كتاب

علاج

القطيعة بصلة الأرحام

الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء , والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم , الذي أمرنا بصلة الأرحام ونهانا عن قطعها , وتبين من هديه أن الأقرباء تدور بينهم المودة والمحبة ويؤجرون عليها في الدنيا والآخرة , وأن العزلة عن الأقرباء مع وحشتها يعاقب من يبدأ بها في الدنيا والآخرة

وهذه الرسالة أردت أن أبين فيها , أن قطيعة الرحم مرض من الأمراض الظاهرية المحسوسة في حياة الإنسان , والتي تعتبر بالنسبة للمسلم ذنوباً يجب عليه التخلص منها , مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة ،حيث إن آثارها الضارة مزدوجة ، بمعنى أنها تضر المريض بها وتضر غيره من أفراد المجتمع ، فهي ذنوب وأمراض متعدية , وبينت فيها أن هذا المرض علاجه بصلة الأرحام  أسأل الله تعالى أن ينفع بها 

كتبها / عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب [1]


[1] والذي حملني على كتابتها , أني وجدت أثناء حل مشاكل المدمنين الأسرية أن أكثر المدمنين في قطيعة بأرحامهم وخاصة مع إخوانهم , وهذه القطيعة قد تكون بسبب أن أحدهم تعاطى المخدرات وقد تكون قطيعة بسبب خلافات بينهم نتج عنها دخول أحدهم في الإدمان , وعندما يسعى إخوانهم إلى إصلاحهم بالعلاج وخاصة عندما يستعين الإخوان في ذلك بجهة أخرى تكون هناك معاناة أخرى

وسواء كانت بداية المعاناة عند هؤلاء , في أن إدمانهم نتج أو ازداد من معاملة الإخوان , وأن إخوانهم يحاولون التخلص منهم , ليستحوذوا على ممتلكاتهم , أومن أجل المحافظة على أوضاعهم الاجتماعية من الفضيحة , ولذلك يسعون إلى وضعهم في المصحات ويتأملون إطالة مدة بقائهم , أو إرسالهم خارج البلاد بدعوة تعليمهم 

أو سواء كانت المعاناة مجرد أوهام عندهم , أو تبريرات لكسب التعاطف معهم , أو أن الإخوان هم الذين يعانون من التصرفات الإدمانية لهؤلاء , وأنهم يريدون حقاً مصلحتهم وعلاجهم , وكل هذا وارد من كلا الطرفين , لذا فإن هذه الرسالة توضح حقيقة العلاقة التي ينبغي أن يقدمها كُلاً لأخيه  

 

 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب