الصبر والرضا وقاية  رجوع
رجوع


 

جاءت الشريعة الإسلامية بفضائل عظيمة لمن صبر على ما يعانيه , ليعلم الإنسان أن صبره على المصائب والآلام مكفر لسيئاته ، ورافع لدرجاته ، ويسجل له مع كل شعور بالألم أجر عند الله ، ويناله ثواباً عظيما وكرامة عنده في دار الجزاء ، فحين يعلم المؤمن ذلك يرى أنه في خير عظيم وفضل جسيم من الله تعالى ، ويرى أن تمنيه الموت تخلصاً من المصائب هروب من الحياة ، وفرار من مسؤولية الابتلاء ، وخروج من سوق تجارة رابحة أضعافاً مضاعفة ، فهذا يجعله يحسن الظن بالله ويعينه على ترك فكرة تمنيه الموت ليتخلص من مصائبه وآلامه , وبينت الشريعة أن المؤمن في طول أجله فرصة له ليزيد من حسناته إن كان من المحسنين ، وليتوب ويصلح من حاله إن كان من المسيئين , ولكل هذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا عن تمني الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لا يتمنى أحدكم الموت ،إما محسنا ًفلعله يزداد ، وإما مسيئا ًفلعله يستعتب }

يستعتب : أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضى بالتوبة والندم والاستغفار والعمل الصالح , أي فهو أحد رجلين :

إما أن يكون محسنا ً، وفي هذه الحالة يرجو بطول الأجل أن يزداد إحساناً وأعمالاً صالحة

وإما أن يكون مسيئاً ، وفي هذه الحالة يرجو بطول الأجل أن يتوب

ويستغفر ويعمل صالحاً ويكفر عن سيئاته

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات انقطع عمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمرهُ إلا خيراً }

فأبان الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيراً ، وأن عليه أن يواجه مسؤولياته في الحياة بقوة إرادة وصدق عزيمة ، وصبر وصمود وكدح ومجاهدة ، ليغتنم من حياته ما يستطيع اغتنامه لآخرته

وقال صلى الله عليه وسلم :{لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه ، فإن كان لابد فاعلاً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي}

هذا الحديث يدل على أن الأفضل للمؤمن أن لا يتدخل في طلب الموت من ربه مطلقاً وأن يترك أمر الأجل لمقادير الله في خلقه ، ولحكمته في عباده