الاعتراف بفضل الله في توبتنا |
رجوع |
نأتي بقصة ثلاثة نحتاجها في
تعافينا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كان فيما كان قبلكم ثلاث نفر أبرص
وأقرع وأعمى وأن الله تعالى قضى أن يبتليهم فأرسل إليهم ملك فقال للأبرص أي
شيء تريد قال أريد لون حسن وجلد حسن وأن يذهب عني ما قذرني الناس من أجله
فمسح عليه الملك فأعطى الجلد الحسن واللون الحسن ثم قال له أي المال أحب
إليك؟ أي المال تريد؟ قال الإبل فأعطى ناقة عشراء على وشك الإنجاب وقال له
بارك الله لك فيها
ثم جاء إلى الأقرع وقال له ما الذي تريد قال أريد أن يذهب
الله عني ما قذرني الناس من أجله أريد أن أعطي شعرا حسن ووجها حسن فمسح
عليه فأعطى شعرا حسنا ووجها حسنا فقيل له أي المال تريد فقال البقر فأعطي
بقره حامل وبارك الله لك فيها
ثم أتى الأعمى وقال أي شيء تريد فقال أريد أن يرد على
بصري حتى أبصر الناس فمسح على وجهه فرد إليه بصره بإذن الله ثم قيل له أي
المال أحب إليك قال الغنم فأعطي شاة حامل وقال له بارك الله لك فيها فأنتج
الإبل والبقر وولدت الشاة وأصبح لهذا وادي من الإبل وهذا وادي من البقر
وهذا وادي من الغنم
ثم جاء إليهم الملك ليبتليهم فجاء لصاحب الإبل على الهيئة
التي كان عليها وقال له أنى مسكين وانقطع بي السبيل أسألك بالذي أعطاك
الجلد الحسن والوجه الحسن أن تعطيني ناقة أتبلغ إليها في سفري هذا فإنه ليس
لي إلا الله ثم أنت قال عندي التزامات والحاجة عظيمة قال ألم تكن قبل ذلك
أبرص فقير فأعطاك الله تعالى المال هذا قال بل ورثته كابر عن كابر إني شريف
ابن أشراف قال إن كنت كذلك ردك الله لما كنت عليه وتركه
وأتى إلى الأقرع في هيئته وصورته التي كان عليها وقال رجل
مسكين انقطع بي السبيل وليس لي إلا الله ثم أنت أسألك بالذي أعطاك الشعر
الحسن وأعطاك المال أن تعطني بقرة أتبلغ بها في سفري فقال مثل ما قال الأول
الحاجة عظيمه والمسألة كبيره قال إن كنت كما قلت ردك الله لما كنت عليه
وتركه
ثم أتى إلى الثالث في صورته التي كان عليها قال له مسكين
انقطع بي السبيل أسألك بالذي أعطاك بصرك أن تعطني شاة أتبلغ بها في سفري
فقال له خذ ما بدى لك لا أمنعك شيئا فإني كنت أعمى فرد الله عليا بصري وكنت
فقيرا فأعطاني الله ما تراه هذا فلن أمنعك من شيء تأخذه لله خذ ما تريد قال
أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم وقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك
هذا الحديث له فوائد عظيمه يبين لنا من يشكر الله على
اعطائه النعمة ومن ينكر نعم الله نحتاج هذا في تعافينا الإنسان منا عندما
يترك ما عليه من معاصي ويكون تائب وصادق مع الله في توبته هذه ودائما يشكر
الله على أن وجهه لتوبة نصوح فهذا يكون نجح في الابتلاء وتكون معاصيه
ابتلاء قد نجح فيه بالتوبة النصوح التي صدق فيها مع الله وأخلص فيها حتى إن
انتكس تجد الله ينتشله بسرعه لأنه شاكر لأنعم الله عليه أما الحذر فمن هو
على معصية ثم من الله عليه ووجهه وصرف حاله للابتعاد عن المعصية ولا يرجع
الفضل لله ولا للدين كلنا ننتبه لهذا الأمر فيقول الدين لم يفعل لي شيء
ولكن الشيء الفلاني هو الذي نفعني فليحذر يحذر من سلب النعمة هو في نعمة
بترك المعاصي لكن لعدم اعترافه أن الله من عليه وصرفه عن المعصية ويوجهها
لشيء آخر ويعتبره السبب يحذر من سلب النعمة هذه
لابد للإنسان منا في تركه للمعاصي يحمد الله أنه بعد أن
حارب الله بالمعاصي الله من عليه ووجهه للتوبة وأصلح حاله في هذه الحالة
يكون شكر الله تعالى على نعمته حتى وإن ضعف ووقع في المعصية مرة أخرى سيجد
الله ينتشله منها
لكن الذي لا يعترف أن الله من عليه وصرفه عن المعاصي ويظن
أن هذا بمجهوده ننظر إلى قصة الأبرص والأقرع عندما نسبوا النعمة لغير الله
سلبت منهم وسخط الله سبحانه وتعالى عليهم
ليس المهم سلب النعمة لكن سخط الله عظيم علينا أن ننتبه
قارون كلنا نعلم قصته لما أعطاه الله النعم وقيل له اتق الله فيما آتاك قال
إنما آتيته على علم مني فكانت النتيجة أن الله أخذه أخذ عزيز مقتدر انكار
النعمة شيء عظيم فالإنسان يحذر
الله أنعم عليك بصلاح الحال تصرف صلاح حالك هذا لله لأنك من غير الله ليس لك حول ولا قوة