يونس وحفظ الله له وتضيعه لفرعون |
رجوع |
توضيح قصة يونس التي فيها دعوة قومه لتوحيد وعبادة الله وطاعته واصرار قومه
على المعصية لله
وتبيينه لهم سنة الله فيمن يعصيه بأخذ الأمم التي تجرأت على معصيته ولم تتب
وترجع إليه من معصية الشرك
وعندما أصروا على ما هم عليه من شرك أنذرهم بوقوع العذاب من الله لهم وخرج
من بين أظهرهم دون أن يستأذن الله في خروجه فوجد سفينة يعرفه أصحابها فركب
معهم وتعرضت السفينة للهلاك مع تلاطم الأمواج وكثرة ركابها فألقوا أمتعتهم
ثم اقترح مسئول السفينة أن يلقي أحد الركاب بنفسه لينجو الآخرين فاستهموا
وإذا بالقرعة تخرج على يونس فيأبوا لأنهم يعلمون أنه نبيهم فيعيدون القرعة
ثلاث مرات تخرج عليه فعند ذلك يعلم يونس أنه لا محال إلا أن يلقي بنفسه في
البحر ففعل فأمر الله تعالى حوتا أن يلتهمه فكان يونس في ظلمات ثلاث ظلمات
الليل والبحر وبطن الحوت وعلم أنه لا نجاة مما هو فيه إلا أن يستغفر ربه
ويدعوه ففعل ذلك فاستجاب له الله وأمر الحوت أن يلقيه على الشاطئ وأمر شجرة
اليقطين أن تنبت عليه من ورقها
يتبين من هذه القصة حفظ الله ليونس في شدة غرقه في الماء بأن جعل له خوارق
عادة فسلب من الحوت خصائصه وهي هضم ما يبلعه وجعله يحفظ يونس في بطنه حتى
يلقيه على الشاطيء فيحفظ الله يونس لحفظه الله
وأما قومه فلما عاينوا العذاب رجعوا إلى الله تائبين نادمين فتقبل الله
توبتهم ورضا عنهم ودفع عنهم العذاب
في مقابل غرق يونس وحماية الله له يتعرض فرعون للغرق ولا يجد من الله حفظ
له بل يأتيه جبريل ليضع في فيه طين البحر ليكتم أنفاسه وهو يعلن أن آمن
بالذي آمن به موسى ولكن في الغرغرة لا تنفع التوبة صاحبها فيغرقه الله
ويخرج بدنه ليكون آية وعبرة لمن كانوا على نهجه في التمرد على الله وعصيانه
لأنه ليس لديه رصيد أعمال صالحة تنفعه
وهذه سنة الله حفظ من يحفظه وضياع من يضيعه
الله تعالى يجعل خوارق عادة للماء حتى يستدركه ليغرقه وليس لحفظه يسلب من
الماء خصائصها حتى يدخل ثم يأمر البحر ليعود لخصائصه ليغرق