظاهر ومع انتعاشها هي بمظهرها تسره أيضاً إذا نظرا إليها وعند اشتغالها بطاعة الله وتقواه تزداد أخلاقها حسناً معه ويكون كل همها طاعته لأنها تعلم أن طاعة الزوج من طاعة الله وبذلك لا تخالفه إذا قصدها في نفسها أو مالها فيشعر الزوج أنها سعادته {سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ، قال : التي تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ولا تخالفه في نفسها ولا مالها }[106] 2- المرأة تسعى في الالتزام بالدين إذا فقدت خصال أخرى ليكون أعظم لها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {تنكح المرأة على إحدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك}[107] المرأة قد لا تتوفر فيها صفات الجمال أو المال لكنها واعية تعلم أن صاحبة الدين هي التي رغب فيها صلى الله عليه وسلم الرجال لعلمه أنها الأصلح للرجل , لذا تسعى في التحلي بالالتزام لتنال مكانة فاضلة عند زوجها , والالتزام بالدين تستطيع أن تكسبه بالتعلم والتفقه في دينها وبه ترضي زوجها وربها , والدين يكسبها الخلق أما الصفات الأخرى مثل الجمال أو المال فإنها تعلم أن كسبه ليس بالمستطاع 3- المرأة تسعى لجمع الدين مع صفاتها المرغبة في النكاح ليكون أعظم لها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك}[108] أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فوجه الرجل أن يظفر بذات الدين يأمن المفسدة من جهتها ويفوز بها ويكون محصلاً بها غاية المطلوب وتكون أعظم له من الالتفات إلى المال فالمرأة التي تتفهم ذلك تسعى إلى أن تكون هي المقصودة لزوجها فتتفقه في دينها ولو كانت تجمع المحاسن كلها الجمال والمال والحسب والخلق فتنال من زوجها أعظم الإعجاب والسرور ولا تجعل المال والثراء يطغيها , أو الحسب وهو عزها وشرفها وعز وشرف أهلها وأقاربها لتتقوى به على زوجها , أو جمالها الملموس المحسوس وما تجده من هيام في حسنها فتجعله يرديها لأن الشريعة نفرت الرجل من المرأة التي تسلك هذا المسلك حتى لا تنغص حياته الزوجية ، بل على المرأة أن تغلب الدين عندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تنكحوا النساء لأموالهن فعسى أموالهم أن تطغيهن وانكحوهن على الدين}[109] والتدين يحصل بالاكتساب ويعينها على كسب السعادة الزوجية أكثر من غيرها ممن تعتمد على محاسن الجمال أو المال أو الحسب فحسب , فهذه هجيمة بنت حيي الأشعرية أم الدرداء الصغرى من أهل دمشق التي يروى عنها الحديث الكثير زوجة أبو الدرداء الصحابي رضي الله عنه , كانت جميلة لكنها لم تعتمد على حسنها وجمالها بل كانت فقيهة , وبفقهها عاشت حياة زوجية سعيدة مع زوجها جعلتها تريد استكمالها في الجنة , فقالت لزوجها أبي الدرداء عند الموت إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة , فقالت أم الدرداء اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم وأنا أخطبه إليك وأسألك أن تزوجنيه في الجنة فقال لها أبو الدرداء فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي ومات أبو الدرداء وكان لها حسن وجمال فخطبها معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين فقالت لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة فقال عليك بالصيام[110] 4- المرأة عليها ألا تعتمد على محاسنها مهما كان فيها بل تتودد لزوجها بالمحبة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة فقال له تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم}[111] المرأة عليها أن تعلم أنها مهما بلغت من الحسن والجمال والمال والحسب فإن عليها أن تكون ودودة كثيرة المحبة للزوج لحث الشريعة على ذلك لأن المحبة سعادة ونعيم للرجل فالمرأة تتودد لزوجها لتكون له محصلة السعادة والنعيم بأولادها ومحبتها وإن كانت ممن لم ترزق بأولاد ولكنها ديّنة فإنها تكون عاقلة ترضى بما أذن به الله وتفوض أمرها لله وتستسلم لقضائه وقدره وتعلم أنه ليس بإرادتها ولا بإرادة زوجها إن كان هو الذي لا ينجب , أما ما يكون لها فيه أرادة بمشيئة الله فهي تستطيع تقديمه لزوجها كالسعادة التي تأتي بودها ومحبتها له 5- المرأة تستغل حيويتها على أي سن كانت لتوفير السعادة لزوجها المرأة التي تبتغي السعادة الزوجية عليها أن تعلم أن الرجل يحب نكاح الشابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح وتنظر في هذه السيرة سيرة عثمان بن عفان عندما لقي عبد الله بن مسعود بمنى فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك وفي لفظ أخر { جارية بكراً ، لعله يرجع إليك من نفسك ما كنت تعهد ؟ }[112] فالمرأة عليها أن تستغل صغر سنها وشبابها لتكون بهما لزوجها ألذ استمتاعاً وأطيب نكهة وأرغب في الاستمتاع الذي هو مقصود النكاح وأحسن عشرة وأفكه محادثة وأجمل منظراً وألين ملمساً ، وليجد فيها الأخلاق التي يرتضيها [113] 6- المرأة تسعى لصلاح نفسها لتجد من زوجها الإعجاب والأمان المرأة عليها أن تعلم أن بصلاحها تنال أعجاب زوجها وتكون محل ثقته لما بينت الشريعة ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من السعادة المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها }[114] لأن المرأة الصالحة إذا نظر إليها الرجل تعجبه ولا يلزم أنها من أجمل النساء حتى تسره وإنما لمعرفتها بحق الزوج فهي تتجمل وتتزين له دائمًا فلا يقع نظره إليها إلا وهي في أحسن هيئة ، حتى ولو كانت قليلة الحظ من الجمال لأنها تفهم من توجيه الشريعة للرجل عند عودته من السفر إن يخبر زوجته بوقت كافي حتى تتهيأ له وتتنظف وتتجمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم عائدون من السفر { امهلوا حتى ندخل ليلاً أي عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة } [115] ولهذا تتزين له وتتجمل حتى تسره وليس تزينها للزيارات والمقابلات وترك الزوج يراها في ثياب الخدمة بروائح المطبخ فينفر منها ويبحث عما يشتهيه في غيرها ثم تكون هي ضحية إهمالها وجهلها إن المرأة الصالحة تتفهم مقاصد الشريعة وتعلم أن الغاية منها توفير السعادة , وتعلم أن في استجابتها لهذه التوجيهات الشرعية صلاح نفسها , وبصلاح نفسها توفر السعادة الزوجية لنفسها وزوجها الشريعة ترغب المرأة أن تراعي زوجها وأتت بنوعية مثالية في ذلك لتقتاد المرأة بهذه النوعية لما لها من فضل في خصال تمتاز بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {نساء قريشٍ خيرُ نساءٍ ركِبنَ الإبل: أحناهُ على طفل ، وأرعاهُ على زوجٍ في ذات يده}[116] ففي فضيلة نساء قريش وفضل هذه الخصال ، التي منها مراعاة حق الزوج في ماله وحفظه والأمانة فيه وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته في ذات يده أي شأنه المضاف إليه ، والحانية على الأولاد المشفقة عليهم والمحسنة لتربيتهم والمقيمة عليهم وخاصة إذا كانوا يتامى وخص نساء قريش لأنهن خير نساء العرب وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة فعندما تقدم الزوجة لزوجها هذا السعادة تكون قد حققت له ولنفسها نعيم الدنيا الإتيان بالأمور التي تنال المرأة بفضلها جنة الآخرة لا تغضب زوجها ولا تغضب منه , كسب رضا الزوج , طاعته غايتها 1- المرأة لا تغضب من زوجها ولا تغضبه ولو أساء إليها لتكون من أهل الجنة المرأة عليها أن تعلم أن الرجل إنسان قد يغضب أو قد يكون غضوب وقد يعاملها بعصبية فيسيء إليها وليس بذنب منها , مما قد يغضبها , ماذا عليها أن تفعل ؟ أتنجرف وراء غضبها ؟ أتتركه غضبان عليها ويمر في حياتها وقت ليس فيه سعادة زوجية ؟ الشريعة بينت للمرأة العلاج الذي لا يبلغ بالمرأة أن تفقد شيء من سعادتها بل يبلغها دخولها الجنة , وهو من أبسط ما يكون عند المرأة السمحة , إنها تأخذ بيده وتمسكها في يدها وتقول له لن أنام حتى ترضى قال النبي صلى الله عليه وسلم { ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى}[117] فالمرأة التي تريد السعادة في حياتها مع زوجها تزيل بحنانها ودُعابها غضب زوجها وغضبها إذا وقعت فيه لتنال بذلك الجنة 2- المرأة تسعى لرضا زوجها حتى الممات من أجل دخولها الجنة المرأة عندما تعلم أن رضا زوجها سبب لدخولها الجنة فإنها ستسعى في استرضائه ويكون شغلها الشاغل رضا زوجها ابتغاء