عقوبات على الممارسات الخاطئة |
رجوع |
الله تعالى نوع العذاب على من يأتي بفعل قوم لوط في
الدنيا قبل الآخرة وهذا العذاب واقعه ملموس في أصحاب هذه الفاحشة والذي
منه:-
بينت الشريعة أن أصحاب هذه الفعلة الشنيعة الفوحش حرموا
من رحمة الله وهذا هو الخسران المبين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’
ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم
لوط ‘‘ وقال صلى الله عليه وسلم ’’ لعن الله من عمل عمل قوم لوط قالها
ثلاثاً في عمل قوم لوط ‘‘
ونتيجة لذلك يعيشون حياتهم بنفسية مدمرة بهذه اللعنة
الثلاثية على فحشهم
2- سلط عليه الطاعون والأوجاع التي لم تعرف من قبل
بينت الشريعة أن أصحاب هذه الفاحشة يصابون بالطاعون وغيره
من الأوجاع التي أكتشفت أضرارها حديثاً ولم تكن معروفة قبل, كمرض نقص
المناعة المعروف بالإيدز والهربس والكبدي بأنواعه عقوبة على معصية اللواط,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا
ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا
بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا
‘‘
وبينت الشريعة أن أصحاب اللواط يصابون بأمراض تنشأ عن
ظهور الفاحشة غير التي ذكرناها فقد ظهرت وعرفت بل أعظم من ذلك يسلط عليهم
ما يسبب لهم الموت مما لا يعلمه إلا الله,قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’
ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ‘‘
بينت الشريعة أن معصية اللواط قد تنوعت العقوبات على
أصحابها, فمنها العقوبات التي بينها الله في عقابه لقوم لوط والعقوبات التي
بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم والعقوبات التي قام بها خلفائه
الراشدين وغيرهم من أولياء الأمور لردع وزجر أصحابها, فقد حرق اللوطية
بالنار أربعة من الخلفاء أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن
الزبير وهشام بن عبد الملك
’’ كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أنه وجد رجلاً في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة فجمع لذلك أبو بكر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب فقال علي إن هذا
ذنب لم تعمل به أمة إلا أمة واحدة ففعل الله بهم ما قد علمتم أرى أن تحرقه
بالنار فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرق بالنار فأمر
أبو بكر أن يحرق بالنار ‘‘
وقد حرقه ابن الزبير وهشام أبن عبد الملك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من وجدتموه يعمل عمل
قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ‘‘ قال صلى الله عليه وسلم ’’ اقتلوا
الفاعل والمفعول به أحصنا أو لم يحصنا
يرجم اللوطي الفاعل إن كان محصناً وإن لم يكن محصناً
والمفعول به رجلا كان أو امرأة محصناً كان أو غير محصن
وقالوا لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي
وروي عن علي رضي الله عنه أنه رجم لوطياً
وأتى ابن الزبير بسبعة في لواطة أربعة منهم قد أحصنوا
وثلاثة لم يحصنوا فأمر بالأربعة فرضخوا بالحجارة وأمر بالثلاثة فضربوا الحد
وابن عباس وابن عمر في المسجد
وقد قيل في كيفية قتلهما هدم بناء عليهما، وقيل رميهما من
شاهق كما فعل بقوم لوط.
وقتل المفعول به خير له من أن يلاط به فإنه يفسد فسادا لا
يرجى بعده صلاح أبدا، ويذهب خيره كله، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه، فلا
يستحيي بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما
يعمل السم في البدن
ومما كان من عقاب الله لقوم لوط لفعلهم هذه الفاحشة أن
الله القوي الجبار أمر جبريل أن يطمس أعينهم ويقتلع بهم قراهم من قرارها
وما معهم من الحيوانات فرفع الجميع حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت
الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها،
وغشاها بمطر من حجارة من سجيل، متتابعة، مسومة مرقومة على كل حجر اسم صاحبه
الذي سقط عليه، من الحاضرين منهم في بلدهم، والغائبين عنها من المسافرين
والنازحين والشاذين منها
ولهذا يعلم أن العقوبة التي عاقب الله بها قوم لوط عبرة
وعظة لمن خاف عذاب الآخرة، وخشي الرحمٰن بالغيب وخاف مقام ربه ونهى النفس
عن الهوى، فانزجر عن محارم الله وترك معاصيه، وخاف أن يشابه قوم لوط. ومن
تشبه بقوم فهو منهم، وإن لم يكن من كل وجه فمن بعض الوجوه, فالعاقل اللبيب
الفاهم الخائف من ربه، يمتثل ما أمره الله به عز وجل، ويقبل ما أرشده إليه
رسول الله من إتيان ما خلق له من الزوجات الحلال، وإياه أن يتبع كل شيطان
مريد، فيحق عليه الوعيد