الاستقامة علاج المراوغة |
رجوع |
إنّ من كمال إيمان العبدِ استقامتَه على طاعة الله ومواصلة الأعمال الصالحة
والعلمَ اليقينيّ أنّ الله جلّ وعلا إنّما خلقه لعبادته، خلقه ليعبده وحدَه
لا شريكَ له، لينفّذ فرائضَه ويقومَ بما أوجب عليه، وليعمرَ هذه الأرض
بطاعةِ الله ولذا نتناول هذا الموضوع في عدة جلسات
الجلسة الأولى
لا يؤمن العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
توضيح وبيان أن
o الاستقامة على
طاعة الله دليل على قوّة الإيمان وحقيقةِ الإيمان، فإنّ المستقيمَ على
الشيء إنّما يستقيم عليه لعلمِه الحقّ بأنّ هذا طريقُ الحقّ والهدى،
فاستقام عليه فلم ينحرف عنه يمنةً ولا يسرةً وداوَم عليه إيمانًا بالله
وتعظيمًا لأوامره
o الاستقامة على
دين الله منزلة عظيمة من منازل العبودية لله تبارك وتعالى، وواجب من
الواجبات، أمر الله بها عقيدة وشريعة، هديا ومنهجا، وحذر من ضدها، وعلى
المرء أن يبذل جهده في سبيل تحقيقها، ويسأل الله المعونة عليها والمغفرة
لما قصر
o الاستقامة
استقامة القلب على التوحيد فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته
وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما
سواه استقامت الجوارح كلها على طاعة الله العزيز الحميد فإن القلب إذا
استقام استقامت الجوارح فهي لا تستقيم إلا باستقامة القلب، فلا يستطيع
العبد بذل أدنى عمل لله حتى يأمر القلب به، فلا صلاة وقيام ليل ولا زكاة
وصدقة ولا صبر عن معصية حتى يكون القلب الآمر القائد
o الذين استقاموا
لله بطاعته،لم يراوغوا روغان الثَّعْالب وروغان الثعالب هو التذبذب بين
الطاعة والمعصية، وانعقاد القلب عليها والمخادعة، فمن كان هذا حاله ليس في
قلبه خوف ولا خشية من الله تعالى، ساعة في طاعة وساعات أخرى يروغ روغان
الثعالب، لا يستقيم على حال، لا هو إلى أهل الإيمان ولا إلى أهل الطغيان،
حاله ذو وجهين ومن كان هذا حاله يخشى عليه من سوء الخاتمة لما قد يكون عليه
القلب من ميله وحبه للمعاصي، وإيثاره لها عن طاعة الله ورضاه.