مرضاة الله حتى الممات لتفوز بجنات النعيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضي دخلت الجنة}[118] فالمرأة الواعية ترضي زوجها ولا تغضبه وتعلم أن كرمتها ووضعها يزداد برضه عنها وبذلك يرضى الله عنها ويدخلها الجنة 3- المرأة تستمر في طاعة زوجها لتدخل الجنة من أي الأبواب شاءت الشريعة بينت للمرأة أن طاعتها لزوجها سبباً في دخولها الجنة من أي أبواب الجنة تختار الدخول منه مادامت محافظة على صلاتها وصيامها وفرجها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت}[119] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت}[120] فالمرأة عندما تعلم ذلك يكون كل غايتها أن تطيع زوجها وتستمر في طاعته حتى تبلغ الجنة الأمور التي تحذر المرأة منها حتى لا تؤدي بها إلى عذاب الدنيا عصيانها لزوجها , رفضها دعوة زوجها لجماعها , إعطائها مجال للآخرين في إفساد حياتها 1- المرأة عليها الحذر من عصيان الزوج ففيه عدم قبول صلاتها الشريعة بينت للمرأة عواقب سخط زوجها عليها , ففيه عدم قبول صلاتها وإيقاف لرفع حسناتها وصلاتها أيضاً , وذلك حتى لا تأتي بعمل يسخطه عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ثلاث لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى الله حسنة السكران حتى يصحو والمرأة الساخط عليها زوجها والعبد الآبق حتى يرجع فيضع يده في يد مواليه }[121] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع}[122] فالمرأة العاقلة تحذر من عصيان الزوج لأنه رأس الأمور التي تجلب لحياتها تعاسة ونكد , وتبتعد عن كل ما يؤدي إلى سخط زوجها عليها 2- المرأة عليها الحذر من منع نفسها عن زوجها ففيه لعان الملائكة لها أحياناً تمنع المرأة نفسها من زوجها إذا دعاها للجماع وهذا يغضبه جهلاً منها بعواقب فعلها , فعليها أن تعلم أن الله قد خصص ملائكة كل وظيفتهم أن يدعوا الله أن يطرد من رحمته المرأة التي تأبى على زوجها في الفراش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح}[123] لأن الزوج لا سيما الشاب إذا لم يجد حلالاً أغواه الشيطان إلى الوقوع في الحرام فيخرب بيته وأسرته فالشريعة حذرت المرأة من رفض دعوة زوجها لجماعها تحذير خطير وهو دعاء الملائكة عليها باللعن إلى الصباح فالمرأة تحذر من منع نفسها من زوجها مهما بررت من أسباب فإن فعلها يستوجب سخط الله عليها حتى يرضى عنها زوجها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها}[124] والمرأة قد تترك بجهلها الغرفة التي تجمع بينها وبين زوجها في النوم والجماع ومهما كان عندها من أسباب فهي مخطئة , فالأولى للمرأة أن تتخذ وسائل الإغراء والملاطفة لجذب زوجها وترغيبه في جماعها وخاصة عندما تجد منه إعراضاً عنها وذلك حتى تزيل ما في نفسه ونفسها بدلاً من أن تهجر فراشها وتلعنها الملائكة حتى تصبح أو ترجع متى رجعت قبل انتهاء الليل أو بعد أيام أو أكثر فهي مستوجبة اللعنة طوال هذا الوقت وبالتالي تكون فريسة للشيطان وتكون في نكد وغم وتعاسة لأن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها أو بتوبتها ، ورجوعها إلى الفراش أو رضاه عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح}[125] { إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع}[126] فالشريعة بينت بذلك أن امتناع المرأة من فراش زوجها من غير عذر شرعي حرام ، وليس الحيض بعذر في الامتناع لأن له حقاً في الاستمتاع بها فوق الإزار [127] والمرأة الواعية تفرح عندما تجد زوجها يرغب في جماعها ويزداد فرحها عندما يكثر من الرغبة فيها لأنها تعلم أن أكثر الأوقات التي يجد الرجل انبساطه فيها وقت الجماع ومعنى ذلك أن سعادته فيها ومعها وإكثاره من طلبها للجماع معناه إكثاره من فرحته بها وسعادته فيها بل ويخفف عليها من دورها في إغرائه وجذبه ولذا تجد أن العشرة الحسنة والصحبة الطيبة في سعيها لقضاء حقوق زوجها وتلبية رغباته وتأديتها على أكمل وجه ممكن مع علمها بأنها لو دعت هي زوجها فأبى فلا إثم عليه فالمرأة عليها أن تنتبه لمراعاة الله لعبده حيث لم يترك شيئا من حقوقه إلا جعل له من