3- بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال {سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله}[10]

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن برّ الوالدين أفضل الأعمال بعد صلاة الفرض التي هي أعظم دعائم الإسلام , ورتّب ذلك بـثُمّ التي تعطي الترتيب وقدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله وهو ما فيه نشر التوحيد ورفع راية لا إله إلا الله والقضاء على الكفر

{أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما} [11]

{جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما}[12]

{هاجر رجلاً من أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لك أحد باليمن قال أبواي قال أذنا لك قال لا قال فارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما}[13]

فمن الإحسان إليهما والبِرّ بهما إذا لم يتعيّن الجهاد ألاّ يجاهد إلا بإذنهما فإن أذنا له وإلا لا يخرج للجهاد , والأجداد آباء , والجدات أمهات فلا يغزو المرء إلا بإذنهم

والنهي عن الخروج بغير إذن الأبوين ما لم يقع النفير , فإذا وقع النفير وجب الخروج على الجميع

{جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال فيهما فجاهد}[14]

والجهاد في الوالدين يكون بالقيام بخدمتهما والإنفاق عليهما ، خاصة إذا كان الابن قادراً وهما لا يستطيعان ، وطاعتهما بحيث يكون رهن إشارتهما فيما يأمرانه به أو ينهيانه عنه ، فإنهما أنصح له من نفسه ، فضلاً عن رفاقه وجلسائه فليستمع إلى توجيهات أبويه ، وليطعهما في المعروف وعليه أن يخاطب والديه بلطف وأدب وأن يشاورهما في أعماله وأموره وأن لا يرفع صوته عليهما ، ولا ينظر إليهما بغضب أو احتقار ، ولا يرفع يده عليهما عند تكليمهما ، ولا يقاطع حديثهما ، ولا يجادلهما ، ولا يكذب عليهما ، ولا يسافر إلا بإذنهما ورضاهما ، فإن ذلك من الجهاد فيهما والإحسان بهما

 


[10] البخاري 527

[11] البخاري 3004 , مسلم 16/320

[12]  الترمذي 1671 ,  أبو داود 2528 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2481

[13] أبو داود 2530 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2482

[14] البخاري 3004 , مسلم 16/320

 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب