|
||||
|
||||
|
قال تعالى :{ إِذَا رُجَّتْ الْأَرْضُ رَجًّا(4) } الواقعة أي حركت تحريكا فاهتزت واضطربت بطولها وعرضها أي زلزلت زلزالا , قال تعالى : {إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1)}الزلزلة [1] الله تعالى أخبر عباده عن أهوال يوم القيامة وزلازلها وأحوالها فقال تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13)وَحُمِلَتْ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً(14)فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(15) } الحاقة فالزلزلة كائنة في آخر عمر الدنيا وأول أحوال الساعة وقبل قيام الناس من أجداثهم {ترتج الأرض بأهلها رجاً , فتكون كالسفينة المرمية في البحر, تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق في العرش ترجرجه الرياح يقول تعالى : {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6)تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(7)قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}النازعات فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان , { يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا(17)} المزمل وتطير الشياطين هاربة من الفزع, حتى تأتي الأقطار فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها, فترجع ويولي الناس مدبرين, ما لهم من أمن الله من عاصم , ينادي بعضهم بعضاً , { يَوْمَ التَّنَاد (32) } غافر فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض, من قطر إلى قطر, فرأوا أمراً عظيماً لم يروا مثله , وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل}[2] { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(6)} التكوير سجرت أوقدت فصارت ناراً , اشتعلت فصارت ناراً حمراء كالدم { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ(5) } التكوير الوحوش ما توحش من دواب البر مع نفرتها اليوم من الناس وتبددها في الصحاري تضم ذلك اليوم إليهم { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ(4) } التكوير العشار النوق الحوامل التي في بطونها أولادها وهي التي قد أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وخص العشار لأنها أنفس مال عند العرب وأعزه عندهم ومعنى عطلت تركت هملا بلا راع وذلك لما شاهدوا من الهول العظيم لو كان للرجل ناقة عشراء في ذلك اليوم أو نوق عشار لتركها ولم يلتفت إليها اشتغالا بما هو فيه من هول يوم القيامة هذه الآيات والناس في أسواقهم ترى الشمس قد ذهب ضوءها وتناثرت النجوم ووقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش فماجوا بعضهم في بعض والعشار عطلت أهملها أهلها والبحار اشتعلت , قالت الجن نحن نأتيكم بالخبر فينطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تتأجج فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة [3] {الأموات لا يعلمون بشيء من ذلك قال أبو هريرة : يا رسول الله من استثنى الله عز وجل [4]حين يقول {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ (87)؟} النمل قال صلى الله عليه و سلم : أولئك الشهداء إنما يصل الفزع إلى الأحياء , والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون , وقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه} [5] {يبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا يعبدون الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم وعيشهم حسن}[6] {لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق } [7] {لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله }[8] { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2) } الحج زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها يعني الزلزلة تذهل كل مرضعة عما أرضعت تترك كل امرأة ترضع ولدها الرضيع اشتغالا بنفسها وخوفا وتضع كل ذات حمل حملها تسقط ولدها من هول ذلك اليوم وترى الناس سكارى من شدة الخوف وما هم بسكارى من الشراب ولكن عذاب الله شديد فهم يخافونه ترى الناس كأنهم سكارى من ذهول عقولهم لشدة ما يمر بهم يضطربون اضطراب السكران من الشراب لما نفى سبحانه عنهم السكر أوضح السبب الذي لأجله شابهوا السكارى فقال ولكن عذاب الله شديد فبسبب هذه الشدة والهول العظيم طاشت عقولهم واضطربت أفهامهم فصاروا كالسكارى , سلبوا كمال التمييز وصحة الإدراك [9] {فيكونون في ذلك العذاب ما شاء الله إلا أنه يطول}[10] [1] تفسير ابن كثير 3 / 204 [2] حديث الصور [3] عزاه الشوكاني لابن أبي الدنيا في الأهوال وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قيل إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام وقيل الحور العين وخزنة الجنة والنار وحملة العرش وعن جابر رضي الله عنه منهم موسى عليه السلام لأنه صعق مرة تفسير النسفي 3 / 224 [5] حديث الصور [6] مسلم 18/278 , الحاكم 4/586 [7] مسلم 1924 , 2949 , عزاه له الألباني وصححه في المشكاة 5517 [8] مسلم 2/356 [9] زاد المسير 5 / 404 , تفسير النسفي 3 / 94 , تفسير الواحدي 2 / 727 , فتح القدير 3 / 435 [10] حديث الصور
|
ماذا أفعل في هذه الأمور
|
||
![]()
|
|
|
||
|