يقوم به حتى جعل ملائكته تلعن من أغضب عبده بمنع شهوة من شهواته ، لذا على المرأة أن توفي حقوق ربه التي طلبها منها 3- المرأة عليها ألا تعطي مجال للآخرين لإفساد حياتها الزوجية الشريعة تبين للمرأة أن الوقيعة بين الزوجين من أهم أعمال الشياطين والأبالسة لتجعل المرأة المؤمنة تقطع الطريق عليهم بالتعاون والتسامح بينها وبين زوجها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ليس منا من خبب امرأة على زوجها }[128] {من خبب عبدا على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها } [129] فالمرأة عليها أن تحافظ على حياتها الزوجية مما يقوم به من لا يريد لها الخير من إفسادها على زوجها أو إيقاع الشقاق والنزاع والخلاف بينها وبين زوجها 4- المرأة عليها دائماً التفطن لعدوها اللدود الذي يسعى لتطليقها الشريعة تحذر المرأة من الشيطان الذي ليس له غاية إلا أن يطلقها من زوجها ويهدم سعادتها بنزغه لها ليحملها دائماً على زوجها ويشحنها دائماً اتجاه زوجها علاوة على قدراته في إشعال فتيلة العداوة والبغض بينهما فيذكرها بالمواقف السيئة ويرغبها في عصيان زوجها والاستمرار فيه ويشجعها على عدم التنازل لزوجها مما يزيد الخلاف ويُلهها عن ذكر الله ويبقى الشيطان معها ينفخ فيها سعياً وراء تطليقها قال النبي صلى الله عليه وسلم { إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه}[130] لذا على المرأة أن تنتبه لذلك وتحصن نفسها بالأدعية والأذكار لتكن هي الأقوى بعون الله وتأييده 5- المرأة عليها الإسرار عما يدور بينها وبين زوجها في الفراش خصوصاً الزوج والزوجة لديهما من أسرار عند الجماع , هذه الأسرار هي في الغالب مداعبات تحصل بين الزوجين أثناء الجماع , أو أنها أمور من العيوب البدنية وهي أشياء في غاية السرية بينهما فيكرهان أن يطلع عليها أحد , لذا فإن الشريعة تصف التي تخون أمانتها فتُطلع الناس على ما دار بنها وبين زوجها في تلك الحال أو ما رأته من عيب في زوجها , أنها شر الناس عند الله وأحطهم منزلة ومع تحذير الشريعة للمرأة من التحدث فيما يدور بينها وبين زوجها في أمور الجماع بينت الشريعة أن التي تفعل ذلك كأنها شيطانة فعل بها شيطان في قارعة الطريق والناس ينظرون ولما انتهى منها انصرف وتركها لمن يشاهدها أو يأتيها من يريد أن يقضي حاجته فما أبشع هذا الوصف عند المرأة العفيفة الصيّنة الحافظة لنفسها ابتغاء وجه ربها , البعيدة عن مشاهدة ما يبث من خليعة ومجون لشياطين الإنس َعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: {لعل رجلا يقول ما فعل بأهله ، ولعل امرأَة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ فَأَرَمَّ القوم ، فقلت : إي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قَالَ فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فَغَشِيَهَا ، والنَاس ينظرون } وفي لفظ {على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها} [131] والشريعة تعتبر ما يدور بين المرأة وزوجها في الجماع أمراً محترماً , له اعتباره فيجب المحافظة عليه لأن المداعبات بين الزوجين أثناء الجماع ترغب الزوجين كلاً بالآخر , ولهذا سمح فيها بالكذب لكن إذا عَلِمَ أحدهما أن هذه الأسرار ستفشى وتظهر أمام الناس , وتصير موضع سخرية وانتقاد أقْصَر عنها وكتمها ثم يكون التلاقي عند الجماع فاتراً بارداً قد ينتهي إلى فشل الزواج أو عدم الرغبة في الجماع[132] 6- المرأة تحذر من وصف النساء لزوجها الشريعة نهت المرأة أن تصف لزوجها النساء سواء في جمالهن أو ملبسهن أو عذوبة كلامهن أو شخصيتهن وغير ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها }[133] هذا أصل في سد الذرائع ، والحكمة في هذا النهي خشية أن يعجب الزوج بالوصف المذكور فيشتغل باله بها وربما قدم هذا الوصف على ما يقابله في زوجته فالمرأة تحذر من ذلك حتى لا تتسبب هي في أعجاب زوجها بغيرها من النساء وما في ذلك من مشاكل وخيمة 7- المرأة تحذر من الغيرة في غير ريبة قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله كتب الغيرة على النساء ، فمن صبر منهن كان لها أجر شهيد}[134] الشريعة بينت أن الغيرة في طباع النساء ، لكن مطلوب منها أن تقننها فلا تفرط فيها بقدر زائد حتى لا تلام عليها ، وضابط ذلك ما ورد في الحديث {أن من الغيرة ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله: فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة }[135] فإذا غارت المرأة من زوجها في ارتكاب محرم إما بالزنا مثلاً وإما بنقص حقها وجوره عليها بدليل فهي غيرة مشروعة فلو وقع ذلك بمجرد التوهم عن غير دليل فهي الغيرة في غير ريبة وأما إذا كان الزوج مقسطاً عادلاً وأدى حقها فالغيرة إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء فتعذر فيها ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل وفي الغيرة عند الضرائر كما كان من عائشة في غيرتها من خديجة قالت {ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها }[136] بينت سبب ذلك وأنه كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة ، وهي وإن لم تكن موجودة وقد أمنت مشاركتها لها فيه لكن ذلك يقتضي ترجيحها عنده ، فهو الذي هيج الغضب الذي يثير الغيرة حيث قالت أبدلك الله خيراً منها فقال: ما أبدلني الله خيراً منها ومع ذلك فلم يؤاخذ عائشة لقيام معذرتها بالغيرة التي جبل عليها النساء [137] 8- المرأة تحذر من إيذاء زوجها حتى لا تنكر عليها الحور العين بينت الشريعة أن المرأة التي تؤذي زوجها في الدنيا تكون عرضت نفسها لعقوبة الله وصارت كالمقاتلة لله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم {لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل (ضيف) يوشك أن يفارقك إلينا}[138] المرأة الصالحة لا يحدث منها إيذاء لزوجها بصلاحها وبمعرفتها أن له من الحور العين من تدعو عليها بأن يقاتلها الله , ومن تقدر على محاربة الله لها ؟ 9- المرأة لا تأخذ من مال زوجها وإن كان لضرورة إلا ما يكفيها عن عائشة أن هند أم معاوية امرأة أبي سفيان أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت {يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وانه لا يعطيني ما يكفيني وبني إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فهل علي في ذلك جناح فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف} [139] 10- المرأة لا تشتكي زوجها لتكون من الأخيار الشريعة تحذر المرأة من أن تشتكي زوجها للآخرين ولو إلى الآباء فقد اعتبر النبي الشكوى إليه هو من المرأة في حق زوجها أن المرأة في شكوتها هذه ليست من الأخيار وإبراهيم عليه السلام لما اشتكت له زوجة ابنه إسماعيل حال زوجها مما يعانوه من شدة العيش أمر إبراهيم أبنه إسماعيل أن يطلقها وطلقها فالمرأة التي تشكوا زوجها للآخرين وتقلل من شأنه عليها أن تحذر صنيعها وتستغفر الله وتتوب من ذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها فلا تجدون أولئك خياركم}[140] وعلى ما سبق فينبغي للمرأة أن تحذر من أن تكون هي مصدر شقاء زوجها فلا يرى فيها ما يسره إذا نظر إليها أو تطيل لسانها عليه أو لا توفر له الأمان على نفسها وعرضها في غيابه ولا يأمنها على مال فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين للرجل صفات المرأة الشؤم ليحذرها فلا تكون مصدر شقائه { من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك }[141] فعلى المرأة بعد معرفتها لهذا المحذورات أن تبذل كل جهدها لتبعد زوجها ونفسها عن التعاسة الزوجية فإن في شعور أحدهما بعدم السعادة الزوجية يعود على مشاعر وأحاسيس الآخر وبالتالي تكون حياتهما جحيم في الدنيا قبل الآخرة الأمور التي تحذر المرأة منها حتى لا تؤدي بها إلى نار الآخرة 1- المرأة تسعى لشكر زوجها حتى لا تعاقب بالحرمان من نظر الله لها الشريعة بالرغم من أنها بينت أن الخطأ عند المرأة وارد بسبب عوجها الفطري وأنها تكفر العشرة بمجرد أن تجد شي من زوجها وتقسم أنها لم تجد منه خير إلا أن الشريعة تدعوا المرأة إلى عدم الاسترسال في هذا بل تضبط نفسها وتُقّومها وتهذبها وتجاهد هواها ، وتعترف لزوجها بنعمه عليها وتشكره على أنها لا تستطيع الاستغناء عنه وإلا عوقبت بأشد أنواع العذاب وهو الحرمان من نظر الله إليها الذي هو الرحمة في الآخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه}[142] 2- المرأة لا تمانع زوجها شيء لتنال بذلك الجنة وتحذر منعه ففيه النار الشريعة بينت للمرأة أن في منع نفسها عن زوجها سبب في دخولها النار وبينت أيضاً أن في تحقيق رغباته الخالية من معصية الله سبباً في دخولها الجنة فعن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال{لها أذات زوج أنت قالت نعم قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك}[143] فالمرأة التي تخشى النار وعذاب الله وترجو رحمته وجنته لا ترفض لزوجها طلب ويكون في مقدورها أن تحققه إلا ما تعجز عن الإتيان به 3- المرأة لا تسأل زوجها الطلاق ففيه الحرمان من الجنة الشريعة حرمت على المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس وبينت أن التي تطلب الخلع من زوجها دون بأس أنها منافقة ومحرم عليها الجنة لتنتبه المرأة وتحذر العقوبة قبل أن تقبل على هذه الأمور المحرمة وكي تصبر وتتحمل إن كان عنده بأس فعلاً ولا تكن من التي تعصي باطناً وتطيع ظاهراً قال النبي صلى الله عليه وسلم { أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة}[144] في حديث زيادة { وإن المختلعات هن المنافقات وما من امرأة تسأل زوجها الطلاق من غير بأس فتجد ريح الجنة }[145] [1] الترمذي 1163 وقال حديث حسن صحيح , ابن ماجه 1851 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1930 [2] الترمذي 1162 وقال حديث حسن صحيح , ابن حبان 4164 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1923 [3] ابن حبان 4165 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1924 [4] الترمذي 2612 وصححه , الحاكم 1/53 وصححه , ضعفه الألباني في سنن الترمذي 2612 , حسنه محققوا الترغيب 2877
[5] ابن ماجه 1977 , الحاكم 4/173 وصححه , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1925 [6] البخاري 3331 , مسلم 10/298 [7] البخاري 5186 [8] أخرجه ابن إسحق في المبتدأ عن ابن عباس وكذا أخرجه ابن أبي حازم وغيره كذا عزاه ابن حجر في الفتح وسكت عنه 9/162
[9] ابن حجر في الفتح 9/161-163 مع تصريف [10] حنبكة 2/64 [11] {كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم ابنة عمران آسية امرأة فرعون } صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 3280 [12] حنبكة 2/65 مع تصريف [13] حسن أيوب 189 [14] النووي في شرح مسلم 10/299 مع تصريف [15] مسلم 10/298 [17] الترمذي 261 وقال حديث حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2613 [18] الترمذي 1163 وقال حديث حسن صحيح , اب [19] حنبكة 2/69 [20] مسلم 10/300 [21] البخاري 5197 كفران العشير من أنواع الذنوب والمعاصي , والمعاصي تسمى كفرا ، لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد الكفر المخرج من الملة [22] مجمع 4/ 311 رواه أحمد 6/458 وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق , صححه الألباني في الأدب المفرد 804 , 1047 [23] المسند 6/452 , المجمع 4/ 311 رواه الطبراني في الكبير 24/168 وفيه شهر وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح [24] صحيح ابن حبان 2/195 , البيهقي في الكبرى 7/303 , الحاكم وصححه , صححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود 142 [25] المشكاة 6127 متفق عليه [26] البخاري 5191 [27] البخاري 5191 [28] مسلم 10/298 [29] مسلم 10/298 [30] البخاري 6424 , مسلم 10/301 [31] المناوي 5/436 , المرقاة 6/389 , ابن حجر في الفتح 10/424 [32] مسلم 10/298 [33] البخاري 5186 [34] ابن حبان 4166 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1926 [35] الدارمي ص148 , حسنه الألباني في صحيح الجامع 1942 [36] المجمع 4/335 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح , صححه الألباني في صحيح سنن النسائي 3229 [37] ابن كثير عند آخر تفسير سورة المؤمنون مع تصريف , السندي عند شرح حديث النسائي [38] الترمذي 1163 وقال حديث حسن صحيح , ابن ماجه 1851 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1930 , عوان أي أسيرات [39] البخاري معلقاً في باب الغيرة من كتاب النكاح [40] البخاري 5228 , مسلم 15/199[41] ابن حجر في الفتح 9/236 قال أخرجه أبي يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً[42] النووي[43] ابن حجر في الفتح 9/237 [44] البخاري 5188 [45] ابن ماجة 2410 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1922 [46] أبو داود 2142 , ابن حبان 4163 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1929 [47] أبو داوود 2143 , صححه الألباني في الإرواء 2033 [48] البخاري 5204 [49] النسائي في الكبرى 5/372 , ابن حبان 9/500 , صححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود 2146 [50] الدارمي 2/198 , السنن الكبرى 5/370 , الحاكم 2/70 وصححه , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1984 [51] الترمذي 1163 وقال حديث حسن صحيح , ابن ماجه 1851 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1930 , عوان أي أسيرات [52] الترغيب 2/ 725 [53] مسلم 9/250 [54] البزار 1450 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2023 [55] النووي شرح مسلم 9/249-250 مع تصريف [56] أبو داوود 2175 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2013 , خبب معناه خدع وأفسد [57] مسلم 17/155 [58] مسلم 9/246 , واللفظ للدارمي 2/195 [59] الدارمي ص 149 , المشكاة 3309 متفق عليه [60] أبو داوود 2659 , ابن ماجة 1996 , الحاكم 1/78 وصححه , صححه الألباني في صحيح الجامع 5905 [61] مسلم 715 , صححه الألباني في صحيح الجامع 6836 [62] مسلم 10/294 [63] ابن ماجة 1847 في الزوائد إسناد صحيح رجاله ثقات , صححه الألباني في الصحيحة 624 [64] الحاكم 4/154 وصححه , الطبراني في الأوسط 1006 , حسن إسناده المنذري , ضعفه الألباني في الضعيف 2329 [65] مسلم 9/181 [66] المسند 26866 , أبو داوود 4917 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4921 [67] ابن القيم في الزاد 1/153 , المناوي في فيض القدير 3/496 [68] مسلم 15/200 [69] أبو داود 4932 , صحيح الألباني في المشكاة 3265 [70] اللعب بالبنات التي تلعب بها الصبية والتي أباحتها الشريعة هي التي تعرف الآن بالعرائس التي بدون تخطيط أو تخطيطه قليل وليست هذه التي تحرك رموشها أو تتكلم وتتحرك فهذه تشابه سائر الصور التي جاء فيها الوعيد [71] أبو داود 2578 , الألباني صححه في المشكاة 3251 [72] البخاري 5236 [73] مسلم 10/294 [74] عشرة النساء ص88 , صححه الألباني في الصحيحة 315 [75] الحاكم 2/162 وصححه , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 19115 [76] مسلم 10/298 [77] صححه الألباني في صحيح سنن النسائي 3939 [78] الحاكم 2/161 وصححه , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1914 [79] البخاري 5090 , مسلم 10/293 [80] مسلم 10/294 [81] مسلم 10/176 [82] النووي في شرح مسلم 10/176 [83] أبو داود 2050, الحاكم 2/162 وصححه , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1921 [84] البسام توضيح الأحكام 4/348 [85] المسند6/82 المجمع 4/ 255 , الحاكم 2/178 وصححه ووافقه الذهبي , ضعفه الألباني في الضعيفة 1117 [86] ابن ماجة 1918 , الحاكم 2/2 وصححه , حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1918 [87] المسند 11854 , الترمذي 2163 , ابن ماجة 3917 , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2140 [88] البخاري 7099 [89] المنذري قال رواه البزار 1462 والحاكم 4/150 وصححه ، وإسناد البزار حسن , المجمع 4/309 وفيه أبو عتبة ولم يحدث عنه غير مسعر وبقية رجاله رجال الصحيح , ضعفه الألباني في الترغيب 1212 , حسنه محققوا الترغيب 2889 [90] أحمد 3/158 , النسائي 265 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1936 [91] البزار 1472 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1935 [92] البزار 1465 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1934 [93] أحمد 3/158 , النسائي 265 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1936 [94] ابن حبان 4171 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1938 [95] الترمذي 1160 وحسنه , ابن حبان 4153 , صححه الألباني في صحيح الجامع 534 [96] الطبراني 5084 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1943 [97] ابن ماجه 1853 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1938 [98] الدارمي ص 116 , صححه الألباني في جلباب المرأة 11 [99] الحاكم 4/172 وصححه , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1939 [100] البخاري 6041 [101] الترمذي 670 وحسنه , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 943 [102] البخاري 5192 [103] عون المعبود 7/128 مع تصريف [104] المسند 3/ 498 , صححه الألباني في المشكاة 3269 [105] صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1855 [106] البيهقي في الكبرى 10/244 , أحمد شاكر صحح إسناده 7415 , حسنه الألباني لغيره في المشكاة 3272 [107] أحمد 3/80 , البزار 1403 , أبي يعلى 1012 , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 1919 [108] البخاري 5090 , مسلم 10/293 [109] ابن ماجة 1859 , سنن البيهقي الكبرى 7/80 , ضعفه الألباني في الترغيب 1209 ,قال البسام في توضيح الأحكام 4/356 قال الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح [110] تهذيب الكمال 22/464 [111] أبو داود 2050, الحاكم 2/162 وصححه , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1921 [112] مسلم 10/176 [113] النووي في شرح مسلم 10/176 مع تصريف وتوجيه [114] الحاكم 2/162 وصححه , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 19115 [115] مسلم 10/294 [116] البخاري 3434 [117] الطبراني في الصغير 1/46 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1941 [118] الترمذي 1161 وحسنه [119] ابن حبان 4151 , المشكاة 3254 قال الألباني له شواهد يرقى بها إلى درجة السن أو الصحيح [120] أحمد 1/191 , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1932 [121] المجمع 4/313 رواه الطبراني في الأوسط 9385 وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات , ضعفه الألباني في الترغيب 1189 [122] الطبراني 478 , حسنه الألباني في الصحيحة 289 [123] البخاري 5193 [124] مسلم 9/249 [125] مسلم 9/248 [126] مسلم 9/249 [127] النووي شرح مسلم 9/249 [128] أبو داوود 2175 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2013 [129] النسائي 332 , ابن حبان 560 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2014 [130] مسلم 17/155 [131] البزار 1450 , لفظ الرواية الثاني حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2023 , والأولى بالمسند [132] البسام في توضيح الأحكام 4/449 [133] البخاري 5240 ، 5241 [134] ابن حجر في الفتح 9/236 قال أخرجه البزار وأشار إلى صحته ورجاله ثقات , ضعفه الألباني في الضعيف 1626 [135] حسنه الألباني في الإرواء 1999 [136] البخاري 5229 [137] ابن حجر في الفتح 9/237 [138] ابن ماجه 2014 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1945 , يوشك أي يقرب ويسرع ويكاد [139] صححه الألباني في الإرواء 2158 [140] صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1985 [141] الحاكم 2/162 وصححه , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 19115 [142] النسائي في الكبرى 3/168 , البزار 1460 , صححه الألباني في الصحيحة 289 [143] أحمد 4/341 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 1933 [144] أبو داود 2226 , الترمذي 1187 وحسنه , ابن ماجه 2055 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2018 [145] صححه الألباني في صحيح الترغيب 2018
|
ماذا أفعل في هذه الأمور
|
||
![]()
|
|
|
||
|